تحقيق

نهاد داموس: فرح الخدمة وحب الناس اساس النجاح

من المدرسة الفندقية في الدكوانة الى «هوريكا»، مسيرة طويلة عمرها ستون عاماً مشاها نهاد داموس ولا يزال بكثير من الحب والشغف، مقرونين بالعلم والبراعة والمهنية بأعلى مستوياتها. هو مؤسس التعليم الفندقي في لبنان والدول العربية، وهو الرجل الذي اصبح لعقود خلت الرقم الاصعب والاول في مجال ادارة الفنادق والضيافة، والخبير الاكثر شهرة وطلباً من كل البلدان المجاورة. في التاسع من شهر نيسان (ابريل) الفائت، وفي الذكرى العشرين لاطلاق ملتقاه الشهير «هوريكا»، منحه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسام الارز الوطني من رتبة فارس، حينها تحدث وزير السياحة فادي عبود واصفاً مسيرة نهاد داموس بـ «رسالة ابداع وتفوق وضعت لبنان في مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم الفندقي والضيافة»، واعتبره «ركناً وشريكاً اساسياً في تطوير الخدمات السياحية في لبنان». ذاك الرجل «الهادىء الذي كان ولا يزال حريصاً على ان يكون لبنان رائداً في علم الضيافة والفنادق» يروي مسيرته الطويلة بكثير من الحب، بكثير من الفرح، وكأنه ما زال في اولها.

ما الذي دفعك الى اختيار هذه المهنة؟
كان ذلك في العام 1951، اي منذ حوالي ستين عاماً، فكرت ان القطاع الفندقي سيشهد مستقبلاً زاهراً. وبناء على ذلك انطلقت نحو التخصص في المجال الفندقي في الولايات المتحدة وسويسرا.

من الفندقية الى «هوريكا»
حدثنا عن مسيرتك وانجازاتك؟
بعد ان انهيت دراستي في الولايات المتحدة وفي المانيا، طلبت مني وزارة التربية في لبنان ادارة المدرسة الفندقية، وهذا ما فعلته منذ العام 1957 ولغاية العام 1995. المدرسة الفندقية كانت تضم فندقاً ومطعماً تطبيقياً مفتوحين امام المواطنين، كما عينت مستشاراً مكلفاً بانشاء مدارس فندقية في بلدان عربية، استغرق الامر مني حتى العام 1995 لأتخذ قرار تقديم استقالتي من المدرسة الفندقية في الدكوانة لسبب بسيط وهو ان المسؤولين كان هاجسهم السياسة اولاً على حساب التنشئة اللازمة للتلامذة. وبتعبير آخر، ارادوا ادخال تلامذة الى المدرسة الفندقية كانوا بالنسبة الي غير مؤهلين لهذا الاختصاص. وقناعتي الشخصية ان اي شخص لا يملك المزاج او الشغف اللازمين للعمل في القطاع الفندقي ليس عليه ان  يضيع وقته او اوقات المسؤولين في التخصص بلا جدوى. اذاً قدمت استقالتي واسست لاحقاً شركة الخدمات الفندقية «هوسبيتاليتي سيرفيسز» وهي واحدة من اوائل المؤسسات في العالم العربي المتخصصة في تنظيم المعارض المعنية بخدمات الضيافة. وفي هذا الاطار اطلقنا معرض «هوريكا» (فنادق، مطاعم ومقاهٍ) المخصص للمهنيين في هذا المجال في لبنان، الكويت، السعودية والاردن. ومعارض اخرى اخذنا  ننظمها تباعاً وبشكل منتظم، نذكر منها مهرجان الغذاء ومهرجان الربيع (غاردن شو) السنوي، كما اطلقنا ثلاث مجلات متخصصة: «هوسبيتاليتي نيوز ماغازين» الموجهة لاصحاب الفنادق والمطاعم، ومجلة «تايست اند فلايفور» ومجلة «ترافلر» التي تهتم بالسياحة اللبنانية وتساعد اللبنانيين كما الاجانب للتعرف على المواقع السياحية في لبنان. وتجدر الاشارة ايضاً الى معرض فن الطبخ الذي يجمع جميع الطهاة والمختصين في صناعة الحلوى في لبنان، حيث سيكون لهم الحظ مرة واحدة في السنة للاشتراك في مباراة تتمحور حول 15 موضوعاً مختلفاً. اهمية هذه المباراة انها تحفز اصحاب الفنادق والمطاعم لاجل رفع مستوى العاملين في مؤسساتهم نحو الافضل بهدف المشاركة ورفع حظوظ نجاحهم في هذه المباراة.

شغف الخدمة اولاً
ما هي المؤهلات اللازمة لادارة فندق؟
التمتع بشغف خدمة الناس. هو المبدأ الاول ودونه صاحب الفندق لن يكون ابداً مؤهلاً للنجاح حتى ولو حاز على ارقى الشهادات. وطبعاً الى ذاك الشغف تضاف حتماً الخبرات اللازمة في ادارة هذه المهنة.
ما هي حسنات وسيئات هذه المهنة؟
حسناتها متعددة، اولها واساسها فرح الخدمة وحب لقاء الناس. اما بالنسبة الى سيئاتها، فأشير اولاً وبشكل خاص الى العمل يوم الاحد وايام الفرص وغالباً على مدى ساعات طويلة. مع الاشارة الى انه بالنسبة الى الذين يعملون في هذا القطاع بحب وشغف ليس هناك اي مشكلة في العمل ايام الاحاد او الفرص.
ما هي افضل وسائل التسويق (ماركيتينغ) التي يمكن لاصحاب الفنادق اتباعها؟
افضل الوسائل لاجل افضل تسويق هي التواصل المباشر ورؤية الناس. فالتواصل معهم امر اساسي وجوهري في هكذا مهنة.
نجد ان القطاع الفندقي مرتبط بشكل مباشر بالقطاع السياحي، هل تتعاون مع وزارة السياحة حول مشاكل مشتركة؟
في الحقيقة نحن نعمل بشكل فردي، وتقوم الوزارة بتشجيعنا في نشاطات مختلفة ننظمها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق