سياسة لبنانيةلبنانيات

تصعيد غير مسبوق في الجنوب يؤشر الى توسيع الحرب وتحرك ناشط لسفراء الخماسية

ميقاتي في باريس بدعوة من ماكرون لبحث الملفات اللبنانية الساخنة وخصوصاً الجنوب

تحولت الانظار امس الى الجنوب اللبناني بعد يوم تميز بسخونة ملحوظة تجاوزت كل قواعد الاشتباكات. فشنت الطائرات المعادية غارات مكثفة على عدد من البلدات الجنوبية ووصلت الى عمق البقاع، وكانت قد اعتمدت اسلوب الاغتيالات فسقط عناصر من المقاومة واطلقت بعد الظهر مسيرة معادية استهدفت بثلاثة صواريخ مبنى يضم كاراجات ضمن حي سكني في ايعات المجاورة لمدينة بعلبك. وكانت قد شنت غارات عدة على الناقورة، استهدفت منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد، وتم تدميره بالكامل. وتبع ذلك غارات على يارين وطير حرفا وترافقت هذه الغارات مع قصف مدفعي عنيف وثقيل موقعاً المزيد من الخراب والتدمير.

ورداً على هذه الاعتداءات اطلق حزب الله مسيرة وعدداً من الصواريخ على عرب العرامشة، واوقع عدداً من الاصابات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش الاسرائيلي واعترف جيش العدو باصابة 14 جندياً. كذلك استهدف الحزب ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة بصواريخ فلق، كما هاجم التجهيزات التجسسية في موقع الرمتا في تلال كفرشوبا واوقع فيها اصابات مباشرة. واصابت صواريخ الحزب عدداً من المراكز العسكرية في المنطقة المواجهة للحدود اللبنانية. واستمرت الغارات التصعيدية من قبل العدو طوال الليل. فهل ان هذا التصعيد يؤشر الى حرب شاملة تمتد الى بقية الجبهات، وهل ترد اسرائيل على ايران من خلال الجبهة اللبنانية؟

التصعيد العسكري ترافق مع تحرك لسفراء الدول الخمس اعضاء اللجنة الخماسية. فبعد جولة امس الاول على عدد من الكتل، زاروا امس بنشعي حيث التقوا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وغاب عن الاجتماع السفير السعودي وليد بخاري لدواع صحية. وحضر الى جانب فرنجية نجله النائب طوني والوزير السابق روني عريجي، اثر ذلك تحدث السفير المصري علاء موسى باسم اللجنة مؤكداً انه تم تبادل الافكار وان اللقاء شكل فرصة جيدة للحوار والنقاش والتداول، والاضاءة على مواضيع مهمة. وقال ان اللقاء وفر فرصة للتداول في امور كثيرة تتعلق بحالة الانسداد السياسي، خصوصاً في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية.

واضاف تبادلنا الافكار وكانت فرصة جيدة للحوار والنقاش والتداول في مواضيع مهمة يمكن من خلالها احداث انفراجة قريبة في هذا الملف الشائك والمعقد. وقال التقينا فرنجية ليس بصفته المرشح للرئاسة انما بصفته السياسية وهذا الشيء الاهم. وختم قائلاً ان اللجنة الخماسية لا تتحدث حول اسماء المرشحين. وفرنجية لا زال مرشحاً.

وزار السفراء كتلة الاعتدال الوطني ادلى بعدها النائب وليد البعريني بتصريح قال فيه ان التكتل يعمل بالتنسيق مع الخماسية لتوحيد وجهات النظر، بغية الوصول الى تذليل العقبات لانجاح مبادرة الاعتدال التي تبنتها اللجنة الخماسية.

وزار السفراء بكفيا حيث التقوا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بحضور النائبين الياس حنكش وسليم الصايغ والبروفسور الان الحكيم وبعض المسؤولين في الكتائب، اكد الجميل ان سفراء الخماسية يبذلون جهداً من اجل تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا نؤكد ان التسهيلات جميعها تبقى حبراً على ورق ان لم يكن هناك التزام علني بالتخلي عن سليمان فرنجية، مشدداً على «اننا منفتحون على الاسماء، ونريد رئيساً باسرع وقت ممكن. لكن الامر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لحزب الله. واشار الى ان الاجتماع كان مطولاً ومعمقاً، تمت في خلاله مناقشة كل وجهات النظر، وحاولنا توضيح وجهة نظر الكتائب عن المرحلة التي نمر بها وعن اشكالية الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقال ان السفراء حريصون على لبنان ويحاولون ايجاد حلول من دون سياسة الفرض. وهناك نوع من وساطة ومحاولة ايجاد توافق بين الافرقاء للخروج بحل للمشكلة الرئاسية.

وتابع الجميل: هناك طريقتان للانتهاء من الشغور. الاولى تطبيق الدستور وعقد جلسة انتخاب رئاسية، بدورات متتالية، وصولاً الى نيل احد المرشحين النصف زائداَ واحداً. وهذا ما يقوله الدستور والتجارب العالمية التي تعتمد نظامنا الانتخابي. اما الطريقة الثانية فهي التوافق بحوار خارج المجلس او داخله على مرشح مقبول، وعلى مسافة واحدة من الجميع ويحظى باحترام الكل وعندها يذهب النواب الى المجلس ويترجمون الاتفاق بالتصويت. والمشكلة التي نواجهها ان حزب الله يعطل الطريقتين.

وقال السفير المصري توافقنا على الاجتماع مرة اخرى، لان هناك بعض الاستفسارات التي تحتاج الى اضافات، ولمسنا ان هناك ارضية مشتركة مساحتها تزداد يوماً بعد يوم… وعلينا تقريب المسافات لزيادة مساحة الثقة، وتستكمل الجولة اليوم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وستغيب عن الاجتماع السفيرة الاميركية ليزا جونسون بسبب العقوبات الاميركية المفروضة على باسيل.

على صعيد اخر يغادر اليوم الى باريس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيستقبله غداً في قصر الاليزيه لبحث عدد من الملفات اللبنانية وابرزها الوضع في الجنوب اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية، وقضية النازحين السوريين، وملف النفط بعد توقف التنقيب بسبب الحرب الدائرة في الجنوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق