الأسبوع اللبناني

اخبار لبنانية

لقطات

ما ان اعلن عن التوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية في لبنان واسرائيل، حتى نشط الغيارى على مصلحة الوطن وحولوا انفسهم الى خبراء في علم البحار. صحيح ان لبنان لم يحصل على كامل حقوقه، وانه قدم تنازلات لا شك فيها، ولكن الموافقة على الترسيم كانت ضرورية للنهوض من الازمات التي يغرق تحتها. ان الانتظار للحصول على كامل الحقوق قد يستغرق سنوات طويلة وقد لا يحصل. فالافضل اذاً الافادة من الثروة الدفينة اليوم ولو ببعض التنازلات.

في كل مرة يتحدث لبنان عن اعادة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في بلدهم، تسارع المنظمات الغربية والدول الاعضاء فيها، الى الرفض والضغط على المسؤولين لوقف التنفيذ. ان هذه الغيرة ليست بالطبع حباً بالنازحين واهتماماً بمصالحهم، بل هي خوف هذه الدول من ان يغادر النازحون لبنان ليتوجهوا اليها، وهي ترفض بشدة استقبالهم. ولذلك فهي تعمل على ابقائهم عندنا، رغم العجز الواضح عن عدم قدرتنا على التحمل.

بدأ الحديث يدور اليوم حول الاموال التي سيجنيها لبنان من الثروة النفطية في حال تم العثور عليها. فاللبنانيون الذين نهبت المنظومة اموالهم من خلال افراغ الخزينة حتى اوصلت لبنان الى الافلاس، يخشون اليوم ان تتسلم المنظومة اياها عائدات النفط اذا وجد، ويطالبون بصندوق سيادي شرط الا يكون باشراف وادارة هذه الطبقة التي ادانها العالم كله لناحية فسادها وعدم مسؤوليتها وتمسكها بمصالحها الخاصة على حساب البلد واهله.

اسرار

الكتل النيابية كلها دون استثناء تنادي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي لم يبق منها سوى 14 يوماً. الا ان الحقيقة هي ان عدداً من هذه الكتل، لا تريد انتخابات في الوقت الحاضر لانها لا تضمن مجيء رئيس يلبي كل رغباتها. لذلك فهي تلح على ضرورة تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات، حتى لو كانت الحكومة الحالية من خلال تعويمها، حتى تضمن عدم قيام فوضى دستورية، بانتظار حدث ما في المنطقة يبدل الوضع القائم ويخدم مصلحتها.

يدور جدال حول من هو صاحب الفضل في الوصول الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية. والحقيقة ان صاحب الفضل الاول هو الرئيس الاميركي جو بايدن الذي رمى بثقله وضغط على جميع الافرقاء. اما السبب فهو الحرب الروسية على اوكرانيا التي عرقلت وصول الغاز الروسي الى اوروبا، وسعي الرئيس الاميركي لتعويض النقص، وقد جاءت زيارته الاخيرة الى المملكة العربية السعودية ضمن هذا الاطار ولما فشل بعدما اقدمت اوبك بلاس على خفض انتاجها، حول انظاره الى مناطق اخرى بينها نفط البحر الابيض المتوسط. فاهتم بقوة بالوصول الى الترسيم. ولولا ذلك لبقي النفط عندنا مدفوناً عشر سنوات اخرى وربما اكثر.

الخميس المقبل جلسة جديدة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولكن على ما يبدو لن تكون افضل من سابقتيها، لانه بدون اتفاق على رئيس يتولى العمل على اخراج البلد من ازماته لا يمكن ان تحصل الانتخابات. وعلى الرغم من الاتصالات المكثفة لا يبدو ان التقارب حصل. كما ان فريق السلطة حتى الساعة لم يسم مرشحاً له، وهو تارة يقترع بالورقة البيضاء وتارة يعطل الانتخاب ولذلك يطل شبح الفراغ القاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق