دولياتعالم

صحة خامنئي تفتح باب الجدل حول خلافته: ابرز المرشحين لهذا المنصب

يقول احد المدققين في السلوك الايراني ان طهران تلجأ لاستعراض قوتها في حالات محددة، ومنها تعرضها الى ازمات، او استعدادها للتعامل مع اشكالات منظورة. ويرصد المتابع بعض المحطات التي لجأت فيها ايران الى الحديث عن قوتها، وبصورة استعراضية، رابطاً بين الازمات التي كانت تحوق بها، وتلك الاستعراضات التي شكلت على مدى العقود الفائتة سلوكاً ايرانياً يمكن تمييزه بكل سهولة ويسر.

ويتوقف الراصد عند محطات تعيشها الدولة راهناً، حيث تجمع ما بين استعراض القوة والتغطية على ازمات ترى انها تحتاج الى حركات استعراضية لتمريرها.
فبلهجة لا تخلو من العناصر الاستعراضية، قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، إن «دائرة قوة إيران تمتد جغرافياً إلى شرق البحر المتوسط، وإن ميزان القوى تغير لصالح الجمهورية الإسلامية».
ووفقاً لوكالة «فارس» جاءت تصريحات سلامي خلال ملتقى اطلق عليه اسم «ملتقى اقتدار القوات المسلحة والتعبئة»، عقد بمحافظة بوشهر. أكد خلاله سلامي على أن «حروب إيران أصبحت خارج حدودها». وبشكل تفصيلي قال سلامي، «لقد خضنا حرباً في السابق داخل حدودنا الوطنية الجغرافية، لكن حربنا اليوم امتدت مع الأعداء إلى شرق البحر المتوسط، وهذا يشير إلى اتساع نطاق اقتدار القوات المسلحة الإيرانية».
وأضاف: «الأجواء ضاقت على الأعداء في المنطقة، حيث أصبحت إرادتهم السياسية على هامش التطورات الإقليمية الجارية».
وأشار العميد سلامي إلى التطورات الراهنة على الساحة العراقية، وقال: «إن أميركا وبعد 11 عاماً من المعارك الأمنية العديدة، غادرت العراق وتركته يعاني من الفراغ السياسي والأمني، وإن إيران ملأت هذا الفراغ الأمني في العراق».

الملف النووي
وتطرق سلامي إلى موقف إيران في المفاوضات مع الغرب وقال: «إن الغربيين بصدد إضعاف موقفنا في المفاوضات النووية من خلال العقوبات وفرض العزلة السياسية، لكنهم من دون شك لن يحققوا أهدافهم، وإن نطاق مواجهتهم لإيران ينحصر على مستوى التهديد».
وأشار إلى أن عصابة «داعش» الإرهابية صنيعة أميركا، وأوضح أن أميركا وحلفاءها عاجزون عن مواجهة ما صنعته أيديهم، واليوم يتوسلون الدعم الإيراني لمواجهة هذه «العصابة الإرهابية»، على حد زعمه.
وفي السياق عينه كان اللواء غلام علي رشيد، نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، قال الأسبوع الماضي إن «ضباطاً إيرانيين يقدمون الدعم الاستشاري في العراق ولبنان وفلسطين»، في تصريح رسمي إيراني بوجود ضباط إيرانيين في هذه البلدان العربية.
التصريحات «الاستعراضية» جاءت عشية الموعد المتفق عليه للعودة الى جولة جديدة من المفاوضات النووية بين ايران والغرب. حيث تستأنف المفاوضات التي يجمع متابعوها على وصفها بـ «الصعبة» بين ايران والقوى الكبرى قبل منتصف تشرين الأول (اكتوبر) الجاري في جنيف او فيينا.
وانتهت آخر جولة من المحادثات بين ايران ومجموعة الدول الست السبت الماضي، على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدون تحقيق اي تقدم. وكان الطرفان حددا مهلة حتى 24 في  تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل للتوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني اعلن من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، ان بلاده مصممة على مواصلة المفاوضات «بصدق وحسن نية» على أمل التوصل الى اتفاق في المهل المحددة.

صعوبة الاتفاق
واعترفت ايران والقوى الكبرى الاسبوع الماضي بأنها بعيدة عن التوصل الى اتفاق نهائي رغم ثمانية ايام من المفاوضات في نيويورك. واقر مسؤول كبير في الادارة الاميركية بأن «الهوة لا تزال كبيرة» و«لا تزال هناك نقاط خلاف من الصعب جداً تسويتها».
الى ذلك، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتجسس على برنامجها النووي من خلال بعض أعضاء الوكالة، الذين يزورون طهران ضمن عمليات التفتيش.
ونقلت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء عن رضا نجفي سفير إيران لدى الوكالة إن «بلاده تشك في أن هناك جواسيس بين أعضاء الوكالة التابعة للأمم المتحدة في فيينا». وانتقد نجفي الوكالة لفشلها في حماية معلومات سرية بشأن برنامج إيران النووي السلمي.
وأعلن أن نائب مدير عام الوكالة تيرو فاريورانتا ووفداً من الوكالة سيصلون الى العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع المقبل لإجراء محادثات على مستوى الخبراء بشأن القضية النووية الإيرانية.
وفي السياق ذاته نشرت وكالة «رويترز» تقريراً قالت فيه إن «مبعوث الوكالة سيزور طهران لإجراء محادثات على مستوى الخبراء بشأن القضية النووية، وهذا يعزز الشكوك بوجود تجسس داخل الوكالة».
وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم لمتحدة، يوكيا أمانو، قد حث إيران في ايلول (سبتمبر) الماضي على تقديم إجابات حول شكوك بأن طهران تعمل على إنتاج أسلحة نووية.
وأعلن أمانو خلال مؤتمر عام للوكالة، أن إيران قامت ببعض الإجراءات في اتفاق يهدف إلى إعطاء الوكالة معرفة أعمق ببرنامج إيران النووي.
وتقول إيران إنها لا تريد أسلحة نووية وإنها لم تعمل أبداً على تصنيعها، لكن الوكالة قالت إنها جمعت 1000 صفحة من المعلومات تشير إلى محاولات لتطوير مثل تلك الأسلحة.
ووعدت إيران بمزيد من التعاون خلال جولتها الأخيرة من المفاوضات مع القوى العالمية الست في نيويورك والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق يحد من بعض أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات.

خامنئي في المستشفى
في السياق، وضمن اطار الازمات المنتظرة لايران، أثارت صور الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي التي بدا فيها واهناً يرقد على سرير المرض تساؤلات عن مدى خطورة حالته ومن يمكن ان يخلفه.
وفي اوائل ايلول (سبتمبر) أعلن خامنئي بشكل مفاجىء انه سيخضع للجراحة وطلب من الناس الدعاء له بالشفاء. الامر الذي اعتبر حدثاً غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الاسلامية التي قامت قبل 35 عاماً.
فقد زار الزعيم الاعلى البالغ من العمر (75 عاماً) على سرير المرض كبار المسؤولين ومنهم الرئيس حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان والتقطت لهم صور الى جواره نشرت في المواقع الاخبارية الايرانية. حتى الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي كانت علاقته متوترة مع الزعيم الاعلى جاء لزيارته.
وتدور شائعات حول خامنئي منذ سنوات. لكن لم يحدث من قبل ان اهتمت وسائل الاعلام بهذا الشكل بصحة الزعيم الاعلى الذي له القول الفصل ويتمتع بسلطة دستورية على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية بالاضافة الى الجيش والاعلام.
وقال رئيس الفريق الجراحي انه اجريت لخامنئي جراحة في البروستاتا استغرقت أقل من نصف ساعة استخدم خلالها مخدر ايراني الصنع. وقال الجراحون ان خامنئي كان واعياً ويتحدث طوال الجراحة.
ويقول خبراء انه اذا تدهورت الحالة الصحية لخامنئي سيكون على رجال الدين وعلى الحرس الثوري الاتفاق على من سيخلفه سريعاً اذا كانت البلاد تريد ان تتفادى فترة من عدم الاستقرار السياسي.

المرشحون للخلافة
ومن المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي الرئيس السابق للسلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي نائب رئيس مجلس الخبراء. ويقول خبراء ان شهرودي هو مرشح يؤيده خامنئي وقبل كل شيء يعتقد انه يحظى بتأييد الحرس الثوري.
وهناك مرشح آخر هو علي أكبر هاشمي رفسنجاني وهو رئيس سابق لايران يلعب دوراً بارزاً في السياسة الايرانية منذ عام 1979. لكنه بلغ الثمانين من عمره ويعتقد انه مسن بالنسبة الى المنصب بالاضافة الى وجود عدد لا يؤيده بين المتشددين السياسيين.
اما المرشح المحتمل الثالث فهو آية الله صادق لاريجاني الرئيس الحالي للسلطة القضائية الذي رشح للمنصب مرتين على يد خامنئي. وهو يأتي من أسرة ذات نفوذ سياسي فله شقيق يرأس البرلمان والثاني شغل العديد من المناصب الحكومية الرفيعة. لكنه لا يعتبر من رجال الدين الكبار ومن غير المرجح ان يحصل على تأييد كبير من الحرس القديم.

عواصم – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق