تحقيق

«القلعة… بقلب بعلبك»

في إطار حملتها «القلعة… بقلب بعلبك»، الهادفة إلى ربط مدينة بعلبك بقلعتها التاريخية، نظّمت جمعية «نحن»، جولة سياحية وتوعوية في قلعة مدينة الشمس شارك فيها المئات من داخل المدينة ومن خارجها.

بدعوة من جمعية «نحن»، مئات الأشخاص من أبناء بعلبك ومن باقي المناطق اللبنانية في جولة سياحية في القلعة الرومانية. توزّعوا على مجموعات يتألف كلّ منها من 40 شخصاً يرافقهم دليل سياحي لتعريفهم على عظمة هذا المكان الأثري.
 


جولة، شرح تاريخي وصفيحة بعلبكية
بعض الزائرين، وخصوصاً الأطفال، كانوا يجولون في هذا المعلم الأثري للمرّة الأولى في حياتهم وبعض أبناء المدينة استمعوا لأول مرّة إلى شرح تاريخي عن معالم تاريخية يعيشون بجوارها.
بين الحشد المهتم، جال ناشطو «نحن» وعرّفوا المشاركين على حملتهم وأهدافها ووزعوا الصفيحة البعلبكية على القادمين من باقي المناطق اللبنانية. ساعتين من الزمن قضاها المشاركون داخل القلعة ثم افترقوا. بعضهم عاد إلى حياته الطبيعية وبعضهم الآخر قرّر إكمال جولته السياحية والتعرّف على الجامع الأموي، كنيسة البربارة والسوق.

 


ربط القلعة بمحيطها
تهدف حملة «القلعة… بقلب بعلبك» إلى تنمية مدينة بعلبك من خلال إعادة ربط القلعة الرومانية بمحيطها والعمل على تعزيز علاقة الأهالي بالمهرجانات الدولية. وتطالب «نحن» بتنفيذ مجموعة خطط للوصول إلى الغاية التي تنشدها: إدراج مدينة بعلبك على لائحة المدن السياحية في لبنان، إلغاء رسوم الدخول إلى القلعة لأهالي المدينة والربط بين المدينة والمهرجانات الدولية التي تُنظّم فيها.
بالنسبة الى الخطوة الأخيرة، تدعو الجمعية لبلورة سياسة عامة للمهرجانات تشارك فعاليات المدينة في رسمها. كما تقترح تكثيف المهرجانات والنشاطات التي تستقبلها بعلبك وتنويع موضوعاتها لجذب أبناء المدينة إليها. وتطالب بإنشاء آلية لإشراك الشباب في جميع النشاطات المقامة وبربط هذه النشاطات بحياة المدينة العادية وبتخصيص جزء من الإيرادات لتنمية المدينة.
وكانت جمعية «نحن» قد اجرت دراسات ميدانية والتقت بمجموعة من أبناء بعلبك موزّعين على قطاعات مختلفة واستنتجت انتشار شعور عام بغياب أي ارتباط بينهم، وبشكل خاص الشباب منهم، وبين القلعة الأثرية والمهرجانات الدولية التي تنظم فيها سنوياً، ولمست أن هذا ينعكس سلباً على الواقع التنموي للمدينة.

 


كسر الحواجز
انطلاقاً من هذا الواقع، تعتبر الجمعية أن عملية ربط قلعة بعلبك بالمدينة وبالمحيط سيساهم في تنمية المدينة وازدهارها، ما سيؤثر إيجاباً على عموم أهاليها، وسينشّط العجلة الاقتصادية، وسيوفّر فرص عمل للشباب وسيرتقي بواقعها الثقافي.
«مدينة بعلبك تحتوي على أهم المعابد الرومانية في العالم. رغم ذلك فإنّ وضعها الاقتصادي سيء وهذا غريب»، يقول مدير جمعية «نحن»، محمد أيوب، ويضيف أن «المدينة فيها تنوّع طائفي وأهلها بحاجة إلى اللقاء والحوار فعندما تلتقي الناس بشكل طبيعي، وفي أماكن مخصصة للقاءات العامة، تنكسر الحواجز النفسية بين بعضهم البعض». وبرأي أيوب «يجب الاستفادة من وجود قلعة كقلعة بعلبك لخلق نهضة اقتصادية تنعكس على حياة سكان المدينة ويجب تحويل بعض المساحات العامة، كساحة السراي التي يستخدم جزء منها حالياً كموقف للسيارات، إلى مكان للقاء». لتحقيق هذه الغايات، ينبغي تعاون بلدية المدينة مع لجنة مهرجانات بعلبك وأبناء المدينة. حتى الآن، هناك تجاوب من هذه الأطراف «فالمخطط سينعكس إيجاباً على الجميع والكل سيستفيد»، يقول أيوب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق