اخبار لبنانية
لقطات
ظاهرة مقلقة بدأت تتفشى في المجتمع اللبناني، وهي تعكس الوضع المعيشي الكارثي الذي اوصلتنا اليه هذه الطبقة السياسية، المتحكمة بكل مفاصل الدولة. فيكاد لا يمر اسبوع الا ونسمع بحادث انتحار او اكثر تخلصاً من حياة لم يعد اللبناني قادراً على تحملها. فالاعباء زادت عليه حتى اوقعته في عجز مخيف فبدأ يلجأ الى الانتحار تخلصاً من هذا الواقع فيما اللامسؤولون غائبون عن السمع.
فواتير الكهرباء التي بدأت الشركة باستيفائها كشفت عن العشوائية التي يتخبط بها المتحكمون بالتيار والذين اوصلوا اللبنانيين الى العتمة الشاملة. فساعات قليلة من التيار خلال الاربع والعشرين ساعة، لا توازي ولو جزء بسيط من فاتورة تجاوزت ارقامها كل الحدود. فاصبح المواطن يدفع ثمن سلعة لا يحصل عليها. ذلك ان الفواتير ربطت بالدولار المتفلت من كل قيد وهي تحلق معه، بحيث يفكر المواطنون بالتوقف عن الدفع. وهو الحل الوحيد المتوفر لديهم.
السنة الدراسية مهددة جدياً بعد شائعات عن التفكير بانهائها قبل اوانها، خصوصاً وان المدارس الرسمية مضربة عن التعليم منذ اشهر والعودة الجزئية مؤخراً لا تفي بالغرض. وزاد الطين بلة تهديد نقابة معلمي المدارس الخاصة بالاضراب، مطالبة بمعاملة اساتذة هذه المدارس اسوة بزملائهم في المدارس الرسمية لجهة اعطائهم خمسة ليترات بنزين للتنقل بالاضافة الى مطالب اخرى.
اسرار
في خضم ازمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية متلاحقة، ترسم صورة سوداء عن مستقبل البلد، يغادر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى روما لمقابلة البابا فرنسيس. فالحكومة غير مستعجلة للبحث في هذه الاوضاع وايجاد الحلول لها. وهذه الحلول في حال توصلت اليها تأتي ترقيعية، لا تفي بالغرض، وكثيراً ما تنعكس وبالاً على اللبنانيين. انها المسؤولية اللامسؤولة التي تتحكم بالبلد، اما عن قصد واما عن عدم اهلية للحكم.
الاجواء السياسية على حالها وافق الحلول مسدود بالكامل مما يثبت ان المنظومة ماضية في سياستها التدميرية. فحتى الساعة لا دعوة لاي جلسة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية. واذا كان الرئيس بري ينتظر ان يتوافق السياسيون على انجاز الاستحقاق، فانه سينتظر طويلاً، لان الشعار الجديد القديم لهذا المجلس هو المضي في الانقسامات والخلافات وكل طرف يريد الرئيس الذي يخدم مصالحه لا مصلحة البلد.
توقع بعض اللبنانيين ان ينعكس الاتفاق السعودي – الايراني على الوضع الاقليمي ككل ويطاول الوضع في لبنان. وقد غاب عن بالهم ان الخارج يمكن ان يساعد، ولكنه ليس مخولاً لان يحمل الحل، الذي له باب واحد وهو التوافق بين اللبنانيين اولاً، وهذا غير متوفر في المدى المنظور. فالسياسيون عموماً والنواب جزء منهم، لا يزالون يثبتون انهم قاصرون عن القيام بواجبات هي اكبر منهم. لذلك فقد يطول الشغور.