رئيسيسياسة عربية

السودان: تصاعد القصف والضربات الجوية مع استمرار القتال

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم تصاعداً في وتيرة القصف والضربات الجوية مع استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وسجلت 676 حالة وفاة وأكثر من 5500 إصابة، لكن من المتوقع أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير مع ورود العديد من التقارير عن جثث تركت في الشوارع وأشخاص يعانون لدفن الموتى.
قال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم، إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة الثلاثاء، في وقت يسعى فيه الجيش للدفاع عن قواعد رئيسية أمام هجوم قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يخوض معها قتالاً منذ ما يزيد على شهر.
وذكر شهود أنهم سمعوا دوي ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، بالإضافة إلى قصف عنيف في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة.
ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان، خصوصاًفي إقليم دارفور بغرب البلاد.
وفجر الصراع أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة، وأجبر نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأدى لنزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان.
ويكافح من بقوا في العاصمة للنجاة بحياتهم، في ظل شح الإمدادات الغذائية وانهيار الخدمات الصحية وانتشار الفوضى.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن 9 ملايين شخص يعيشون على مقربة من المعارك، ويعانون أشد المعاناة، مشيراً إلى تقارير عن زيادة العنف الجنسي ضد النازحين. وأطلق الاتحاد حملة لجمع تبرعات بقيمة 33 مليون دولار.
وسجل المسؤولون 676 حالة وفاة وأكثر من 5500 إصابة، لكن من المتوقع أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير مع ورود العديد من التقارير عن جثث تركت في الشوارع وأشخاص يعانون لدفن الموتى.
وقال أحد السكان ويدعى أيمن حسن (32 عاماً): «هذا وضع لا يطاق، خرجنا من منزلنا إلى منزل أحد الأقرباء في الخرطوم هرباً من الحرب، لكن الضرب يلاحقنا أينما نذهب».
وأضاف: «لا نعرف ما ذنب المواطن. لماذا الحرب في وسط البيوت؟».

محادثات جدة

احتدم القتال في الخرطوم والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور منذ أن بدأ طرفا الصراع محادثات في جدة بوساطة من السعودية والولايات المتحدة قبل ما يزيد على أسبوع.
وأثمرت المحادثات عن إعلان مبادئ ينص على تسهيل وصول المساعدات وحماية المدنيين، لكن آليات إنشاء ممرات إنسانية والموافقة على وقف إطلاق النار لا تزال قيد المناقشة.
وأعلن الطرفان في السابق موافقتهما على العديد من فترات وقف إطلاق النار، لكن القتال لم يتوقف في أي منها.
ويعتمد الجيش بشكل أساسي على الضربات الجوية والقصف، في ظل سعيه لطرد قوات الدعم السريع التي انتشرت في أحياء في الخرطوم بعد وقت قصير من اندلاع القتال في 15 نيسان (أبريل).
واتهم الجيش قوات الدعم السريع باستخدام أسرى الجيش وأسرهم دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه قوات الدعم السريع.
وبحسب سكان وشهود، هاجمت قوات الدعم السريع قواعد عسكرية رئيسية في شمال أم درمان وجنوب الخرطوم الثلاثاء، في مسعى لمنع الجيش من نشر أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة على ما يبدو.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها أسرت المئات من قوات الجيش في هجوم مضاد في بحري، ونشرت لقطات فيديو تظهر رجالا يرتدون الزي العسكري ويجلسون على الأرض، بينما يحتفل عناصر من القوة شبه العسكرية حولهم.
ويعمل الجيش على قطع خطوط إمداد قوات الدعم السريع من خارج العاصمة، وتأمين مواقع استراتيجية، من بينها المطار بوسط الخرطوم، ومصفاة الجيلي الرئيسية للنفط في بحري، حيث احتدم القتال مرة أخرى اليوم الثلاثاء.

تدمير المنازل

اندلع الصراع بعد خلافات حول خطط لدمج قوات الدعم السريع في الجيش والتسلسل القيادي في المستقبل، في إطار اتفاق مدعوم دولياً للانتقال السياسي نحو الحكم المدني والانتخابات.
وتولى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع الشهير أيضاً باسم حميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم، بعد اطاحة الزعيم السابق عمر البشير عام 2019 في أعقاب انتفاضة شعبية.
ونفذ الرجلان انقلابا بعد ذلك بعامين مع اقتراب موعد نهائي لتسليم رئاسة مجلس السيادة إلى شخصية مدنية، لكن بدأ كل منهما في ما بعد في تعبئة قواته، في الوقت الذي كان يحاول فيه وسطاء وضع اللمسات النهائية على خطة انتقالية جديدة.
وسعى الجانبان إلى الحصول على دعم من دول بالمنطقة مهتمة بالسودان، بسبب ثروته المعدنية والزراعية وموقعه الاستراتيجي بين منطقتي الساحل والخليج.
واتجه معظم الفارين من السودان شمالاً إلى مصر أو غرباً إلى تشاد المتاخمة لإقليم دارفور. وتوجه آخرون إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، على أمل اللحاق بإحدى السفن المتجهة للسعودية.
وقالت ريم، التي تقيم مع مئات آخرين في طقس شديد الحرارة في مخيم في بورتسودان: «احنا جينا من الضرب وفقدنا أزواجنا، بيوتنا اتدمرت، حتى لو جات السلام احنا نرجع نقعد وين؟».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق