اخبار لبنانية
لقطات
يسمع اللبنانيون تصريحات يومية من مختلف الاطراف تؤكد انها لا تريد شيئاً وانها تعمل على تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة. فلو كان الامر صحيحاً لماذا اذاً لا يعلن الرئيس المكلف تشكيلته التي يصر عليها منذ اليوم الاول لتكليفه وهي حكومة اختصاصيين مستقلين. بالطبع هناك عراقيل تمنع التشكيل وما تقوله الاطراف المتنازعة محاولة لتبرئة نفسها مما يجري.
اشاد العالم كله بالثورة السلمية التي تتحرك في البلاد منذ السابع عشر من تشرين الاول الماضي. فلم يتخللها عنف ولا اراقة دماء، باستثناء بعض المناوشات التي كانت تنتهي بسرعة. غير ان مصادر مراقبة تحذر من ثورة جياع بدأت ملامحها تظهر بسبب الارتفاع الجنوني في الاسعار الذي جعل حياة اللبنانيين شبه مستحيلة. والخوف ان الجوع كافر وان اي ثورة بهذا المعنى لن تحافظ على سلميتها.
كان ينقص لبنان ان يشوه السياسيون سمعته في الخارج، ويجعلوه دولة فاشلة بعد ان اعلنت الامم المتحدة سقوط حقه في التصويت في المنظمة الدولية لانه تخلف عن تسديد اشتراكاته منذ سنتين. وبدل ان تتحمل الجهات المعنية وهي وزارة الخارجية ووزارة المال المسؤولية وتسارع الى معالجة الامر، اخذت تتبادل التهم وتحاول كل جهة ان تحمل الجهة الاخرى نتيجة هذا التصرف الخاطىء.
اسرار
الهدنة التي مر فيها الثوار ترجمها السياسيون انها تراجع. والحقيقة ان سبب الهدوء يعود الى امرين: الاول سوء الاحوال الجوية التي منعت الثوار من التحرك والثاني ان الانتفاضة ارادت اعطاء المسؤولين، وخصوصاً الرئيس المكلف فسحة ليخرج بحكومة انقاذ تعيد البلد الى وضعه الطبيعي ومعالجة الازمات التي تعصف به.
عاد الثوار في نهاية الاسبوع الى التحرك وبالزخم عينه الذي ظهر في بداية الثورة. فانطلقوا بالالاف في مسيرة حاشدة وساروا من برج حمود الى وسط المدينة، مؤكدين ان الثورة لن تتوقف مهما ظهر من معوقات في طريقها، خصوصاً وقد تبين ان السياسيين لا يزالون يعملون بالعقلية ذاتها التي سادت منذ عشرات السنين وادت الى الانهيار.
تصريح الرئيس نبيه بري حول مطالبته بحكومة شاملة تجمع كل الاطراف اعاد خلط الاوراق وزاد من الانقسامات بين السياسيين، واحياناً حتى بين الفريق الواحد، وعادوا الى نغمة المحاصصات والمطالبة بهذه الوزارة او تلك. كما تجري محاولات من فريق من السياسيين بامتلاك الثلث المعطل في الحكومة لينبري له فريق اخر يطالب بحصته. وهذ هي السياسة التي دمرت البلد.