سياسة لبنانيةلبنانيات

من هو الزعيم البطل الذي يستطيع جمع كلمة اللبنانيين حول لبنان؟

مشاكل البلد من اهل بيته والمنظومة تعمق الخلاف مع دول الخليج

يعود اليوم الى بيروت الرئيس نجيب ميقاتي بعد حضوره مؤتمر غلاسكو للمناخ، وفي جعبته تأييد اميركي ببقاء الحكومة، وتحذير من استقالتها، لان الفراغ يعمم الفوضى القاتلة. وكان ميقاتي يتوقع من وزير خارجيته ان يهدىء الاجواء ويمهد الطريق لطرح الحلول، فاذا بالوزير يشعلها بدل ان يطفئها، ويدلي بتصريحات فيها الكثير من الاستفزاز والتحدي، محملاً السعودية الاسباب وطالباً منها ثمن منع التهجم عليها. فكيف يستطيع الرئيس ميقاتي بعد ذلك اصلاح الامور والاعتماد على الوساطات. وهي اصلاً غير موجودة باستثناء وساطة امير قطر.
يوماً بعد يوم يتبين ان هذه المنظومة اذا بقيت مسيطرة على البلد فستخرجه اكثر واكثر، بحيث لا يعود بامكانه ان ينهض. فالوزراء المسيسون في هذه الحكومة ليسوا على قدر المسؤولية، وهم يمثلون الطبقة السياسية التي اختارتهم ولا يمثلون لا الدولة ولا اللبنانيين. ومن هنا نفاجأ في كل يوم بتصريحات تخدم مصالح الطبقة السياسية وتسيء الى البلد واهله. ولذلك فان المنظومة تلقي بثقلها لعدم اجراء الانتخابات لانها تعلم مسبقاً كيف ستكون النتائج. لقد قلنا بالامس ان تضامن اللبنانيين وتوحيد كلمتهم هما اهم سلاح ينقذ لبنان مما يتخبط فيه. ولكن اين هي الجهة القادرة على جمع الفئات كلها حول المصلحة العامة، في ظل تعدد الولاءات؟ اين هو الزعيم البطل الذي يستطيع ان يحمل اللبنانيين كل اللبنانيين على اعتماد سياسة لبنان اولاً؟ ان هذا الامر هو من المستحيلات، في ظل الانقسامات الحادة والارتباطات الخارجية، وبالتالي فان الازمة اللبنانية لن تشهد الحلول، وان الامور سائرة نحو التأزم اكثر فاكثر. فالرئيس ميقاتي سبق له واعترف بانه لا يستطيع ان يسيطر على شرائح المجتمع اللبناني، فكيف اذاً يمكنه ان يحكم؟
نعود الى الاتصالات التي اجراها في غلاسكو وقد شملت عدداً من كبار الشخصيات العالمية امثال امير قطر تميم بن حمد والرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ووزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن، الذي اكد للرئيس ميقاتي وقوف الادارة الاميركية الى جانب الحكومة اللبنانية في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، واجراء الاصلاحات بسرعة والانتخابات التشريعية في موعدها. كما اكد دعم الجيش والتربية والصحة والبيئة. وغرد قائلاً ان الاجتماع مع ميقاتي كان مثمراً. ونقلت اليه العاطفة الخاصة التي يكنها الرئيس بايدن للبنان. ان العالم يبدو احرص علينا من هذه المنظومة التي تعمل تخريباً وتدميراً. فهل تتمكن الانتخابات من وضع حد لهذه المهزلة، ام ان الشعب سيبقى سائراً وراء زعمائه، وهم اساس مشاكل لبنان؟
بعد كل هذا وبعد كلام وزير الخارجية وتمسك جورج قرداحي بعدم الاستقالة كيف سيتمكن الرئيس ميقاتي من حل مشكلة العلاقات مع دول الخليج؟ وفي حال بقيت جميع الطرق مقفلة فان الازمة مرشحة لمزيد من التفاعل والتأزم، فهل تسلم القضية لابو حبيب وقرداحي لحلها؟
ثم هل ان لبنان الذي يعاني من ازمات لم يشهد مثلها في تاريخه، قادراً على تحمل نتائج هذا الخلاف، خصوصاً وان العقوبات التي فرضتها دول الخليج لا تزال في بدايتها. فهل تسود لغة العقل ولو لمرة واحدة ام ان الازمة ستستمر والحكومة معطلة، الامر الذي سينعكس على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وعلى اصلاح الكهرباء وغير ذلك. لبنان في خطر وابناؤه يمعنون في تدميره، والحل اعجوبة ولسنا في زمن العجائب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق