الأسبوع اللبناني

اخبار لبنانية

لمن الزعامة؟
مصادر بارزة في تيار المستقبل ترفض إعطاء اللواء أشرف ريفي «زعامة في طرابلس بسبب فوزه بكم مقعد بلدي». وتؤكد أن «فوز اللائحة المدعومة من ريفي لا يعني خروج الطرابلسيين من صفوف القاعدة الحريرية، بل الأمر أشبه بإعلان اعتراض على بعض سياسات الحريري»، مؤكدة أن «ريفي يحاول تدفيع الحريري ثمن سياساته المنفتحة، التي جنبت لبنان الكثير من التوترات».

وتهزأ المصادر اللصيقة بالحريري من الاستنتاجات التي افترضت أن انتصار وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي في طرابلس يندرج في سياق تمهيد الطريق أمامه كي يكون البديل الاقليمي عن الحريري لبنانياً.
وتشدد هذه المصادر على أن حدود انتصار ريفي لا تتجاوز مدينة طرابلس وتحديداً باب التبانة – جبل محسن، وما حققه هو رسالة محلية لا إقليمية، ومن الخفة بمكان الافتراض بأن الناس يمكن أن تترك بيت الحريري وحيثيته المتعددة الأبعاد، حتى تمشي وراء ريفي.

حزب الله والمستقبل: من يتحمل المسؤولية؟!
ثمة أوساط في تيار المستقبل تحمّل حزب الله مسؤولية في ما آلت إليه أوضاع «المستقبل» وحل به لأن حزب الله لم يحسن التعامل مع «الاعتدال السني» المتجسد أكثر ما يكون في تيار المستقبل وفتح الساحات أمام التشدد ليأخذ مكانه من الآن فصاعداً مما يؤذن بمرحلة جديدة من التوتر.
ويعطي أصحاب هذه الرؤية وقائع تسند ما يذهبون إليه من قبيل أن الحزب تعامل بسلبية أو بعدم اكتراث مع كل الخطوات التي بادر إليها تيار المستقبل في سبيل تهدئة الأوضاع توطئة لإنجاز تسوية داخلية تنطوي على ديمومة. وبمعنى أوضح أن الحزب قابل بسلبية مطلقة كل الخطوات التي عُدّت من طبيعة تنازلية وكان آخرها تسمية الرئيس سعد الحريري النائب سليمان فرنجية مرشحاً للرئاسة الأولى لقفل باب الفراغ الرئاسي، مما فتح باب التصدع داخل قواعد «التيار» فكان ذلك بمثابة قنطرة عبور للرموز المتشددة فيه كمثل ظاهرة الوزير ريفي.
وقد سبق تيار المستقبل أن حمّل الحزب جزءا من مسؤولية صعود تيار المستقبل ونجاحاته السياسية على قاعدة أنه لولا وجود الحزب ولولا سلاحه وأداؤه وارتباطاته الخارجية لما أخذ «التيار» هذا الحيّز من الانتشار كونه رد فعل على أفعال الحزب. الآن ومع ظهور بوادر الأزمة في داخل تيار المستقبل مما يشي بتراجعه، ثمة من ينبري ليحمّل الحزب مسؤولية ما يسميه «قتل الاعتدال السني» تماماً كما يحمل الحزب مسؤولية الفراغ الرئاسي والأزمات الأخرى المتراكمة.
ولكن أوساطاً قريبة من حزب الله ترى أن المسؤولية الأولى عن سياق هذه التداعيات والخلافات المتتالية الناجمة عنها والتي توجتها الانتخابات البلدية في عاصمة الشمال، تقع على عاتق الذين أخذوا جمهور «المستقبل» الى شعارات بالغة التطرف ضد الحزب وما يمثل وضد حلفائه الى درجة شيطنتهم ، فاصطدموا أخيراً بمشكلة العودة عن هذا الأمر واضطرار «التيار» في لحظة معينة الى تسمية النائب فرنجية وهو من صلب فريق 8 آذار رئيساً للبلاد، إضافة الى تحولات أخرى والتخلي عن رهانات وسقوط أخرى تلقائياً، وهو ما أوقع جمهور تيار المستقبل في حال من الإحباط والضياع قبل التمرد والعصيان. وتتهم هذه الأوساط قيادة «التيار» بأنها تحصد الثمار المرة لكل أدائها السابق الذي لا يمكن وصفه بـ «الاعتدال».

بري لم يعد واثقاً من «القانون المختلط»
ينقل عن الرئيس بري قوله: «طرح «مشروع ميقاتي» (مشروع القانون الانتخابي الذي أقرته حكومة الرئيس ميقاتي) هو محاولة لإيجاد مخرج ما من جراء تعذّر التوافق على الاقتراحات الـ 16 المطروحة أمام اللجان. الصورة الآن أوضح من ذي قبل. لا يريدون قانون 2008، ويهدرون الوقت في جلسات اللجان من أجل الا يحصل الاتفاق على أي مشروع آخر، كي يعودوا الى القانون الأصل».
يشجع رئيس المجلس على توقع انفتاح الكتل الرئيسية على مشروع ميقاتي مجدداً ـ إذا عُدّ خياراً بديلاً ملائماً – أنه صادر عن حكومة تمثل فيها حينذاك كل الأفرقاء باستثناء تيار المستقبل، ويكشف أنه أرسل الى التيار يطلب منه مناقشة المشروع وتسجيل ملاحظاته عليه، قبل التفكير في الخوض فيه في اللجان المشتركة.
يعقب: «في ضوء الملاحظات نرى النطاق الممكن لتعديل قانون النسبية وفق الدوائر الـ 13 بما يؤدي الى تفاهم الأفرقاء جميعاً عليه، إذا تعذّر التوافق على التقسيمات المطروحة للدوائر وتوزيع المقاعد على الاقتراعين النسبي والاكثري في القانون المختلط».
يضيف بري: «لم أقل أنني أتبنى هذا المشروع ـ وهو مشروع القانون الوحيد من بين سلسلة 16 اقتراح قانون – لأنني لا أزال متمسكاً بالقانون المختلط والمناصفة في المقاعد بين التصويتين الأكثري والنسبي… عندما لاحظت رفض الدائرة الواحدة، وأن الأفرقاء الآخرين صاروا يقتربون أكثر فأكثر من الموافقة على النسبية وإن جزئية، طرحت صيغة مناسبة. نصف المقاعد اقتراع أكثري لطمأنة من يريد أن يطمئن، والنصف الآخر اقتراع نسبي لمن يلح في طلب النسبية وأنا أولهم. كذلك لم يوافقوا. عندئذ قلت بأن لا مانع من العودة الى مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يعتمد النسبية المطلقة وفق 13 دائرة».
دعوة بري الى مناقشة مشروع حكومة ميقاتي تنطلق من أمرين: أولاً أن الانتخابات البلدية أكدت وجهة النظر التي تدعو الى اعتماد نظام نسبي في الانتخابات، وثانياً أن مناقشة هذا المشروع ربما تؤدي الى تفاهم وتوافق لإنتاج قانون جديد للانتخابات…

لقاء جانبي
لقاء جانبي لافت للانتباه عقد على هامش اجتماعات اللجان المشتركة في أحد صالونات المجلس النيابي، ضم كلا من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب علي فياض عن حزب الله، النائب ابراهيم كنعان عن التيار الوطني الحر، والنائب جورج عدوان عن القوات اللبنانية.  وجرى خلال هذا اللقاء التداول في ما آلت اليه نقاشات اللجان المشتركة وسبل ردم الهوة بين الأطراف الداخلية للوصول الى قانون موحد للانتخابات.

كلام صريح
لا يقف الوزير أشرف ريفي عند «انتصاره البلدي» في طرابلس وإنما تجاوزه سريعاً الى فتح ملف الانتخابات النيابية وإعلان رغبته بالحصول على كتلة نيابية وازنة، وكاشفاً النقاب عن مشروع يعد له لإطلاق تيار شعبي سياسي، مكرّساً بذلك فك ارتباطه بتيار المستقبل، ولكن مقابل تأكيد تمثيلهلـ «الحريرية السياسية».
يبدو ريفي واثقاً من وضعه وطموحاً في مطالبه وسقفه السياسي، وهو قال كلاماً صريحا أمام من راجعوه طوال الأيام الماضية: على سعد الحريري أن يعيد النظر بسياساته، وخصوصاً موقفه من ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. عليه أيضاً أن يعيد النظر بمن يقدمون له المشورة السياسية، أي إعادة النظر بفريق عمله ومستشاريه. أكثر من ذلك، ينطلق ريفي من حيثيته التمثيلية الجديدة لتوجيه نصيحة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بوجوب إعادة النظر بتمثيل طرابلس على طاولة الحوار الوطني.

اين البديل؟
لا ينفك الرئيس نبيه بري يدافع عن حليفه الرئيس سعد الحريري ويعتبره المرجعية الأولى في الطائفة السنية والذي لا يزال في إمكانه الإمساك برايتها الأولى في بيروت وكل المناطق السنية. ولا يدلي بهذا الموقف من أجل «تعزية» الحريري، بل من منطلق إيمانه بعمق حضوره في وجدان السنة. ويقول بري هذا الكلام امام زواره على الرغم من العلاقات الطيبة التي تربطه بمختلف الشخصيات السنية. ورداً على سؤال «أنت متهم بتدليل الحريري، فلماذا كل هذه الغيرة السياسية عليه؟» يجيب سريعاً: «إذا كان من بديل منه فدلّوني عليه، مع احترامي للجميع (السُنة) وتربطني بهم صداقات».
الرئيس نبيه بري الذي بدا متفاجئاً بما حل بـ تيار المستقبل خصوصاً في الشمال، معتبراً إياه كسراً لمعادلات داخلية يعوّل عليها لإدارة الوضع عموماً، شرع في مرحلة البحث عما يساعد «الحريرية السياسية» على النهوض من كبوتها.

بين الحزب والجماعة
العلاقة بين حزب الله والجماعة الإسلامية منقطعة رسمياً منذ دخول الحزب الى سوريا، ما خلا لقاءات متواضعة غير ذات تأثير… هذا ما يكشفه أمين عام الجماعة عزام الأيوبي معتبراً أن لا حل للأزمة اللبنانية «البنيوية»، ومن تجلياتها الفراغ الرئاسي والجمود على مختلف الصعد، من دون حل مشكلة السلاح، حتى لو تم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً الى أن لبنان لن يكون نفسه بعد حل الأزمة مثلما كان قبله، ومعتبراً أنه يجب وضع إطار للسلاح لإراحة الداخل اللبناني، والمشكلة أن المعادلة الإقليمية قد دخلت على الخط، ولا حل منفصلاً للأزمة اللبنانية عن الملف السوري.

حل منطقي ولكن
تكشف مصادر مطلعة على أجواء لقاء النائب المنتخب أمل أبو زيد مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو أن بوغدانوف كان طوال الجلسة مستمعاً ولم يعلن موقفاً رسمياً من الترشيحات الرئاسية، بل ركز على الجوهر وهو ضرورة إنقاذ الرئاسة من الفراغ، وأن بلاده لا تدخل في التفاصيل أو أسماء المرشحين، «فهذا شأن لبناني بحت وعلى اللبنانيين الاجتماع وحلّه وعدم انتظار الخارج».
ومع استمرار الجلسة، برز اقتراح لبوغدانوف حيث توجه الى أبو زيد: «أنتم تتمسكون بترشيح عون وتعتبرونه الأكفأ ويستحق الرئاسة ولا تريدون التنازل عن ترشيحه، فيما الفريق الآخر لديه مرشح ثان. وهناك صعوبة في حسم هذا الأمر، لذلك يبقى الحل الأفضل حل مجلس النواب والذهاب الى إنتخابات نيابية مبكرة تكون مدخلاً لحل الأزمة وانتخاب رئيس كما يحصل في البلدان التي تواجه أزمة من هذا النوع».
عندها أجاب أبو زيد: «نعم إنه حل منطقي وقد طرحناه على الأفرقاء السياسيين، لكن هناك مسائل تفصيلية ينص عليها الدستور، وأبرزها أن حل مجلس النواب يتطلب توقيع رئيس الجمهورية والرئيس غائب، من هنا صعوبة تنفيذ هذا الطرح الذي لا يحظى برضى الجميع على رغم أنه منطقي».

نصائح
سمع الرئيس سعد الحريري نصائح من مراجع شيعية مسؤولة بأن «مرجعية أي حل هي في حارة حريك (مقر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله) لا في إيران ولا سوريا ولا أي مكان آخر. وبأن عودته الى رئاسة الحكومة هي السبيل الوحيد للملمة واقعه الشعبي والاقتصادي والمالي والسياسي المأزوم».

اتجاهان للاستحقاق الرئاسي
يسود اتجاهان حيال ما سيؤول إليه الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور:
– الأول، يرجح استمرار الفراغ لفترة طويلة بعد، بفعل تصاعد حدة المواجهة في المنطقة، خصوصاً أن هناك من يربط الملف اللبناني بملفات وأزمات المنطقة.
– الثاني، يروّج لإمكان انتخاب رئيس جديد قريبا، وتحديداً في آب، وينطلق أصحاب هذه الفرضية من العوامل الآتية:
– الوضع الصعب الذي يعاني منه الرئيس سعد الحريري، على المستويين المالي والسياسي، ما يرجح احتمال أن يكون قد أصبح قريباً من تقبل خيار انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، خصوصاً أن من شأن ذلك أن يسهل عودته الى رئاسة الحكومة. وهناك في التيار الوطني الحر من يفترض أن الحريري بات يستعجل أكثر من أي وقت مضى وصوله الى رئاسة الحكومة حتى يلملم تياره وشعبيته من موقع القوة بعد التصدعات التي تسببت بها الانتخابات البلدية.
-الكلام حول تدخل فاتيكاني وازن لدى واشنطن وباريس مؤخرا للضغط في اتجاه الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لا سيما أن ترك الأمر الى ما بعد الانتخابات الأميركية قد يؤدي الى إطالة أمد الانتظار.

جبهة جديدة
التحالف السياسي بين المردة والكتلة الشعبية في سياق جبهة سياسية مسيحية جديدة يتبلور أكثر فأكثر بعدما كانت مؤشراته الأولى ظهرت في الانتخابات البلدية. في هذا الإطار تندرج زيارة طوني سليمان فرنجية الى مدينة زحلة حيث التقى السيدة مريام سكاف ناقلاً إليها تحيات رئيس التيار سليمان فرنجية، مشدداً على العلاقات التاريخية التي تجمع آل فرنجية بآل سكاف، «البيت السياسي العريق الذي قدم الكثير لزحلة والبقاع ولبنان والذي لا نستطيع دخول زحلة إلا من خلاله». وتوجه بالتهنئة والتقدير من رئيسة الكتلة الشعبية «لما أظهرته من مواقف شجاعة ومبدئية وللنتائج المشرفة التي حققتها الكتلة الشعبية خلال الإنتخابات البلدية الماضية، رغم كل التكتلات الحزبية الكبرى التي واجهتها». وأضاف «نشهد اليوم تبلوراً لجبهة سياسية مسيحية جديدة، قائمة بوجه محاولات التهميش والإستئثار، وهو ما تجلى في مختلف المناطق اللبنانية التي رفضت إلغاء وجودها وخصوصياتها».

مجلسان
على هامش معركة قانون الانتخابات دعا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد الى قيام مجلسين: مجلس نيابي محرر من القيد الطائفي، ومجلس شيوخ منتخب على أساس القاعدة الطائفية.
وعن تقسيم الصلاحيات بين المجلسين، لفت سعيد إلى أن «وظيفة مجلس النواب تكمن في تأمين حقوق المواطن الفرد، فيما على مجلس الشيوخ المنتخب على قاعدة طائفية تأمين الضمانات للجماعات الطائفية، بمعنى أن في حال سن المجلس النيابي قانوناً قد يسيء إلى العيش المشترك، يتدخل مجلس الشيوخ فوراً لاعادة صياغته وإعادته إلى مجلس النواب».

