سياسة لبنانيةلبنانيات

الحرب تسابق وساطة هوكستين فهل ينجح في وأدها ام يعود الى بلاده حاملاً الفشل؟

هل تنجح زيارة مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكستين هذه المرة، فتؤدي الى وقف لاطلاق النار على الحدود الجنوبية اللبنانية وتنفيذ القرار الدولي 1701، ام انها تكون كغيرها من الوساطات، وابرزها الفرنسية. فتضيع وسط الاصرار على المضي في القتال؟ فكما ان اراء اللبنانيين منقسمة حول هذه الزيارة، كذلك هي المؤشرات حول تنقل الوسيط الاميركي بين لبنان واسرائيل. فهناك الايجابيات وهناك السلبيات فلمن تكون الغلبة؟
هل ان زيارة قائد قوات اليونيفيل اللواء لازارو الى السرايا، ولقاءه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لها علاقة بتحرك هوكستين، خصوصاً وان المحادثات تناولت الوضع في الجنوب اللبناني ونشر الجيش بمعاونة اليونيفيل على الحدود؟ وهل جرى بحث تطبيق القرار 1701؟ ثم هل ان تنقل هوكستين بين لبنان واسرائيل يوحي بتحقيق تقدم، ام انه جهد ضائع؟ وهل يمكن وضع ذلك في خانة الايجابيات؟ ولكن ما معنى استمرار الحرب وتصعيد الغارات الجوية واتساع رقعتها وتكثيف القصف المدفعي والصاروخي؟ انها مؤشرات لا يمكن استخلاص الحقيقة من خلالها، بانتظار ما سيتكشف في الايام المقبلة، خصوصاً وان الرئيس ميقاتي قال انه والرئيس بري ينتظران اجوبة على اسئلة طرحاها على الموفد الاميركي، فهل يعود مجدداً الى لبنان؟ وهل ان الضغوط التي تمارس للاتفاق على هدنة في غزة تستمر ستة اسابيع، ستنحسب على الوضع في الجنوب اللبناني؟
اسئلة كثيرة تترك اللبنانيين في ضياع بانتظار ما سيصدر عن هوكستين الذي وجه اسئلة مكتوبة الى المسؤولين الاسرائيليين وهو ينتظر الاجوبة عليها. فان كانت ايجابية عاد الى بيروت، والا فانه سيكتفي بالاتصال هاتفياً بالرئيسين بري وميقاتي ويعود الى بلاده. لقد سبق له ان قال انه يعمل على حل يرسخ الاستقرار لفترة طويلة، وهذا متوفر من خلال تنفيذ القرار 1701 كاملاً، ويقضي بجعل منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح، على ان ينتشر الجيش اللبناني واليونيفيل على طول الخط الازرق وفي المنطقة المنزوعة السلاح.
الموقف الاسرائيلي لا يوحي بالايجابية وتصريحات المسؤولين في الدولة العبرية لا تزال تحمل التهديد والوعيد، وهذا مؤشر لا يدعو الى الاطمئنان، خصوصاً وانه يترافق مع التصعيد العسكري.
ورغم كل هذه السلبيات الصادرة عن العدو، هناك حديث عن زيادة عدد عناصر الجيش اللبناني واعداده لتسلم مهمات جديدة على الحدود. فهل تتجه الامور نحو الحرب، ام يتغلب السلام فيعود النازحون الجنوبيون الى قراهم ومنازلهم؟
في هذا الاطار شارك وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في الاجتماع الوزراي لمجلس الجامعة العربية، والقى كلمة اكد فيها دعم لبنان الدائم للشعب الفلسطيني. وجدد تأكيده رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين، وقال: اننا مجتمعون اليوم على وقع التهديدات الاسرائيلية باستمرار هذه الحرب العبثية على لبنان، من دون افق سياسي واضح، او رؤية لاستقرار مستدام. ومنذ اكتوبر الماضي تستخدم اسرائيل قنابل الفوسفور الابيض المحرمة دولياً ضد مناطق مأهولة في جنوب لبنان، بالاضافة الى استهدافها المدنيين والاطفال والمسنين والمراسلين الصحافيين ومراكز الجيش اللبناني، في اعتداءات متكررة، سقط خلالها عدد منهم بين شهيد وجريح. وفيما تستمر التهديدات لكبار المسؤولين الاسرائيليين باعادة لبنان الى العصر الحجري، يبقى جوابنا بان لبنان لا يريد الحرب ولم يسع اليه يوماً.
واضاف يقول اننا نرى بقعة امل لتحقيق استقرارها وهدوء مستدام على حدودنا الجنوبية، وهذا عبر تطبيق شامل وكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 وذلك ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة وفقاً لما يأتي:
1- اظهار الحدود الدولية الجنوبية المرسمة في العام 1923 بين لبنان وفلسطين.
2- وقف نهائي للخروقات الاسرائيلية براً وبحراً وجواً لسيادة لبنان.
3- دعم الامم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة لبنان في بسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية، من خلال تقوية الجيش وانتشاره جنوب نهر الليطاني، وتوفير ما يحتاج اليه من عديد وعتاد ودعم مادي.
4- دعم عودة اللبنانيين الذين نزحوا من بلداتهم وقراهم الجنوبية.
وتحدث بوحبيب عما يعانيه لبنان من وجود النازحين السوريين على ارضه، وطالب المجتمع الدولي بوضع خريطة طريق تؤمن عودة كريمة وآمنة للنازحين الى بلادهم.
ان لبنان يعاني من ازمات كثيرة وكبيرة وهذا يتطلب قبل اي شيء انتخاب رئيس للجمهورية لتستقيم الامور، وتعود المؤسسات تعمل، ويتم تشكيل حكومة فاعلة تلتفت الى وضع اللبنانيين الذين دمرتهم الحروب وسوء الادارة، فغرقوا في اعباء ضرائبية ومعيشية لا حصر لها دون ان تكون هناك ادارة تلتفت اليهم. لقد سرقت اموالهم وهي تعب السنين الطويلة وجاءت السلطة ساعية لتحميلهم الخسائر انها جريمة تضاف الى جريمة. ولا تكتفي هذه السلطة بكل هذه الفظائع بل انها امطرت اللبنانيين بسلة ضرائب اصغرها ازداد عشرات الاضعاف واصبح اللبناني غير قادر على الايفاء بها. فسلام على هكذا سلطة وعلى هكذا اشخاص يدعون انهم مسؤولون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق