اخبار لبنانية
لقطات
فيما كان اهالي الاشرفية وسكان بيروت عموماً يصرخون مطالبين بحقهم في المياه المقطوعة عنهم على مدى اشهر الصيف، اصدرت مياه بيروت وجبل لبنان بياناً استفزازياً وصف بالوقح، طالب المشتركين بدفع بدل اشتراكاتهم. من المتعارف ان المواطن يدفع مقابل سلعة يحصل عليها. فبدل اي سلعة تطالب الشركة وهي مقصرة في القيام بواجباتها، وتبرهن يوماً بعد يوم انها ليست على قدر المسؤولية. فلو كانت هناك دولة ومحاسبة هل كان العاجزون عن اتمام مهماتهم لا يزالون في اماكنهم وعلى كراسيهم؟
الاحتباس الحراري يهدد العالم بكوارث بيئية كالاعاصير المدمرة والامطار الجارفة وليس هناك بلد في منأي عنها ومن الممكن ان يتعرض لبنان لمثل هذا الكوارث لا سمح الله. فهل ان الدولة جاهزة لمواجهة كل هذه الكوارث ام على عادتها سائرة على غير هدى، لا خطط علمية لا للاقتصاد ولا للمال ولا لمواجهة الكوارث وكل اهتمامها منصب على مصالحها ومكاسبها. طالما ان هذه المنظومة متحكمة بامر البلاد والعباد فلا امل باي خلاص.
غادر وفد الصندوق الدولي بيروت منتقداً بشدة التقصير الحكومي في عدم انجاز الاصلاحات المطلوبة، وهذا بالنسبة الى الوضع القائم امر طبيعي. فهذه الحكومة تكثر من التصاريح والكلام، والاصلاح غائب تماماً. فهي اصلاً تعتبر وضع ميزانية الدولة وهذا من ابسط واجباتها عملاً بطولياً وانجازاً. فهل نستغرب تقصيرها بعد ذلك؟ انما الانتقاد يجب ان يوجه ايضاً الى الصندوق الذي يطالب بالغاء ديون الدولة وخسائرها لانها لن تكون قادرة على تسديدها. فهل يجوز شطب ديون كل عاجز عن الدفع؟ انها بدعة تستحق السخرية حقاً.
اسرار
لماذا يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان الى بيروت بعد ثلاث زيارات لم تحقق خطوة واحدة الى الامام، لا بل بقي طرحه هو اياه المطالبة بالحوار رغم معارضة عدد كبير من النواب، لان المطلوب ليس حواراً للمناقشة بل لاقناع فريق بما يقدمه الفريق الاخر. وقد اختارت فرنسا الفريق الاقوى سلطوياً. فهي التي خسرت كثيراً في افريقيا تبحث عن باب اخر يعيد اليها بعض ما فقدته من معنويات فوجدت ضالتها في لبنان.
ماذا يجري في مخيم عين الحلوة وهل هكذا تحترم اصول الضيافة. لقد فشلت كل الجهود التي بذلت لبنانياً وفلسطينياً في التوصل الى وقف ثابت لاطلاق النار وسحب المسلحين وتسليم المطلوبين. هذا الاصرار على المواقف يؤكد بما لا يقبل الشك ان هناك جهات خارجية ادخلت بعض الخارجين على القانون وسلحتهم ولا نعلم كيف ادخلوا السلاح الى المخيم. وهي تطلب اليهم رفض اي مواقف ايجابية، والاستمرار في خرق وقف النار والعمل على امتدادها الى الخارج. اما الغاية من هذه السياسة فغير معروفة حتى الساعة.
يلتقي خلال ايام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبابا فرنسيس وعلى جدول اعمال هذا اللقاء الوضع المأساوي في لبنان. انها بادرة مشكورة بالطبع ولكن نتائجها على الارض شبه معدومة، باستثناء الكسب المعنوي. ذلك ان الاطراف اللبنانيين الذين في ايديهم الحل والربط ماضون في خلافاتهم وانقساماتهم، وقد فشلت كل الجهود حتى الساعة في تليين هذا التصلب. فمتى يصبح المجلس النيابي مؤهلاً لان يقوم بواجبه؟