تمرد على الاحزاب
تتابع أوساط سياسية النشاط المتزايد للعميد شامل روكز في منطقتي كسروان وجبيل. وفي هذا النشاط البعيد عن الأضواء برز دوره في انتخابات جونية والآن في انتخاب رئيس اتحاد بلديات كسروان، زياراته الى دوائر ومؤسسات كنسية ورهبانية ولقاءاته الطلابية (وآخرها في جامعة  “AUT” في جبيل، حيث شدد على أن هناك جيشاً قوياً يستطيع الدفاع عن لبنان وهو جيش شعب وليس جيش نظام، موجها التحية الى أهالي عرسال على دورهم المساعد للجيش في حربه على الإرهاب، ومعربا عن ارتياحه لنتائج الانتخابات البلدية التي شكلت بارقة أمل مهمة للبنان وأظهرت أن «هناك تمرداً على الأحزاب».

السفيرة الاميركية الجديدة
تصل السفيرة الأميركية الجديدة إليزابيت ريتشارد الى بيروت قبل نهاية هذا الشهر، ويتحضر القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز للمغادرة بعد إكمال جولته الوداعية على المسؤولين والقيادات السياسية والعسكرية، وعلى رأس جدول أعمال السفيرة ريتشارد مسألة تعزيز الدعم الأميركي للجيش اللبناني والقوى الأمنية تدريباً وتجهيزاً.
(تسلم الجيش من السلطات الأميركية هذا الشهر في قاعدة بيروت الجوية طائرتي استطلاع وتصوير وترسيم خرائط، تتمتعان بمواصفات فنية عالية، بقيمة تتخطى الـ 3،6 ملايين دولار، وهي من شأنها تحسين قدرة الجيش على رسم التضاريس في لبنان، وستساعد المعدات على تعزيز قدرات الجيش لوضع عمليات التخطيط وحماية قواته).

خيبة الجماعة
تعقد الجماعة الإسلامية مؤتمرها العام قريباً في ظل أجواء الإحباط والخيبة التي تخيم عليها بعد الانتخابات البلدية التي أظهرت تراجعاً كبيراً لها في كل المناطق، وخصوصاً طرابلس أحد أهم معاقل الجماعة، حيث خسر مرشح الجماعة على لائحة التحالف  (في حين أن مرشحين مسيحيين من اللائحتين المتنافستين حصلوا على نسبة أصوات أكثر منه بمعدل ألف صوت)، كما لم تتمكن الجماعة من الفوز إلا بمقعدين اختياريين مقابل ستة مخاتير لـ «الأحباش»…
الجماعة الإسلامية باشرت دراسة أسباب الخسائر التي لحقت بها وكيفية ردم الهوة بينها وبين قاعدتها وإجراء مراجعة للساحة الإسلامية وآلية التعاطي معها، وإعادة النظر في بعض علاقاتها إن لجهة الخصومات أو التحالفات.
وفي أول إشارة سلبية تجاه الحريري، أعلن نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت (حديث صحفي): «(…) نحن بحاجة ملحة للكلام عن قيادة جماعية للطائفة السنية. فالقيادة الفردية للطائفة أثبتت فشلها، وأثبتت أن المواطن لا يمكن أن يستمر بالسير خلفها لفترة طويلة. نحن الآن بحاجة لمراجعة لهذا الأمر والجميع يأخذ حجمه الطبيعي من دون أي تردد، لكن نحن بحاجة الى قيادة جماعية للطائفة السنية».

دور تركي
ترصد أوساط دبلوماسية عربية وأوروبية باهتمام بالغ تنامي الدور التركي في شمال لبنان (طرابلس وعكار) من خلال دعم مالي لهيئات وجمعيات دينية وإقامة مشاريع اجتماعية وتنموية. (حُكي عن دور تركي في انتخابات طرابلس البلدية كان من نتائجه اختراق موقف الجماعة الإسلامية وتصويتها لمصلحة اللائحة المدعومة من الوزير أشرف ريفي).

الحريري في طرابلس
قرر الرئيس سعد الحريري القيام بزيارة الى طرابلس للتأكيد على شعبيته في المدينة ورداً على ما قيل بشأن الانتخابات الأخيرة، وحيث شكل انتصار الوزير أشرف ريفي تحدياً له وأخرجه من عاصمة الشمال.
وكان الحريري زار طرابلس قبل الانتخابات البلدية وبعد عودته الى لبنان ولكنه لم يلق استقبالاً شعبياً حافلاً كما جرت العادة، وإنما كان استقباله فاتراً وهزيلاً، وكان بمثابة إنذار أول له ومؤشر واضح على حصول تراجع في وضعه الشعبي. وربما تنبّه الحريري لهذا الواقع الجديد ولذلك قرر الانضواء في تحالف لم يكن منتظراً مع الرئيس نجيب ميقاتي لتفادي معركة غير جاهز لها وخسارة مكشوفة تلحق به منفرداً…

تسجيل موقف
تؤكد مصادر كتائبية أن انسحاب الوزيرين سجعان قزي وآلان حكيم من جلسة مجلس الوزراء كان انسحاباً اعتراضياً لتسجيل موقف في موضوع النفايات ومطمر برج حمود، وليس مقدمة الى اعتكاف أو استقالة من الحكومة.
ولوحظ أن وزير الإعلام رمزي جريج (المحسوب على حزب الكتائب) لم ينسحب من الجلسة تضامناً مع زميليه، وإنما بقي بناء على تمنٍ من الرئيس تمام سلام لتلاوة مقررات الجلسة.

ترتيب اوضاع
أدرجت زيارة كل من نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والوزير ميشال فرعون الى معراب في إطار إعادة ترتيب الأوضاع والعلاقات التي «خربطتها» الانتخابات البلدية:
– من جهة إعادة الوضع الى طبيعته بين المستقبل والقوات اللبنانية على قاعدة تجاوز ما حصل في الانتخابات البلدية وتنظيم الخلاف الرئاسي والتطلع الى الانتخابات النيابية.
– من جهة أخرى إعادة اللحمة الى صفوف مسيحيي 14 آذار على قاعدة الفصل بين المعارك الانتخابية والقضايا الوطنية، وذلك بعدما أدت الانتخابات البلدية الى شرخ في العلاقة بين الدكتور سمير جعجع والنواب بطرس حرب وهادي حبيش ودوري شمعون…

عقبتان
يرى عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أنه «إذا حصل توافق على صيغة لقانون الانتخاب، تصبح فرصة تقصير ولاية المجلس النيابي منطقية أكثر، لكنها تصطدم بعقبتين: عقبة اعتراض الحزب الاشتراكي المصر على إجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، وعقبة الاعتراض السني التي عبر عنها بعض الأقـطاب في طاولة الحوار (الرئيسان نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة) اللذان اعتبرا أن إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية قد يدخل البلد في فراغ أكبر وأخطر من الرئاسي، بتعذّر تشكيل حكومة توافق وطني فيصبح هناك فراغ حكومي أيضاً».

اتحادان ومعركتان
اتحاد بلديات المتن لـ «ميشال المر»…
واتحاد بلديات كسروان لـ «ميشال عون»…
الفارق أن معركة المر كانت سهلة للحصول مرة ثانية وثالثة على رئاسة الاتحاد، في حين أن معركة عون كانت صعبة للحصول للمرة الأولى على رئاسة اتحاد المنطقة التي يمثلها نيابياً منذ العام 2005، ولم يستطع أن «يمسك بها» إدارياً وبلدياً الى أن خرج نهاد نوفل بعد 45 عاماً رئيساً للاتحاد ورئيساً لبلدية زوق مكايل… وابتداء من اليوم بلدية جونية تأخذ دور ومكان بلدية الزوق وجوان حبيش يتولى رئاسة اتحاد بلديات كسروان.
الفارق كان معبّراً وكشف قساوة المعركة. 28 بلدية صوّتت لرئيس بلدية جونية جوان حبيش و26 بلدية لرئيس بلدية زوق مكايل إيلي البعينو. (تقديرات منصور غانم البون كانت الحصول على 34 بلدية من أصل 54، وتقديرات العونيين كانت أن 32 بلدية تطوّب رئاسة الاتحاد لهم).
لدى الجانبين ظهرت الخيبة من عدم التزام بلديات بوعودها. وبدا لافتاً تصويت البلديات الشيعية الثلاث في القضاء لمصلحة البعينو وحجب أصواتها عن حبيش (يبرر العونيون ذلك بأن هؤلاء «يتبعون تاريخياً لرئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب السابق منصور البون). وكما في جونية، كذلك في الاتحاد وقف سمير جعجع ضد حليفه بذريعة عدم تمكنه من التحرر من التزاماته.
وقد انتخب رئيس بلدية الكفور أنطوان أبي صعب نائبا للرئيس وهو محسوب على «القوات» سياسياً، لكن تربطه علاقة جيدة مع العميد شامل روكز. (المفارقة هنا خسارة رئيس بلدية غزير شارل حداد المرشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد وفوز رئيس بلدية الكفور أنطوان أبي صعب بـ 28 صوتاً مقابل 26 صوتاً لحداد).
وبالتالي فإن هذه المعركة شكلت المحطة العلنية الثانية، بعد جونية، للعميد المتقاعد شامل روكز من أجل تكريس حضوره على البقعة الكسروانية في تمهيد واضح لدخوله المعترك النيابي بعد أن حُسِم قرار عدم ترشيحه للانتخابات النيابية في البترون.

لقطات
خلال زيارة وداعية قام بها القائم باالعمال الأميركي ريتشارد جونز لعدد من الشخصيات اللبنانية، سئل من أحد المراجع عما قاله الوزير نهاد المشنوق حول أن ترشيح النائب سليمان فرنجية طرح من البريطانيين ومن ثم انتقل الى الأميركيين فالسعوديين قبل أن يتبناه الرئيس سعد الحريري، فأجاب جونز: «لا علم لنا بما طرحه المشنو»ق.
لوحظ أن رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لم يعلق على ما أدلى به الوزير نهاد المشنوق في ما يتعلق بترشيح بريطانيا له الى منصب رئاسة الجمهورية. ولم تشأ أوساط فرنجية التعليق على هذا الأمر نفياً أو إيجاباً واكتفت بالقول: «المهم الترشيح الذي يخدم مصالح لبنان أولاً، ولا يهم من أي جهة أتى».
دخل بعض الوسطاء الشماليين على خط ترطيب العلاقة بين سعد الحريري وأشرف ريفي عشية الانتخابات البلدية، لكنهم اصطدموا بمواقف قاسية لوزير العدل قال فيها إنه يرفض كلام زعيم «المستقبل» بأنه هو من صنع منه حيثية سياسية، وقال ريفي: «هو اختارني وزيراً لأنني أمثل حيثية، والدليل أنهم عندما عرضوا عليّ وزارة الشؤون قلت لهم لست مستوزراً أو من النوع الذي يقبل بأي وزارة.. وأنا رفضت هذه الحقيبة وتمسكت بحقيبة العدل وقبلوا معي».
وعندما بلغ هذا الكلام سعد الحريري، انبرى للقول: «أنا أعرف من يشغّل أشرف».

اسرار
بعد زيارة الوزير عبد الرحيم مراد الأخيرة، ثمة معلومات يتم تداولها في الصالونات السنية الداخلية، مفادها أن الرياض ستستقبل أكثر من شخصية من الطائفة، وأن أكثر من اسم طلب مواعيد للتوجه الى المملكة السعودية وتأكيد أهمية ثبات البيت السني، بعدما ثبت أن أحادية اتخاذ القرار لم تعد تجدي نفعاً.
بعد الموقف الذي أعلنه السفير السعودي علي عواض عسيري عشية انتخابات الشمال وقال فيه إن الرئيس سعد الحريري هو زعيم السنّة في لبنان… قال في مقابلة صحفية وفي تعديل أو تصحيح لرأيه إن «الرئيس الحريري هو من القيادات المؤثرة في الساحة السياسية، ونحن دائماً نعبّر من خلال القنوات الرسمية، من رئيس الجمهورية ورؤساء مجلس الوزراء، سواء كان الرئيس تمام سلام أو الرئيس سعد الحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة أو الرئيس نجيب ميقاتي عن حرص المملكة على علاقة جيدة مع لبنان».
وفي ما خص الإطلالة الإعلامية الأخيرة لوزير الداخلية نهاد المشنوق، كرر الحديث عن عدم وجود مبرر على الإطلاق لكلامه، مؤكداً نقله وجهة نظر المشنوق كما شرحها له أخيراً إلى المسؤولين في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق