سياسة لبنانيةلبنانيات

بري وميقاتي تسلما المبادرة الفرنسية المعدلة والبحث فيها بعد هدنة غزة

بعد اقل من 24 ساعة على جولة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه على المسؤولين اللبنانيين، زار بعد ظهر امس السفير الفرنسي في لبنان هرفيه ماغرو السرايا الحكومية وسلم الرئيس ميقاتي المبادرة الفرنسية المعدلة. وجرى بحث في نتائج زيارة سيجورنيه. كذلك تولت السفارة الفرنسية تسليم نسخة عن المبادرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري. غير ان البحث في التعديلات التي ادخلت عليها لن يتم قبل وقف اطلاق النار في غزة وفقاً للشرط الذي وضعه حزب الله. وهناك انباء عن احتمال التوصل الى اتفاق لوقف النار لمدة اربعين يوماً يتم خلالها اطلاق الاف الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية مقابل اطلاق الرهائن المحتجزين لدى حماس.

ويوم امس طرأ عطل مفاجىء على الانترنت حال دون نشر تفاصيل الحركة الدبلوماسية الناشطة في عطلة نهاية الاسبوع وقد جاءت التفاصيل على الوجه الاتي:

تشهد المنطقة نشاطاً دبلوماسياً بازراً، هدفه وقف اطلاق النار من غزة الى جنوب لبنان حيث تشتد وتيرة القتال، وبدأت تنذر بتدهور خطير قد يمتد الى المنطقة باسرها. فوزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انتوني بلينكن بدأ جولة تشمل اسرائيل والاردن والمملكة العربية السعودية التي سيزورها ايضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويركز الوزير الاميركي محادثاته في اسرائيل على ضرورة وقف النار، واطلاق سراح الرهائن. ولهذه الغاية هناك مبادرة مصرية تلقى تأييد اطراف متعددة يؤمل ان توصل قريباً الى وقف اطلاق النار.

في هذا الوقت اجرى وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه محادثات في بيروت، شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش. وتركز البحث في المواضيع التي كانت مدار بحث في اللقاء الذي تم في الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، وهو يتعلق بالمبادرة الفرنسية، التي سبق ان قدمها للبنان وقد ادخلت عليها تعديلات. وذكرت الوسائل الاعلامية ان التعديل الذي ادخل على هذه المبادرة تناول الغاء الطلب من حزب الله ازالة المتاريس والتحصنات التي اقامها عند الحدود. اما بقية البنود فبقيت كما هي، وتتعلق بتنفيذ القرار الدولي 1701 وانسحاب المقاتلين عن خطوط التماس ونشر الجيش على طول الحدود بمؤازرة اليونيفيل. كذلك ذكر ان الولايات المتحدة موافقة على التحرك الفرنسي. وقد وصل الى اسرائيل مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين، وتعددت التكهنات بشأن هذه الزيارة، التي قال البعض انها خاصة، فيما قالت مصادر اخرى ان امام هوكستين مهمة صعبة وحتى الساعة لم يصدر اي شيء رسمي حول هذه الزيارة. ولا يعرف ما اذا كان لا يزال في اسرائيل ام عاد الى بلاده.

بدأ سيجورنيه جولته بزيارة الرئيس بري بحضور هيرفيه ماغرو ومديرة افريقيا الشمالية والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية آن غريو، وتناولت المحادثات تطورات الاوضاع، وخصوصاً الوضع في الجنوب، وغادر دون الادلاء بتصريح.

بري اشاد بالدور الفرنسي وجهود الرئيس ماكرون لمنع الحرب على لبنان، واعلن تمسكه بالقرار 1701 بكل مندرجاته. كما عرض للاعتداءات الاسرائيلية وخصوصاً القرى الجنوبية والاضرار التي لحقت بها. واكد بري للوزير الفرنسي انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي الى رفض التصعيد، ووقف القتال وتطبيق القرار الاممي، تمهيداً لدراسته والرد عليه. كذلك اثنى بري على جهود اللجنة الخماسية للتوصل عبر التشاور الى انتخاب رئيس للجمهورية، واثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد،

وكان سيجورنيه قد زار قوات حفظ السلام في الناقورة وقال بعد الزيارة انه سيقدم للمسؤولين اللبنانيين مقترحات بهدف تهدئة التوتر بين حزب الله واسرائيل، ومنع نشوب حرب. واضاف اذا نظرت الى الوضع اليوم واذا لم يكن هناك حرب في غزة يمكننا ان نتحدث عن حرب في جنوب لبنان، بالنظر الى عدد الضربات والتأثير على المنطقة. والتقى سيجورنيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون وحضرت خلال اللقاءات الملفات ذاتها: الوضع في الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية وقضية النازحين. وفي نهاية اللقاءات عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه: ان الازمة طالت كثيراً ونتفادى ان تعصف في لبنان حرب اقليمية. وندعو الاطراف كافة الى ضبط النفس، ونرفض السيناريو الاسوأ وهو الحرب. واشار الى انه لا مصلحة لاحد ان يتوسع الصراع بين حزب الله واسرائيل ويجب ان يطبق القرار 1701 كاملاً.

واضاف ان قوات اليونيفيل تلعب دوراً حاسماً لتفادي السيناريو الاسوأ وعلى كل الاطراف ان تسمح لليونيفيل بالقيام بمهامها كاملة.

واكد ان فرنسا ستستمر بدعم الجيش اللبناني الى جانب شركائنا والعودة للاستقرار تتطلب اعادة انتشاره في الجنوب وشدد على ان لبنان بحاجة الى اصلاحات ونواصل العمل لاخراجه من ازمته. وختم قائلاً بدون رئيس منتخب، لبنان لن يدعى الى طاولة المفاوضات. انها نهاية اسبوع حافلة بالتحركات فهل تثمر وقفاً لاطلاق النار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق