بيئةتحقيق

الجبل الأخضر في سلطنة عمان وجهة سياحية فريدة

تعد نيابة الجبل الأخضر التابعــــة لولاية نزوى بمحافظة الداخلية في سلطنة عمان من أبرز الوجهات السياحية في السلطنة، ويرتفع الجبل الأخضر عن مستوى سطح البحر نحو 3000 متر (10 آلاف قدم) ، ويبعد عن العاصمة مسقط نحو 170 كيلومتراً، حيث تبدأ طريقه من نيابة بركة الموز مروراً بوادي المعيدن، ثم الصعود إلى الجبل بواسطة سيارة دفع رباعي كمتطلب اساسي.

ويتميز الجبل الاخضر بطقسه المعتدل صيفاً، للباحثين عن الاجواء اللطيفة والهواء العليل، وبارد شتاءً للباحثين عن الاجواء الباردة والثلوج احيانا، كما يتميز بمدرجاته الزراعية البديعة، واشجاره وثماره الفريدة، وجباله الشاهقة، وتضاريسه المتنوعة، ووديانه الرائعة.
وتوجد في الجبل الاخضر عدد من القرى التى تعد لوحة فنية جميلة صاغتها ايادي وانامل الآباء والاجداد وتوارثها الابناء والاحفاد، ومنها قرية سيق ووادي بني حبيب، والشريجة والعين والعيينه والعقر والقشع وسلوت والمصيرة، والمناخر وحيل اليمن، والسوجرة والروس والحليلات والغليل، وعقبة البيوت، والجرير والمعقل، وتتميز هذه القرى بالبيوت القديمة والحارات الأنيقة، ومزارعها الوارفة ومدرجاتها العامرة، كما تتميز بوفرة مياهها، وعيونها العذبة.
واهم ما يشتهر به الجبل الاخضر زراعة العديد من الفواكه الموسمية كالرمان، والجوز واللوز والتين والخوخ والمشمش والكمثرى والتفاح والعنب وصنوف اخرى من الفواكه، وكذلك عدد من النباتات البرية كالبوت والنمت، كما يشتهر الجبل بزراعة النباتات العطرية كـ الآس، والجعدة، والعلعلان، وورد الجبل الاخضر الذي يستخرج منه اهالي الجبل الاخضر ماء الورد المقطر المشهور بجودته وقيمته العطرية والصحية.
ويتوفر في الجبل عدد من الخدمات السياحية التي تلبي حاجة السائح، حيث توجد عدد من الفنادق كـ فندق الجبل الاخضر، وفندق أليلا الجبل الأخضر، وفندق سحاب، وفندقين أخرين احدهما سيتم افتتاحه قريباً والاخر قيد التشييد، بالأضافة إلى توفر عدد من الشقق الفندقية، كما يوجد عدد من البيوت التي يتم تأجيرها للسياح بواسطة المكاتب السياحية.

ويقول المدير العام في  فندق «أليلا الجبل الأخضر» جورك بوسيلار  يعد  تصميم وهندسة فندق أليلا، مشابهاً لتصميم وهندسة البيت العماني التقليدي من حيث استخدام المواد المحلية، مضيفاً أن «الفندق يتعاون مع المزارعين المحليين لشراء المنتجات، ودفعهم إلى المساهمة في الاقتصاد، ويعتبر السكان المحليون في الجبل الأخضر بمثابة قلب وروح وطابع الفندق، حيث يقومون باستقبال الضيوف بكل حفاوة وسعة رحب، إضافة الى تعرفهم ببعض العادات والتقاليد العمانية الاصيلة.
ويشهد الجبل الاخضر في السنوات الاخيرة حركة سياحية كبيرة ملحوظة، يقول حمود بن خالد القمشوعي مدير ادارة السياحة بمحافظة الداخلية لوكالة الأنباء العمانية ان عدد السياح للجبل الاخضر في عام 2014 كان 151985 سائحاً، في حين ان العدد المسجل في عام 2015  بلغ 163176، منهم 76903 سائحين عمانيين، و18988 من دول الخليج والدول العربية، و67285 من الدول الاجنبية، والملاحظ أن الحركة السياحية للجبل الأخضر تستمر طوال العام، إلا أنها تكون بشكل أكبر في فترة الصيف خلال شهري تموز (يوليو) واب (أغسطس) إذ وصل عدد السياح خلالهما  الى 33829 سائحاً نظراً لما يتميز به الجبل الأخضر في هذه الفترة من السنة بطقس معتدل ومنظر خلاب، وفواكه موسمية فريدة.
واضاف توفر وزارة السياحة مركزا للخدمات السياحية يقع مع بداية طريق الصعود للجبل الأخضر يقدم خلاله المعلومات السياحية الخاصة بالجبل الأخضر، واي معلومات سياحية اخرى عن المحافظة، وتتوفر فيه دورات مياه ومصلى للرجال وآخر للنساء ومواقف للسيارات.
ولمحبي المغامرة والمشي قامت وزارة السياحة بمشروع المشي الجبلي الذي يربط بين الجبل الاخضر وعدد من الولايات المختلفة التي تقع على سفح الجبل الاخضر فهناك طريق يربط الجبل الاخضر مع نزوى واخر مع إزكي وثالث مع نخل ورابع مع العوابي، وغيرها من طرق المشي المختلفة التي يسلكها عشاق المشي وهواة الاستكشاف والمغامرة من مختلف الجنسيات بالإضافة لأبناء البلد.
الجدير بالذكر ان الجبل الاخضر يضم عدداً من الكهوف التي يمكن اعتبارها اماكن سياحية لمحبي الاستكشاف والمغامرة، ومن هذه الكهوف  كهف المعاول وكهف عامر، وكهف الضبع، وكهف الريحانية، وكهف عبد، وكهف الكور، وغيرها من الكهوف الاخرى.
ويشتهر اهالي الجبل الاخضر بصناعة ماء الورد الجبلي الذي يتميز بجودة صناعته، واصبحت مصانع ماء الورد التقليدية محط انظار السياح، ومقصدهم للتعرف على هذه الحرفة الفريدة.
كما يقوم بعض اهالي الجبل الاخضر بصناعة العصي الانيقة من اشجار العتم، والعلعلان، وهذه العصي اصبحت ايضاً من الصناعات التي يطلبها السياح بكثرة خصوصاً السياح العمانيين لمعرفتهم ما تمثله العصا من قيمة لدى العماني.
وفي السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بتزايد مزارعي الجبل الأخضر وبإقبال ملحوظ على زراعة أشجار الزيتون، لاستخراج زيت الزيتون الطبيعي النقي منه، محققين من وراء ذلك أهدافاً رئيسية أهمها: الاعتبار البيئي لما تتميز به شجرة الزيتون من ديمومة الخضرة يزيد من جمالها وكمالها، وتحملها الظروف البيئية وقلة استهلاك المياه، والاعتبار الاقتصادي لما يعود على المزارع من مردود مادي من خلال الحصول على أجود أنواع الزيوت وبيعه بأسعار مناسبة. خصوصاً مع تزايد الطلب عليه من قبل السياح بمختلف جنسياتهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق