الأسبوع اللبناني

اخبار لبنانية

لقطات

الحملات المتبادلة بين الرئيس نبيه بري والتيار الوطني الحر، وكان اخرها الاتهام الذي وجهه الرئيس السابق ميشال عون الى رئيس المجلس، بانه عرقل عهده ورد الاخير عليه، انعكست على الوزارات فبرز خلاف بين وزير الطاقة ووزير المال خلال تمويل تأمين التيار الكهربائي لساعات اضافية. وكما جرت العادة دفع المواطنون الثمن، وامضوا عيدي الميلاد ورأس السنة على ضوء الشموع وحلت العتمة مكان النور. فمتى يحين الوقت لازاحة هذه المنظومة عن الساحة السياسية؟

سجل التضخم في فترة الاعياد ارقاماً خيالية، وهبت الاسعار في المحلات التجارية، فقضت على اخر ما تبقى من قوة شرائية لدى المواطنين الذين عجزوا عن تأمين ابسط مقومات الحياة. كل ذلك والمسؤولون غير المسؤولين غائبون عن الساحة تماماً، فهم في ابراجهم العاجية لا يتطلعون الى تحت ليشاهدوا ما ارتكبت ايديهم من ظلم وقهر وفقر، طاولت كلها اكثر من 80 بالمئة من الشعب اللبناني، فاين الرقابة واين المراقبون؟ واين المحاسبة؟

تتحدث المنظومة عن التغيير وهي ابعد ما تكون عنه، الا اذا كان التغيير الى اسوأ. فالدول العربية، باستنثاء دول الممانعة تسير الى التقدم والتطور. فالمملكة العربية السعودية حولت الصحراء الى واحة حافلة بالازدهار، والامارات العربية وصلت الى الفضاء وهي تتطلع الى استكشاف القمر والمريخ. واما نحن في لبنان فقادتنا المنظومة الى الوراء وتحول لبنان من بلد الاشعاع والنور الى جهنم وهو سائر الى ما بعد جهنم.

اسرار

سياسة التحدي المدمرة مستمرة بين رئيس حكومة تصريف الاعمال والتيار الوطني الحر. وفي هذا الاطار يبحث الرئيس نجيب ميقاتي عن قضايا ملحة يتذرع بها لعقد جلسة لمجلس الوزراء، يرد فيها على حملات التيار المستمرة ضده، ليس من باب المصلحة الوطنية بل هي دفاع عن سلطة بدأت تتفلت من يدي هذا التيار. مصادر محايدة تقول ان محاربة التضخم غير المسبوق هي ابرز قضية مستعجلة. ولكن هل لدى الحكومة خطة لمحاربتها تبرر انعقاد الجلسة؟

امضى وزير الدفاع الفرنسي ليلة رأس السنة مع جنود بلاده العاملين في اطار اليونيفيل، ثم زار مرفأ بيروت الذي دمره انفجار الرابع من آب 2020 وبعدها التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وابلغهما رسالة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تشدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية فوراً، لان البلد لا يحتمل التأجيل، وتشكيل حكومة تنفذ الاصلاحات المطلوبة. كما قابل وزير الدفاع وقائد الجيش الا ان هذه الرسالة الى السياسيين ستبقى بلا مفعول لان المسؤولين عندنا لا يسمعون.

الانقسام السياسي الداخلي الذي يتعمق يوماً بعد يوم، لا يبشر بالخير، ولا يساعد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعيد وضع الامور في نصابها، لينهض البلد من هذه الهوة السحيقة التي اوقعوه فيها.. وهذا يؤكد ان الحلول على ايدي المنظومة لا يمكن ان تأتي ابداً، لان من دمر لا يمكنه ان يبني. لذلك بات من الضروري والملح الاستعانة بالخارج، اما عبر مبادرة واما عبر وساطة على غرار مؤتمر الدوحة تشارك فيه دول خارجية تعنى بشؤون لبنان. لان السياسيين عندنا قاصرون وغير مؤهلين لتحمل المسؤوليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق