سياسة لبنانيةلبنانيات

نفذت ايران تهديدها وشنت هجوماً كبيراً على اسرائيل وشمل التصعيد الجبهة اللبنانية

نفذت ايران تهديدها وردت على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت القنصلية الايرانية في دمشق قبل نحو عشرة ايام، فاطلقت اكثر من ثلاثماية طائرة مسيرة وصاروخ باليستي وارض ارض، واستمر الرد لاكثر من خمس ساعات، اقفلت خلاله اجواء المنطقة كلها بوجه الطيران المدني وتوقفت مطارات العراق والاردن وسوريا ولبنان واسرائيل وايران عن العمل لساعات. وفيما قالت اسرائيل ان اضرار هذا الرد كانت خفيفة، اكدت ايران ان نصف ما اطلقته، حقق اهدافه واصاب مراكز عسكرية معادية اوقع فيها اضراراً جسيمة.

هذ الحدث الاقليمي الخطير والذي يهدد بحرب اقليمية وربما دولية، طغى على ما عداه من احداث، ان على صعيد المنطقة ككل، وان على الصعيد المحلي اللبناني. رغم ان جبهة الحدود الجنوبية كانت مشتعلة طوال فترة الليل، وحتى صباح الاحد حيث طاولت الغارات المعادية منطقة النبي شيت في البقاع. كما شمل القصف الاسرائيلي العنيف عدداً من البلدات الجنوبية واوقع بعض الاصابات وادى الى تدمير عدد من المنازل. وشهدت اجواء الجنوب اللبناني حركة طيران حربي معادٍ كثيف، وتحليقاً للطائرات المسيرة دون توقف، بالاضافة الى انفجار صواريخ اعتراضية في الاجواء. وسجل ايضاً انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون، ونجاة العناصر باعجوبة. وقد تسبب الصاروخ باضرار مادية جسيمة في المكان والمنازل المجاورة. وردت المقاومة بعشرات الصواريخ التي استهدفت قواعد اسرائيلية في الجولان والجليل.

وماذا بعد؟ اسرائيل اعلنت انها سترد على الهجوم الايراني رغم طلب اميركي بعدم الرد، والاكتفاء بهذا القدر من التوتر والتدمير. الا ان نتانياهو، وكما بات معروفاً، فقد اقفل اذنيه وادار ظهره للولايات المتحدة التي لولاها ولولا دعمها لما بقيت اسرائيل. فهل يخالف كل هذه الدعوات ويمضي في مخططه الجنوني، خدمة لمصالحه الخاصة؟ ان المنطقة كلها هي رهن هذه الاجواء المتوترة بانتظار ما سيستجد، واذا كانت اسرائيل سترد كما هدد بعض مسؤوليها.

التحرك السياسي الرسمي في لبنان لمواجهة هذا الوضع الخطير والمقلق بقي دون المستوى المطلوب، وهذا ما عودتنا عليه المنظومة المتحكمة بالبلد. فقد اصدر الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية مذكرة اعلن فيها ان مجلس الوزراء يعقد جلسة طارئة عند التاسعة والنصف من صباح اليوم الاثنين في السرايا، للبحث في التطورات الراهنة على الساحة الداخلية. ووفق رئاسة مجلس الوزراء فان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، يوجه الدعوة ويضعها بتصرف الوزراء للمشاركة في هذه الجلسة، تلبية لنداء الواجب الوطني، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد. والسؤال ماذا يمكن هذه الحكومة ان تفعل، بعدما اعلن رئيسها ان الحكومة لا تتحمل مسؤولية ما يجري على الحدود الجنوبية وبذلك فهي تتخلى عن كل واجباتها.

والاجواء الامنية الداخلية لا تقل اهمية عن الاجواء الحربية، بعد اغتيال باسكال سليمان منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل، هذه الجريمة التي فتحت ملف النزوح السوري على مصراعيه وتعالت الاصوات مطالبة بعودة النازحين الى المناطق الامنة في بلادهم. وبدا ان هناك ارادة وتصميماً اكيداً على العمل من اجل اقفال هذا الملف، الذي يشكل خطراً وجودياً كبيراً وجدياً على لبنان وشعبه.

سياسياً من المتوقع ان تستأنف اللجنة الخماسية تحركها في محاولة لحمل المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية. ومن المتوقع ان يستأنف سفراء الدول الخمس اعضاء اللجنة زياراتهم الى رؤساء الكتل النيابية، وستكون الزيارة الاولى الى كتلة الوفاء للمقاومة. وستغيب عن الاجتماع السفيرة الاميركية ليزا جونسون. ويبقى موقف السفير السعودي وليد بخاري غير معروف. وعلى ما يبدو فان لا تقدم في هذا الملف قبل انتهاء حرب غزة التي طال امدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق