الأسبوع اللبناني

اخبار لبنانية

لقطات

عندما تغيب المسؤولية يصبح كل شيء مباحاً. فقد وصل سعر صرف الدولار الى الخمسين الف ليرة وهو مستمر في الارتفاع، وقد نشطت المافيات المتعددة في كل اتجاه فازدهر التهريب، والتلاعب بالاسعار وجنى البعض الثروات الطائلة على حساب المواطنين المغلوبين على امرهم. فهم متروكون الى قدرهم. فراغ في سدة الرئاسة، وشلل في مجلس الوزراء والمصرف المركزي يتفرج او ربما يساهم في الارتفاع.

احتلت الكهرباء صدارة الاهتمامات بعدما تحولت الى مادة لتبادل الحملات بين اركان المنظومة وكل طرف يلقي المسؤولية على الاخر والحقيقة ان الكل مسؤولون عن العتمة الشاملة التي تلف البلاد، فالتيار لم يعد يطل في بعض مناطق الاشرفية مثلاً سوى مرتين في الاسبوع بمعدل ساعة واحدة كل مرة، والدولة تدفع من جيوب المواطنين غرامات على احتجاز بواخر الفيول قرب الشاطىء تقدر بمئات الاف الدولارات.

يكاد كانون الاول والثاني ينتهيان ولا تزال الصهاريج تغطي الشوارع ناقلة المياه الى المواطنين بعدما فشلت مياه بيروت وجبل لبنان بايصال المياه الى المنازل. هذا نموذج عن ادارات الدولة التي اعتمدت الفشل شعاراً لها. مياه بيروت وجبل لبنان، رفعت التعرفة ثلاثة اضعاف ووعدت يومها لتبرير فعلتها بتأمين المياه بصورة افضل، الا ان العكس كان صحيحاً اذ انقطعت المياه بصورة شبه كلية. والمواطن يدفع الثمن.

اسرار

ملاحقة الناشط وليام نون واهالي ضحايا انفجار المرفأ جريمة العصر هدفها اسكات المنادين بكشف الحقيقة ومنعهم من الوصول اليها. واسوأ ما رافق هذه الحملة الانقسام الذي ظهر داخل القضاء وهو السلطة التي يعول عليها اللبنانيون لانتشالهم مما هم فيه وذلك بفعل تدخل السياسة السافر، وقد فشلت كل الجهود التي بذلها المخلصون في اقرار قانون استقلالية القضاء، الا ان المنظومة تأبى ان تتخلى عن هذه الورقة الثمينة.

يتوقع ان يعقد مجلس الوزراء جلسة له خلال هذا الاسبوع، رغم كل الضغوط التي يبذلها فريق من المنظومة لمنع انعقادها. اما سبب الانعقاد او معارضته لا يمت الى التبريرات التي تقدم من هذا الطرف او ذاك بل انه صراع على السلطة والهيمنة على القرار. فلو ان هذه الحرب الدائرة بين المتصارعين تبذل من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، وبذلك تنتهي كل الاشكالات اما كان افضل واكثر فائدة للبلد؟

مجلس النواب المستقيل من القيام بواجباته، ويرفض انتخاب رئيس للجمهورية، يعود الى الاجتماع هذا الاسبوع، لا لينتخب رئيساً، بل لعرض حلقة جديدة من المسرحية التي بدأ بعرضها منذ حوالي الثلاثة اشهر دون ان تلوح بوادر توحي بانه عازم على اتمام الاستحقاق. انهم جالسون على كراسيهم المريحة، لا ينظرون الى البلد الذي يواصل انهياره السريع نحو الهاوية. فهل ان الشعب انتخبهم لتعطيل مصالحه واغراقه اكثر في الويلات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق