الأسبوع اللبناني

اخبار لبنانية

وساطة بين الحريري وريفي
لا يترك الوزير أشرف ريفي مكاناً للصلح مع الرئيس سعد الحريري. قبل أيام أعلن قراره بخوض الانتخابات النيابية في كل منطقة سنية له فيها وجود وتأثير، وجاء إعلانه هذا من مقر الجماعة الإسلامية التي ستكون حليفاً محتملاً وأساسياً له… الوزير ريفي يواصل هجومه على سياسة المستقبل داعياً الحريري الى وقف الحوار مع حزب الله والى التخلي عن ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية،

كما أنه مستاء من الوزير نهاد المشنوق وتأثيره المتزايد على الحريري ودوره في تسويق موضوع تأييد العماد عون رئيساً للجمهورية. أما الرئيس فؤاد السنيورة فإنه ليس مشمولاً بحملة ريفي وانتقاداته، وهناك من يقول إن السنيورة هو الحليف المستتر لريفي وخطوطه مفتوحة معه وسيكون مرشحه المفضل لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية المقبلة التي يتوقع ريفي أن تعطيه كلمة في تسمية رئيس الحكومة المقبل.
الجديد في موضوع الخلاف القوي بين ريفي والحريري، هو ما كشفه النائب السابق مصطفى علوش عن وجود وساطة بين الرجلين قائلاً إن «عودة المياه الى مجاريها بين الحريري وريفي تستدعي عودة الأخير جزءاً من تيار المستقبل، لا حالة مستقلة، وأن يتوقّف عن إطلاق السهام في اتجاه التيار ورئيسه». ولفت إلى وجود وساطة بين الحريري وريفي، لكنها تصطدم «بتصلّب مواقف الأخير».
وذكّر علوش بأن «التباعد بين الاثنين بدأ مع استقالة ريفي من دون الرجوع إلى الحريري، مروراً بمواقفه، خصوصاً قوله إنه لا يلتقي بالحريري إلا بشروط»، سائلاً إياه: «من أنت لتقول إنك لا تلتقي بالرئيس الحريري إلا بشروط؟».
وإذ صرح علوش بأن الموضوع بات وراء «المستقبل» أشار إلى أنه مرحب بريفي إذا «أحب أن يتفاهم معنا على أساس أننا تيار سياسي، لكن كل ما هو غير ذلك فنحن لا نسعى لمصالحة معه، خصوصاً بعد مواقفه الأخيرة».
ولفت علوش إلى أن «الكلام المسرّب من أوساط قريبة من الوزير ريفي أساء إلى العلاقة بينه وبين رئيس تيار المستقبل، إضافة إلى موقفه الأخير الخارج عن المألوف من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار عبر قوله إنه سيعارض بشدة احتمال تمديد ولايته التي تنتهي بعد نحو سنة، وتهديده بأنه سيحتل دار إفتاء المدينة لمنع ذلك». وأوضح أن «الطابة في ملعب الوزير إذا أراد لقاء تيار المستقبل الذي يعتبره عدوه الآن، لكن يبدو أن مشكلته أكبر من ذلك».

نقاط القوة
الرئيس نبيه بري رئيس البرلمان والحوار، مدير الأزمات ومجترع الحلول، ضابط الإيقاع والتوازنات والتناقضات، صمام الأمان ومحرك المشاكل… ما هو سره؟! لماذا هو متفوّق ومتقدم في الوسط السياسي؟! وأين تكمن عناصر القوة لديه؟!
أوساط سياسية قريبة من بري تعتبر أنه تبوأ سدة المرجعية التامة للطبقة السياسية على اختلاف مشاربها باعتراف الحلفاء والخصوم على حد سواء، وتعزو ذلك الى عوامل عدة تراكمت في السنوات والشهور الأخيرة، وأبرزها:
– الشغور الرئاسي المستمر منذ اكثر من عامين وما تركه ذلك من تداعيات على تركيبة الحكم ومعادلات السلطة لا سيما مع غياب الرأس المسيحي الأول في الدولة.
– أن الواقع السياسي المعروف جعل حزب الله من جهة والنائب وليد جنبلاط من جهة أخرى «يدوزنان» حركتهما السياسية الداخلية على الأقل على وقع توجهات بري، أو على الأقل وفق مسلّمة ألا تصل الأمور الى فتح مواجهة معه في مكان ما .
– أن القوى المسيحية على اختلافها، الحزبية منها والمستقلة، تحرص كل الحرص على إبقاء جسور التواصل مفتوحة دوما مع عين التينة. فالرجل إضافة الى كونه ميزان اللعبة السياسية فإن له مراكز قوى في داخل الإدارة الرسمية ما يؤهله لتوفير خدمات .

تمايز المشنوق
وزير الداخلية نهاد المشنوق يتمايز داخل تيار المستقبل في نظرته الخاصة الى الاستحقاق الرئاسي والخيارات المتاحة ويواجه «اتهاماً» لا ينفيه بأنه يؤيد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. كما لدى المشنوق رأيه الخاص في مسألة التعيينات الأمنية والإشكالية الميثاقية داخل مجلس الوزراء وترجمه عملياً في عدم حضور جلسته الأخيرة.
حسب أوساط المستقبل، فإن الوزير المشنوق سبق له في أحد الاجتماعات أن قدم عرضاً مفصلاً للواقع والخيارات التي حصرها في ثلاثة:
– أولاً: إما الحفاظ على الستاتيكو الحالي بالإبقاء على ترشيح النائب سليمان فرنجية وهو خيار مُغلق من دون آفاق.
– ثانياً: الانتقال نحو تأييد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مع ما ترتبه هذه الخطوة على التيار وقواعده. وهذا الموضوع أخذ جلسات نقاش واسعة بين الحريري والمشنوق الذي يعتبر بأن وصول عون إلى بعبدا يمكن أن يحصل من ضمن تفاهم وتقويم للتوازنات والأحجام على وقع افضل من المرحلة المقبلة والتي تحمل انتخابات نيابية.
– ثالثاً: الانتقال إلى المواجهة مع حزب الله من خلال تعليق الحوار الثنائي والانسحاب من الحوار الموسع والاستقالة من الحكومة، ورفض كل ما يُقدم عليه الحزب من تجاوزات حتى تُحسم الامور مكاسب إيجابية بفوز قوى 14 آذار رئاسة وحكومة، أو التسليم بفوز حزب الله إذا تمكن من ذلك بدلاً من البقاء في حالة الانتظار المرهق والترقّب الممل.
وقوبلت قراءة المشنوق بنقاش مفاده أنه لا تراجع عن المضي بدعم فرنجية حالياً، ولا توجه من قبل تيار المستقبل كتيار استقرار نحو أي خطوات سلبية من شأنها أن تعكر أجواء البلاد، ولا إمكانية لانتخاب عون رئيساً. وجرى طرح مخرج مفاده أن يتم تجاوز صيغة  الأقطاب الأربعة  بأن يكون على عاتق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أم الرئيس بري إخراج الإسم الجديد إلى العلن، بهدف إنهاء الفراغ، أو البقاء على هذا الستاتيكو القائم.
إضافة الى التباين في الملف الرئاسي، برز خلاف وتباين على خلفية التعيينات الأمنية ورفض المشنوق استفزاز عون وتعكير المناخ السياسي الذي يشكل غطاء للعمل الأمني في ظل التحديات والمخاطر الإرهابية. ويعتبر المشنوق أنه طالما تتعذر التعيينات الأمنية في ظل غياب رئيس للجمهورية، فليس من الضرورة أن ننقل المواجهة إلى داخل الحكومة، واستحداث إشكالية ميثاقية بمقاطعة قوى المسيحية وخصوصاً وزراء التيار الوطني الحر للجلسات، إذ بإمكان ترك التمديد للعماد جان قهوجي على عاتق وزير الدفاع طالما يتعذر تعيين خلف للقائد الحالي، بدلاً من إستفزاز عون في هذه المرحلة وتعطيل العمل الحكومي، وهو الأمر الذي أدى به إلى الاعتكاف وعدم المشاركة، لأنه من الأفضل الحفاظ على جو الهدوء بدلاً من تسعير السجال القائم، وبذلك تكون الحكومة أخرجت ذاتها من المواجهة طالما أنها لا تستطيع أن تحسم التعيينات الأمنية.

نظرية المردة
لا تزال أوساط «المردة» متمسكة بنظرية أن ترشيح جعجع لعون كان بهدف إطاحة ترشيح فرنجية فقط، «فماذا حقق تفاهم معراب حتى الآن؟ وأين التنسيق المسيحي في قانون الانتخاب، في النظرة الى الوضع الحكومي، في النزول الى الشارع، والتمديد لقائد الجيش، والعلاقة مع حزب الله، والملف السوري»؟
من جهة أخرى، ترى هذه الأوساط أن «إحدى أسوأ المقاربات المسوّقة لرئاسة «الجنرال» هي تصوير سعد الحريري بصورة «الرجل المأزوم» الذي يحتاج الى رئاسة الحكومة لإنقاذه من ورطته المالية، فنبدو أمام مرشح لرئاسة الحكومة سيتعيّن عليه فور دخوله السرايا حل أزمته أولا قبل أزمة البلد»، معتبرة «أنها فكرة غير ذكية ومسيئة للطرفين».

لماذا تأجل اجتماع «مجموعة الدعم الدولية»؟!
عن هذا السؤال تجيب منسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان سيغريد كاغ وتقول إن «اجتماع مجموعة الدعم الدولية (على مستوى وزراء الخارجية) لن يُعقد هذه السنة في نيويورك، بل سيُعقد لاحقاً على الأرجح على مستوى عالٍ هذا العام، إذ تقرر بالتشاور مع رئيس الحكومة تمام سلام، وأعضاء المجموعة، أن توقيت عقده في نيويورك خاطىء، لأسباب تتعلق بتزاحم الأولويات: الأزمة السورية، اليمن، الإرهاب الدولي. وستكون هناك عناوين أخرى. وسيكون هناك تركيز في نيويورك على من سيكون الأمين العام الجديد. ثم هناك إدارة أميركية راحلة. وستُعقد قمتان كبيرتان على هامش الجمعية العمومية واحدة مهمة للبنان، سأحضرها، هي المتعلقة بالحركة الواسعة للاجئين واجتماع على مستوى عالٍ في شأن المساعدات وغيرها من الاجتماعات المهمة. لذلك لا نريد أن يتم حشر لبنان وسط كل هذه العناوين، لأنه يستحق المساحة الخاصة به لتركيز الانتباه عليه. وقررنا أن يحصل اجتماع خاص في شأنه لاحقاً، وسيجري تحديد البلد المضيف».
(لم تحدد كاغ الموعد الجديد لانعقاد المؤتمر أو البلد المضيف، مما عزز الانطباع باستمرار تراجع أولوية لبنان على الأجندة الدولية لحساب تقدم أولويات إقليمية أخرى في مقدمها سوريا. وتكمن أهمية قرار تأجيل الاجتماع الدولي المخصص للبنان ودعمه في مواجهة أزمة النازحين، في أنه يؤجل بدوره صدور قرار دولي حاسم في شأن مسألة أساسية جدا بالنسبة الى لبنان ومقاربة الاسرة الدولية لها، هي مسألة انتزاع قرار دولي بعدم توطين السوريين).

«تسليم المطلوبين»
في وقت يتوالى تسليم المزيد من المطلوبين المتوارين في مخيم عين الحلوة انفسهم لمخابرات الجيش اللبناني، علم أن التسليم لا يقتصر على المطلوبين الموجودين داخل المخيم بل يتخطى حدوده الى متوارين خارجه.
وكشفت مصادر أمنية في منطقة صيدا أن اثنين من مناصري الشيخ أحمد الأسير (شادي السوسي وعمر الرفاعي) اللذين سلما نفسيهما مؤخراً لمخابرات الجيش اللبناني لم يكونا في مخيم عين الحلوة عند التسليم، وأن هناك آخرين من المطلوبين المتوارين خارج المخيم هم أيضاً في طريقهم للإلتحاق بهما.
واعتبر ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة أن ما يجري من عملية تسليم مطلوبين في مخيم عين الحلوة أنفسهم لمخابرات الجيش اللبناني دليل على تقدم العلاقة بين الفصائل الفلسطينية وأجهزة الدولة اللبنانية الرسمية. وكشف بركة أن الحركة أبلغت من مسؤول كبير في مديرية المخابرات أن هذا الأمر يتم بتوجيه من قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. وأكد أن «حماس شجعت إنهاء هذه الحالات حتى لا تستخدم، لأن البعض يريد ان يستخدم الفلسطينيين المطلوبين في المخيمات لضرب استقرار لبنان». واعتبر أن عملية التسليم الجارية من قبل مطلوبين ستشجع الآخرين على معالجة قضاياهم، خصوصاً من يسمونهم بـ «المطلوبين الكبار»، ما سيفتح الباب أمام معالجة القضايا الكبيرة.

رسائل سياسية
لم يخلُ خطاب الرئيس نبيه بري في المهرجان السنوي لحركة «أمل» في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر من رسائل سياسية، ولكنها جاءت مشفّرة بأسلوب «مطاطي» يعتمد الغمز واللمز ويحتمل التأويل والتفسير ويتيح لكل طرف أن يقرأها على هواه وبما يناسبه. وهكذا فإن تيار المستقبل لم يعتبر نفسه معنيا بإشارة بري حول وقف الدلع السياسي والى أن العبور الى الدولة يستدعي وفق اعتقاد كل فريق أنه يملك القرار الوطني أو «الفيتو»… تيار المستقبل يعتبر أن عون هو المعني بهذه الإشارة، ولكن التيار الوطني الحر لا يعتبر نفسه معنيا بهذه العبارة التي تمس أصحاب مشروع وشعار «العبور الى الدولة». وإذ يعتبر تيار المستقبل أن بري قصد تيار عون عندما لوّح بـ «قوة الناس» لمواجهة العبث السياسي وتعطيل المؤسسات إذا اقتضى الأمر، أي أنه يلوّح بمعادلة «شارع مقابل شارع» رداً على تهديد الوزير باسيل باللجوء الى الشارع… فإن التيار الوطني الحر يضع الأمر في سياق آخر ويأمل انضمام «أمل» الى جمهور التيار في الشارع في تكرار لتجربة العام 2006.
والرسائل السياسية الواضحة هي المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وما يليه. وهنا يتمسك بري بمبدأ السلة المتكاملة والربط بين انتخاب رئيس الجمهورية والاتفاق المسبق على مرحلة ما بعد، وتحديدا لجهة ما يتعلق بقانون الانتخابات المحكوم بمبدأ «النسبية» والحكومة الجديدة، أي رئيسها وتشكيلتها وبيانها الوزاري المحكوم بالمعادلة الماسية «الجيش والشعب والمقاومة»… هذا الربط بين انتخاب الرئيس والاتفاق على ترتيبات المرحلة المقبلة، أي الانتخاب الرئاسي المشروط بالاتفاق السياسي، يتفهمه العماد عون بحذر وتحفظ، إذ يخشى أن يطيل في أمد انتظاره الرئاسي وأن يصل الى نهاية شبيهة بسيناريو تسوية الدوحة، أي الى الرئيس التوافقي… ولكن تيار المستقبل يبدو رافضاً ومعترضاً على مبدأ السلة وما تعنيه من تنازلات مسبقة في موضوع الحكومة وإخضاعها للتفاوض السياسي بدلاً من أن تكون محكومة بالقواعد والآليات الدستورية.

وساطات
يقوم الرئيس فؤاد السنيورة بدور الوسيط بين الرئيس سعد الحريري والوزير أشرف ريفي لحصر الخلاف والتمهيد لإجراء مصالحة بنيهما…
ويقوم الوزير نهاد المشنوق بدور الوسيط بين رئيس الحكومة تمام سلام والوزير جبران باسيل لمعالجة المشكلة والعودة الى جلسات هادئة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.

اتهام ورد
بعد تصريح النائب حسن فضل الله الذي اعتبر فيه «أننا مُبتلون في لبنان بحزب المستقبل، حيث يوجد في داخله أفرقاء طبيعتهم المعاندة والمكابرة والمشاغبة والمزايدة والمنافسة في ما بينهم»، ردت كتلة «المستقبل» عبر بيانها الأسبوعي، فاعتبرت أن «الإنصاف يدفعنا الى القول صراحة إن لبنان ابتُليَ مع شعبه بحزب السلاح وحزب القمصان السود والميليشيا المسلحة الخارجة عن القوانين والأعراف، والذي يحاول تغيير نظام لبنان الديمقراطي وعيشه المشترك، بقوة القهر وفرض الوصاية على كل أنحاء الجمهورية».

طابع اجتماعي
تعليقاً على صورة العشاء الذي جمع نائب «القوات اللبنانية» شانت جنجنيان ونائب حزب الله علي فياض في أحد مطاعم الضاحية الجنوبية، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد جنجنيان أن «الجلسة لا تحمل أي أبعاد سياسية كما صورها البعض، واللقاء الذي دعانا إليه صديق مشترك (الأستاذ الجامعي الدكتور أحمد الزين) لا علاقة له بـ «التيار» وطغى عليه الطابع الاجتماعي».
لم ينف جنجنيان أن العشاء تخلله بعض الأحاديث السياسية، مشدداً على أن «الموضوعات السياسية التي تحدثنا فيها تمثل آراءنا الشخصية بعيداً عن آراء «القوات» أو حزب الله»، لافتاً الى أن «الحديث الأكاديمي كان البارز في جلستنا، لأن فياض متخصص في ملف البلدان غير المتجانسة وأنا في حل النزاعات، والحوار كان في هذا الإطار بعيداً كل البعد عن الطابع السياسي».
وتوضح مصادر قواتية أن «لا علاقة لمعراب بهذه الجلسة، وهي مع الانفتاح على الجميع لكن ضمن ثوابت، ولا تعارض أي لقاء اجتماعي بين نوابها وأي خصم سياسي. فالنائب شانت جنجنيان لم يشارك في احتفال مخصص لانتصارات حزب الله في سوريا مثلاً، وجميع النواب يلتقون في المجلس النيابي ويتبادلون الأحاديث، ولا مانع في ذلك»، مضيفاً: «لا خصوم لـ «القوات» على الساحة اللبنانية وحزب الله مكوّن لبناني ولكنه خصم سياسي نتيجة المبادىء التي نختلف عليها».
ويلفت إلى أن «حزب الله يرفض أي حوار مع «القوات» لأنه يعرف شرطنا الأساسي ومشكلتنا مع سلاحه وبالطبع لن يقبل بإلغاء نفسه»، مضيفاً: «لو كانت هناك أي نية سياسية بالتقارب بين الحزبين لكنا شاركنا في الحوار».

تباين
التباين داخل كتلة المستقبل النيابية حيال الملف الرئاسي خرج من القاعات والاجتماعات المغلقة الى العلن مع صدور مواقف عن نواب مسيحيين في الكتلة تدعو الى السير بانتخاب العماد عون:
– نائب بيروت (الدائرة الثالثة) الدكتور باسم الشاب رأى أنه «في حال الذهاب إلى الفراغ سنصل حتماً إلى مؤتمر تأسيسي جديد يطيح اتفاق الطائف، أما في حال انتخاب رئيس لديه دعم واسع في الشارع المسيحي يساعدنا ذلك على الحفاظ على الطائف»، مشيراً إلى أن هذا موقفه الشخصي. ولفت الى أن «بعضهم داخل تيار المستقبل يعارض هذه المقاربة ويعتبر أنها ستزعج الشارع السني».
– نائب بيروت (الدائرة الأولى – الأشرفية) سيرج طورسركيسيان زار الرابية والتقى العماد ميشال عون ليعلن بعد اللقاء أن «ليس هناك جدران في السياسة، ولا شيء ثابت وكل شيء ممكن أن يتغيّر… وأن الوضع لم يعد يتحمل، ونحن منفتحون على كل الطروحات وكل مرشح لا يزال مرشحاً ولديه مكانته وقوته. من هذا المنطلق تناقشت مع عون، وبحثنا في أمور سياسية عدة»، مؤكداً أن لقاءه مع عون «خطوة شخصية مع خلفية أننا نريد تحريك البلد». وتمنى «أن نكون فتحنا صفحة جديدة مع العماد عون وانطلاقة جديدة».
وتعليقاً على هذه الزيارة قال نائب بيروت عاطف مجدلاني «إن الزيارة «كويسة»، ونحن من دعاة الانفتاح والتواصل مع جميع الأفرقاء السياسيين، والزيارة تصب في الاتجاه عينه، لذلك لا أرى فيها أي إشكالية. نحن مع الانفتاح والتواصل مع الجميع، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل أي خلاف»، لافتاً إلى أن التواصل بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل «مستمر حسب معلوماتي».
يذكر أن نائب الأشرفية الوزير ميشال فرعون كان سبق له أن زار الرابية في وقت سابق من هذا الشهر. كما تجدر الإشارة الى أن مواقف النواب الثلاثة (فرعون -الشاب – طورسركيسيان) تتناغم مع موقف الدكتور سمير جعجع الذي يرى أن انتخاب عون هو المدخل «لإجباري» الى الحل، وأن عدم انتخابه هو استمرار للفراغ والأزمة، وأن الذهاب الى انتخابات نيابية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية ينطوي على مخاطر كبيرة.

زيارة روسيا
الواضح أن زيارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى موسكو تمت بمسعى من عدد من القياديين الكتائبيين من خريجي الجامعات الروسية الذين يحتفظون بعلاقات جيدة مع السفارة الروسية في لبنان والسفير ألكسندر زاسبيكين تحديداً، كما أنها تستجيب مطالبات تيار لا بأس به من كوادر الكتائب في الانفتاح على الروس وكسر التقاليد الموروثة، ولكن الزيارة الى الخارجية الروسية ولقاء نائب الديبلوماسية الروسية ميخائيل بوغدانوف ما كانا ليتما بناء على هذه الصداقة الشخصية فحسب على رغم أهميتها، بل استدعت رغبة متبادلة لدى الروس في الانفتاح على القيادات المسيحية اللبنانية.
وليس خفياً حجم التأييد الذي توليه السياسة الروسية الجديدة في حماية الأقليات في أوساط لبنانية، ويبدو «اللقاء الأرثوذكسي» الأكثر وضوحاً في التعبير عن تأييد السياسة الروسية والتعويل عليها «لرفع الحالة المسيحية المنهكة في الشرق»، ولكن زيارة رئيس الكتائب الماروني مختلفة تماماً، ويرى مراقبون أنها «تشكل قفزة نوعية في تفكير المارونية السياسية إذا كانت تتوسل فعلاً الصداقة والتفاهم مع السياسة الروسية في الشرق الأوسط».

خمود
خمدت حركة العميد شامل روكز السياسية وتوقفت زيارات المناطق، ويقتصر نشاطه على نشاطات رياضية وتلبية الواجبات الاجتماعية. وعادت المياه إلى مجاريها بين العماد ميشال عون وروكز بعد فترة برود، وتم توضيح الكثير من النقاط الملتبسة بينهما. وانعكست تصفية القلوب وداً بين روكز والوزير جبران باسيل اللذين يعقدان لقاءات متكررة في اللقلوق، ونشرت صورة تجمعهما قبل يومين مع زوجتيهما كلودين وشانتال.

معارضة
هناك معارضة جدية داخل تيار المستقبل لخيار انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية. هذا ما تقوله مصادر في «المستقبل» عازية ذلك الى 3 أسباب:
– عدم إعلان عون المواقف التي تساعد الرئيس سعد الحريري وتشجعه لتأييد ترشيحه.
– تداعيات هذا الخيار على الشارع السني الذي لم يستوعب بعد خيار فرنجية الذي كلّف الحريري من دون نتيجة.
– ظهور «المستقبل» بمظهر الخاضع لسياسة الأمر الواقع، وأنه أعطى في نهاية الأمر لحزب الله ما يريده.

قناعة
يقول مصدر بارز في تيار المستقبل إن هناك قناعة متزايدة دخل قيادة المستقبل بأن مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية تجاوزتها الأحداث وتخطت الأطر الزمنية الموضوعة لها، لذا يجب البحث عن حلول أخرى. ولكن هذه القناعة لن تخرج الى العلن قبل تبلور موقف أو خيار آخر.

حالتان
قال وزير متابع للملف الرئاسي إن لا خرق ولا تغيير في موضوع رئاسة الجمهورية إلا في حالتين: تراجع حزب الله عن دعم العماد عون، أو تأييد المستقبل لخيار وانتخاب عون. الاحتمال الأول صعب وغير ممكن وغير وارد حتى إشعار آخر… الاحتمال الثاني صعب ولكنه ممكن ووارد في لحظة سياسية ما…

امر واقع
اعتبر الوزير السابق كريم بقرادوني أن التمديد للعماد جان قهوجي «أمر واقع وينتهي خلال أيام قليلة وسيقبل به الجميع»، مضيفاً بأنه «في هذه المرحلة لا يمكن تغيير الحصان أثناء عبور النهر، فالمنطقة كلها ملغومة، والوضع في عرسال ليس على ما يرام».

لقطات
أكد وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أنه حالة حريرية مستقلة، «وأرفض الاستزلام لأي كان وسأبقى رأس حربة في مواجهة حزب الله»، مشدداً على أنه سيعلن العصيان المدني إذا اتجهت الأمور إلى إقرار قيام مؤتمر تأسيسي، وأنه سيخوض الانتخابات في كل المناطق اللبنانية التي فيها ثقل سني وازن.
كلام ريفي جاء في لقاء حواري مع مئة وخمسين من مسؤولي وكوادر «الجماعة الإسلامية»، في إطار اللقاءات التي تجريها «الجماعة» في العاصمة دوريا مع شخصيات سياسية.
وحول إمكان أن يشكل هذا اللقاء بداية تعاون سياسي بين «الجماعة» وريفي، أوضحت مصادر قيادية في «الجماعة» أن اللقاء دوري وسبق للجماعة أن استضافت العديد من القيادات السياسية والحزبية وهي منفتحة على الحوار مع كل الأطراف.
رأى مصدر في الجماعة الإسلامية أن خطاب السيد نصرالله الأخير «يشكل خطوة إيجابية، لكن يجب أن تترجم الى خطوات عملية وأن لا تبقى في الإطار الإعلامي، وهناك خطوتان أساسيتان يجب البدء بهما وهما: أولاً، وقف شيطنة ثورة الشعب السوري وثانياً، العمل لجدولة الانسحاب من سوريا والعودة الى الداخل اللبناني».
بعد جبيل، تُعدّ المعارضة العونية للقاء من جميع المناطق يكون باكورة انطلاقها في العمل بنحو عشرة أقضية، لإنشاء مجموعات مماثلة لمجموعة بيروت. ونجحت مساعي القياديين في توحيد جهود مسؤولي الطلاب السابقين والعمداء المتقاعدين المتذمرين أيضاً.

اسرار
تسجل زيارات وحركة موفدين بين الرابية وعين التينة. وتعكس الاتصالات ما يمكن وصفها بـ «الليونة السياسية”» بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، وهو أمر تؤكد عليه أوساط الطرفين. والبحث لا يتركز فقط على جلسة مجلس الوزراء المقبلة وما يمكن أن يكون موقف تكتل التغيير والإصلاح منها بالمشاركة أو عدمها، بل إن التركيز هو على طاولة الحوار.
نقل عن منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار الدكتور فارس سعيد قوله: «هناك غياب لأي اندفاعة أهلية أو سياسية في مواجهة سياسة حزب الله بعدما تسرّعنا في إعلان وفاة 14 آذار. ربما صارت لازمة إعادة خلط الأوراق لتحريك مياه المستنقع بعدما وصل أفرقاء 14 آذار سابقاً إلى جدار مسدود، خصوصاً بعد عجز من أيدوا ترشيح النائب سليمان فرنجية والجنرال ميشال عون عن إيصال أي منهما إلى الرئاسة. هل هذا الخيار لا يزال متاحاً؟».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق