علوم

«طابعة الطريق» تفرش الشوارع بالبلاط

عمليات تعبيد الشوارع او فرشها بـ «الانترلوك» امر ليس هيناً على الاطلاق بل يتطلب مجهوداً وايدياً عاملة كثيرة للقيام بالمهمة وبالتالي هناك بطء بالعمل.

هذا ما دفع احد العلماء الالمان لاختراع آلة كبيرة تعمل على فرش اي شارع ببلاط «الانترلوك» بصورة آلية كما تفرش السجاد بالاعتماد على جاذبية الارض.
اطلق على الآلة العجيبة اسم «تايغر ستون» وهي قادرة على الانتهاء من رصف بلاطات «الانترلوك» في اي شارع مهما كان حيث ترصف البلاطات الواحدة الى جنب الاخرى بشكل مدهش ومن دون تدخل البشر في هذه العملية، ثم تضعها بكل سهولة وهدوء على الشارع وكأنها تفرش بساطاً عليه.
العملية ليس فيها اي غش على الاطلاق ولا حتى سحر، بل ان مخترع الآلة اعتمد على تصميم ذكي يقوم على الاستفادة من نظام جاذبية الأرض.
فالآلة من بنات افكار مهندس الماني رأى ان الطريقة المعتمدة حالياً في رصف الطرق بـ «الانترلوك» شاقة جداً للعمال وتستهلك طاقتهم وحتى صحتهم.

طابعة الطريق
تتطلب عملية تعبيد الشارع ببلاط «الانترلوك» ساعات عدة من العمل، بيد انه بامكان هذه الآلة اتمام المهمة في وقت مختصر جداً حيث ان باستطاعتها رصف 400 متر من البلاط يومياً علاوة على الاقتصاد في التكاليف، لذلك اطلق عليها اسم «طابعة الطريق».
من المشاهد التي اعتدنا على رؤيتها في كل مدينة تلجأ الى هذه النوعية من تعبيد الطرق ان يتولى عمال المهمة عقب تسوية الارض والرمال او الخرسانة، ويشرعوا بعدها في الانكباب على العمل بالانحناء من منتصف الجسم او الجلوس على الركبة ووضع البلاط بكل عناية الواحدة الى جنب الاخرى. وهناك عمال آخرون يتولون مهمة تزويدهم بالبلاط كي تظل العملية مستمرة لانها طويلة.
وهكذا يتحول هذا العمل وهذه الطريقة لانجازه الى مهمة شاقة وبطيئة تبعث ربما على الملل وتجلب مشاكل صحية ونفسية للعمال نظراً لاضطرارهم الى الاتكاء على الركبة لفترة ليست بالقصيرة.
نجحت هذه الآلة الى حد كبير في تحقيق مزايا عدة لصالح أي جهة ترغب في تعبيد الشارع بالبلاط من دون جهد كبير او تكاليف باهظة او ساعات طوال من العمل.
والميزة الاضافية في هذه الآلة انها قادرة على فرش الشوارع العريضة ايضاً، اذ يمكن تعديل العرض المطلوب بحسب عرض الشارع والى حد ستة امتار.
ويتولى حوالي ثلاثة عمال وضع البلاط في حجرة خاصة في اعلاها ثم ترتيبه بالشكل الذي يريدونه في الآلة التي تتولى بعدها انزاله معتمدة على جاذبية الارض وتفرشه كما نفرش السجاد بكل هدوء وبساطة وحتى دقة.

مجسات زحف
والآلة مجهزة بمجسات زحف في كل جانب منها تعمل بشكل آلي ايضاً لتستدل على حافة الطريق او اي دليل نضعه كي لا تخرج منه.
وعدا هذه المجسات فان الآلة بسيطة جداً وليس فيها اجزاء متحركة او قابلة للفصل وتشغيلها سهل جداً ولا تحتاج الى صيانة كبيرة.
وهناك ايضاً سقف على الآلة يمكن فصله بحسب الحاجة لحماية العمال من اشعة الشمس الحارقة او الامطار. وتعمل الآلة بالطاقة الكهربائية ولا تسبب اي ضجيج.
ومع عاملين فقط بامكانها تعبيد اكثر من 300 متر مربع من الطرق يومياً بينما لا يتمكن فريق من العمال التقليديين تعبيد سوى 75 أو 100 متر مربع يومياً وهم منكبون على الركبة والايدي.
وتتوفر هذه الآلة المثيرة بثلاثة انواع بحسب العرض المطلوب، اربعة او خمسة او ستة امتار.

طنوس داغر
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق