سياسة لبنانيةلبنانيات

الحملات الانتخابية تعمق الانقسامات الداخلية وتصل الى حد التجريح

التشكيلات الدبلوماسية وازمة القضاء والجامعة اللبنانية وغيرها تتفاقم والمسؤولية غائبة

تشهد الساحة المحلية حملات سياسية تتبادلها الاطراف ضد بعضها البعض، ووصل الى حد ينذر بالمزيد من التوتر والانقسامات التي تنعكس على الوضع العام، وسط تناحر حول الانتخابات التي تشتد حماوة يوماً بعد يوم. وامس وصل المتنافسون في حملاتهم الى التجريح واستخدام عبارات لا تليق بهم. فبعد شهر تجرى الانتخابات، وكما هو ظاهر ومتوقع فانها لن تحقق التغيير الكبير. ويبقى كل طرف محافظاً على موقعه. فلماذا كل هذا الاقتتال الذي لا فائدة منه؟
ويعقد مجلس الوزراء جلسة غداً على جدول اعمالها نحو 29 بنداً. ولكن امام الحكومة ملفات ساخنة تتطلب المعالجة السريعة، فيما المسؤولية غائبة. فهناك مثلاً التشكيلات الدبلوماسية، وقد علق السفراء اضرابهم على امل الوصول الى حل للخلافات التي تعصف بالمسؤولين، والتي تمنع اقرار هذه التشكيلات. وقالت مصادر سياسية ان تحرك السفراء في هذا الوقت بالذات، مع ان التعيينات مجمدة منذ خمس سنوات، له علاقة بالانتخابات النيابية وبعرقلتها وبصورة خاصة انتخاب المغتربين. وهناك مشكلة تسوية اوضاع القضاء، وقد اعلن القضاة انهم لا يريدون الاشراف على الانتخابات وانهم سيبقون بعيدين عن هذا الملف. واذا استمروا على موقفهم فان الانتخابات ستتعطل. وهناك ملف الجامعة اللبنانية المعطلة والتي اعلن المتعاقدون معها الاضراب منذ اكثر من شهر، بحيث ان العام الدراسي يكاد يضيع على الطلاب، الذين حالت ظروفهم دون الهجرة والبحث عن العلم في دول العالم. الى الكثير من الملفات التي تتراكم يوماً بعد يوم، وتسد سبل العيش بوجه المواطن، فيما المنظومة تدير ظهرها لكل هذه المشاكل وتسعى الى تحقيق مصالحها بعيداً عن اي معالجات.
في هذا الوقت يتابع السفير السعودي وليد بخاري تحركه لاعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج، فزار امس الرئيس تمام سلام واستقبل وزير الداخلية واركان الوزارة الامنيين ووزراء الداخلية السابقين. ويقوم اليوم بجولة على المسؤولين، فيزور بعبدا ويجتمع الى الرئيس ميشال عون. ثم ينتقل الى عين التينة للقاء الرئيس بري، ومنها الى السراي الحكومي حيث يجتمع الى الرئيس نجيب ميقاتي. ويأتي تحرك السفير البخاري في اطار ازالة الشوائب التي اعترضت العلاقات اللبنانية – الخليجية وكذلك تنفيذاً للاتفاق السعودي – الفرنسي الذي يقضي بمساعدة لبنان على النهوض من الازمة الاقتصادية الخانقة التي يتخبط بها. وبصورة خاصة مد يد العون للشعب اللبناني، الذي وصل الى الفقر والبؤس جراء سياسة منظومة اهتمت بمصالحها وحصصها، وادارت ظهرها له. وقد قال عنها البنك الدولي انها في حالة انكار.
كذلك تحرك السفير الكويتي عبد العال القناعي. فزار دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وقدم له التهاني بحلول شهر رمضان المبارك واكد محبة الكويتيين للشعب اللبناني ووقوف دولة الكويت الى جانب لبنان في محنته. متمنياً ان يئم السلام والاستقرار في ربوعه. وحمّل المفتي السفير القناعي شكره العميق الى دولة الكويت اميراً وحكومة وشعباً على اهتمامهم ووقوفهم الى جانب الشعب اللبناني. واكد على الدور الريادي الذي تقوم به الكويت في لبنان والمنطقة العربية.
هذه لمحة سريعة عن الصورة الضبابية في لبنان وسط استمرار الازمات التي تعصف بحياة الناس الواحدة بعد الاخرى. من المحروقات الى الغلاء الفاحش الى الرغيف الذي اختفى من الاسواق امس وتردد ان الحكومة عازمة على رفع الدعم عن القمح، بحيث يرتفع سعر ربطة الخبز الى اكثر من ثلاثين الف ليرة. كل ذلك يحصل والحكومة قدمت الى المجلس النيابي خطة الكابيتال كونترول التي تردد انها تبرىء المنظومة من اي مسؤولية وكذلك مصرف لبنان والمصارف وتحمل المواطنين عموماً والمودعين بصورة خاصة معظم الخسائر ان لم يكن كلها في اكبر جريمة ترتكب بحق الشعب ولنا عودة الى هذا الموضوع غداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق