آدب

جورج طربيه: الدول بقوانينها والا حكمتها شريعة الغاب

في مدينة صيدا، وبالتحديد في سرايا صيدا الحكومي، عقد «تجمّع البيوتات الثقافية في لبنان» مؤتمره السنوي العام الحادي والعشرين، بضيافة محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر. وفي هذا الاطار، منحت «جائزة جورج طربيه للثقافة والابداع» او دروعه التقديرية الى كوكبة من الأعلام المميزين، لبنانياً وعربياً ودولياً، لكل في مجاله، وبحضور نخبة ثقافية واعلامية، لبنانية وعربية. والجدير بالذكر، انها المرة الثانية، خلال 21 سنة، التي يعقد فيها «تجمّع البيوتات الثقافية في لبنان» مؤتمره السنوي العام، على ارض الجنوب. كانت المرة الاولى في اواخر التسعينيات في مدينة صور، بضيافة مؤسس الامسيات العاملية السيد حسين شرف الدين، وحرمه السيدة رباب الصدر شرف الدين.

ضم المؤتمر ممثلين عما يقارب المئة مؤسسة ثقافية ومدنية، من كل الاطياف والمناطق اللبنانية، وتضمن برنامجه مناقشة ورقة المؤسس ورئيس مجلس الامناء الشاعر البروفسور جورج طربيه الى المؤتمر، ومن وثم، عرض عدد من المقترحات واصدر المجتمعون عدداً من التوصيات.

كلمة المحافظ ورئيس البلدية
في كلمته، تساءل محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر: «كم من تجمعات وهيئات وروابط ثقافية او اجتماعية نشأت فاضمحلت وزالت، ولكن ما يبدو لنا ان «الملتقى الثقافي للحوار اللبناني العالمي» مستمر وثابت وفاعل منذ تأسيسه في منزل البروفسور جورج طربيه في تنورين سنة 1989».
اما رئيس بلدية صيدا محمد السعودي فأكد ان «صيدا ستعود الى ما كانت عليه، لأنها هي أرض وحدة العيش المشترك والتنوع بكل شرائحها ومجتمعها».

 



 

 هؤلاء نالوا الجائزة
كما في كل مؤتمر، منح «الملتقى الثقافي للحوار اللبناني العالمي» و«تجمّع البيوتات الثقافية في لبنان»، جائزة مؤسسهما ورئيسهما البروفسور جورج طربيه عن سنة 2013، الى كل من: مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان – القاضي العلاّمة الشيخ محمد حسن الأمين – رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي – مدير «الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب – رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة البروفسور جورج جبور – رئيس مجلس ادارة الصندوق الوطني للمهجرين سابقاً شادي مسعد – المفتش العام الدكتور جورج غلمية – الاداري الدكتور عماد الأمين – الاديبة الدكتورة سلوى الخليل الأمين – الاعلامية بولا يعقوبيان – المخرج باسم كريستو – الشاعر والصحافي لامع الحر – الشاعر الزجلي طليع حمدان.
كما قُدّمت دروع تقديرية الى مضيف المؤتمر وخطيبه محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي (لنيلهما سابقاً الجائزة المشار اليها اعلاه).
كما قدم طربيه، درعاً الى اتحاد بلديات صيدا – الزهراني، وبدوره تسلّم درع المحافظة والاتحاد.
تلت ذلك، مأدبة تكريمية على شرف المكرمين والمدعوين صدح فيها الشعراء: طليع حمدان – إكرام مكّي – ندى بو حيدر طربيه.


أرزة لبنان
اطلق جورج طربيه جائزته في سنة 1992، يوم لم يكن هناك جائزة سواها في الساحة الثقافية، بعد الحرب في لبنان، سماها «سيف الثقافة» باعتبار ان الوزارة والمؤسسات تسلّم دروعاً وحسب.
حفر على السيف أرزة لبنان، وبعد 20 سنة يصرّح أمين معلوف في اول تصريح عربي بعد دخوله الاكاديمية الفرنسية: «سأحفر على سيف إنتمائي الى الاكاديمية الفرنسية، أرزة لبنان». ما يؤكد توارد الخواطر بين المثقفين والمبدعين.
هذه الجائزة غير مالية. من هنا، لفت المحامي داني السويدي، الى ان «ممّا يرفدها في رأي كثيرين، قيمة اضافية. كما يعزز اهمية صاحبها، مؤسس اكبر تجمّع ثقافي في لبنان».
وتجدر الاشارة، الى ان اكثر من تسعين شخصية مميزة نالت هذه الجائزة، حتى اليوم. كما ان هناك اكثر من مئتي شخصية حازت وسامه او درعه او براءته التقديرية.

 


توصيات المؤتمر
من التوصيات التي اتخذها المؤتمر: دعم الرئيس العماد ميشال سليمان في مواقفه السياسية… ودعم الجيش اللبناني لبسط الأمن على كامل تراب الوطن تمتيناً للوحدة الداخلية ودرءاً لأرزاء البؤر الأمنية المتفجرة وقطعاً لدابر الفلتان والتسيّب والانهيار. والاسراع في تشكيل حكومة مسـؤولة منتجة متجانسة، ترضي الوطن والضمير…
ومن التوصيات ايضاً، وقف التسيّب العلمي والالتزام الصارم بالمعايير الاكاديمية في الترخيص للجامعات والكليات، وضبط الشهادات العلمية والفخرية، حيث ان بعض الشهادات والألقاب يمنح من غير مالكيه لغير مستحقيه. واعادة النظر في تطبيق نظام الـ L.M.D. في الجامعة اللبنانية لانه سيف ذو حدين قد يهدم بسنوات معدودة ما بناه آباء الجامعة على امتداد عقود. والتشدد في تطبيق القوانين فلا يكون مصيرها ما آل اليه القانون 174 القاضي بمنع التدخين في الاماكن المقفلة. فالدول بقوانينها وإلا حكمتها شريعة الغاب.
كما تقرر عقد المؤتمر السنوي العام المقبل، في شهر حزيران (يونيو) في دير مار سركيس وباخوس في بلدة قرطبا، على ان تسبقه خلوة تحضيرية بضيافة عضو مجلس الامناء المهندس بيار الزغدني في مطعم «لوريزون».
وأخيراً، شكر المؤتمر، الرئيس والوزراء المعنيين على دعمهم «التجمّع» في مطالبته بانشاء نصب تذكاري ليوم البيئة الاول في لبنان، في ذكراه الحادية والخمسين، ومتابعة العمل في هذا السبيل تحقيقاً لذلك في يوم البيئة العالمي المقبل.


في ضيافة الرئيس
في اليوم الثاني الختامي للمؤتمر، استقبل الرئيس العماد ميشال سليمان وفداً كبيراً رفيع المستوى قوامه نحو ثمانين شخصية برئاسة البروفسور جورج طربيه (رئيس مجلس أمناء التجمّع) وحضور الاعضاء.
وبهذه المناسبة، ألقى جورج طربيه كلمة باسم الوفد، وممّا قال فيها: «نحن الفئة الاكثر تحرّراً وصفاء وطنياً، جئناك اليوم فخورين بمواقفك حاملين الملف التحضيري لمؤتمرنا الحادي والعشرين الذي عقدناه في سرايا صيدا بدعوة من محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، اصغر المحافظين سنّاً واكثرهم حملاً للأعباء وحلاً للمشكلات، وقدرة على تجاوز المعوقات والمعطلات، وفي رأس مقررات مؤتمرنا المنشورة دعم بيان بعبدا وتوجهات فخامتك».
وختاماً، كلمة رئيس الجمهورية التي أثنى فيها على نشاط «التجمع» وريادته الثقافية، وهنأ المكرّمين بالجائزة فرداً فرداً، وركّز على ما ورد في كلمة طربيه مذكراً بمواقفه السيادية والدستورية.
وتوّج اللقاء المعمّق بتقديم طربيه باسم «التجمّع» وسائر اعضاء الوفد، درعاً يمثل الأرزة تحضنها خريطة لبنان، وهو نحاسي مرصّع بحجارة الستراس والشواروفسكي وقد صممه ونفذه المحامي بالاستئناف الفنان داني سمير السويدي المسؤول عن العلاقات العامة والتواصل الدولي في «الملتقى» و«التجمّع».

اسكندر داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق