دولياترئيسي

رئيس الأركان الأوكراني يقر بـ «تدهور» الوضع على الجبهة مع تحقيق القوات الروسية «نجاحات تكتيكية»

قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأحد، إن القتال اشتد في الشرق، مع تراجع قوات بلاده إلى مواقع جديدة غربي ثلاث بلدات، ما يعكس موقف أوكرانيا المتدهور في المنطقة. وتأمل كييف في أن تتمكن من تحقيق الاستقرار بمجرد استلامها أسلحة أميركية بموجب حزمة مساعدات قيمتها 61 مليار دولار أقرها الكونغرس قبل أيام.

أقر رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأحد، بأن الوضع على الجبهة «تدهور» مع تحقيق القوات الروسية «نجاحات تكتيكية» في مناطق عدة.

ويتبع الجيش الأوكراني الأسلوب الدفاعي منذ فشل هجومه المضاد واسع النطاق في الصيف الماضي، ويواجه تسلم روسيا زمام المبادرة بعد استيلائها على بلدة أفدييفكا في شرق البلاد في شباط (فبراير).

وفيما تسعى إلى حشد جنود جدد أمام شح المساعدات الغربية، اضطرت أوكرانيا إلى التراجع مؤخراً في مناطق عدة، بينما أعلنت موسكو الأحد سيطرتها على قرية جديدة.

وجاء في منشور للجنرال سيرسكي على «فايسبوك»، أن روسيا «تهاجم على طول خط المواجهة، وتحقق نجاحات تكتيكية في بعض المناطق».

وتابع: «في محاولته لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية واختراق خط الجبهة، ركز العدو جهوده في مناطق عدة، ما خلق تفوقاً كبيراً من حيث القوات والقدرات».

وأكد سيرسكي وقوع «معارك عنيفة» على خط الجبهة خلال الأسبوع الماضي، متحدثاً عن وضع «ديناميكي» مع سيطرة أحد الطرفين على بعض المواقع ثم استعادة الطرف الآخر لها، وذلك لمرات عدة خلال يوم واحد.

وأفاد بأن القوات الأوكرانية تتمكن من «تحسين موقعها التكتيكي» في بعض المناطق.

«قتال عنيف»

وقال الجنرال سيرسكي إن كوبيانسك في شمال شرق البلاد هي من بين المناطق التي يشتد فيها القتال، وحقق فيها الروس «نجاحات جزئية، لكن تم إيقافهم».

وفي منطقة كراماتورسك (شرقا)، تشن القوات الروسية هجوماً للسيطرة على بلدة تشاسيف يار. لكن سيرسكي قال إن «الوضع الأكثر تعقيداً» هو في منطقة بوكروفسك وكوراخوف، حيث «يستمر القتال العنيف».

وأقر بأن القوات الأوكرانية انسحبت من بلدات بيرديتشي وسيمينيفكا ونوفوميخايليفكا. كما تحدث عن «وضع متوتر» في جنوب البلاد.

أعلنت روسيا من جانبها، الأحد، أنها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا الواقعة شمال غرب بلدة أفدييفكا في الجبهة الشرقية.

وتقع هذه القرية بالقرب من أوتشريتيني، التي اجتاحتها القوات الروسية بشكل سريع هذا الأسبوع، حيث تسيطر حالياً على معظمها، وفقاً لمراقبين.

استهدف قصف متواصل منطقة أوتشريتيني الواقعة على المرتفعات، وتصاعدت أعمدة من الدخان الرمادي في السماء، على ما أفاد فريق وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي قرية فوزدفيينكا البعيدة 8 كيلومترات باتجاه شمال غرب البلاد، كان ثلاثة مدنيين ينهون تحميل شاحنة صغيرة بالأثاث والمقتنيات.

وقال أحدهم لوكالة الأنباء الفرنسية وهو يهم بالمغادرة: «سنذهب بعيداً من هنا، أخذنا بعض أمتعتنا من هنا ومن قرية أخرى».

وأضاف قبل أن يغادر القرية بسرعة على متن الشاحنة: «ليس لدي وقت للحديث بسبب القصف».

«الروس يتقدمون»

وقال جنود أوكرانيون التقى بهم فريق وكالة الأنباء الفرنسية جانب طريق مشجر في المنطقة، إنهم جاؤوا لحفر خنادق دفاعية بالقرب من أوتشيريتني.

وقال أحدهم، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: «لكن الوضع تغير. قيل لنا ألا نأخذ المجارف، وأن نبقى هنا بانتظار الأوامر. الروس يهاجمون ويتقدمون».

وكان القائد الأعلى للقوات الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، قد أقر في نيسان (أبريل) بأن الوضع على الجبهة الشرقية «تدهور بشكل كبير».

وقال إنه يرى «تكثيفاً كبيراً» للهجوم الروسي منذ آذار (مارس، ما أدى إلى «نجاحات تكتيكية».

وفي هذا السياق، توقع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، الإثنين، أن يتفاقم الوضع قرابة منتصف أيار (مايو) ومطلع حزيران (يونيو)، معتبراً أنها ستكون «فترة عصيبة» بالنسبة الى أوكرانيا.

وتأمل السلطات الأوكرانية في سد عجزها من الأسلحة والذخائر، بفضل مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار وافق عليها الكونغرس الأميركي بعد أشهر من التعليق بسبب الخلافات السياسية في واشنطن.

ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذا الأسبوع، بإرسال كميات كبيرة من العتاد و«بسرعة». وقلل الكرملين، من جانبه، من تأثير ذلك.

في مداخلته المسائية الأحد، قال الرئيس الأوكراني: «ما زلنا بانتظار الإمدادات التي تم التعهد بها لأوكرانيا».

وبعد محادثات أجراها مع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، قال زيلينسكي إنه شدد مجدداً على الضرورة الملحة لتسلم منظومات باتريوت المضادة للصواريخ «بأسرع وقت ممكن».

ولزيادة عدد الجنود، أصدر زيلينسكي في نيسان (أبريل) قانوناً للتعبئة العسكرية مثيراً للجدل، يشدد العقوبة على الفارين من الخدمة العسكرية، ويحفز التجنيد الإلزامي، ويلزم الرجال تحديث بيانات تسجيلهم العسكري لدى السلطات.

كما علقت كييف خدماتها القنصلية في الخارج للرجال في سن القتال، لدفع الأوكرانيين للعودة إلى البلاد.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق