سياسة لبنانية

إشادة غربية بالجيش اللبناني

أبلغ مسؤول عسكري غربي مسؤولاً لبنانياً ما حرفيته: «هل تعلم أنهم، (والمقصود هنا فرنسا وبلجيكا وبعض دول الغرب) يستعينون بالتنصت الأميركي، علماً أن المسؤول الغربي المذكور يعتبر أن أي مكان في العالم قد لا يكون بمنأى عن الإرهاب، خصوصاً مع تبدل الأساليب، من العبوات الناسفة البدائية، إلى العبوات الحديثة، إلى الأحزمة الناسفة، إلى الطعن، إلى الدهس، وإلى ما يمكن أن يَبتكره العقل التكفيري».
اللافت للانتباه في تشخيص المسؤول الغربي، هو الإشادة بالجيش اللبناني والإنجازات التي حققها في حربه على الإرهاب. هنا رد المسؤول اللبناني: «نخوض هذه الحرب بإمكانيات متواضعة، إنما بإرادة وعزم قويَين، فقدمنا تضحيات وحققنا إنجازات كبرى، أهمها أننا أحبَطنا مخططاته وكسرنا هدفه في جعلِ لبنان إمارة له، ومع ذلك نحن نقارب الأمور بموضوعية شديدة، إذ مع كل ما أنجَزه الجيش وسائر الأجهزة الأمنية، يمكننا القول إن لبنان قطع نصف الطريق في حربه على الإرهاب، يمكننا القول إننا أضعفناه وحدينا من حركته، وصار تحت مرمى نيراننا وتحت عين الرصد الدقيق والحثيث. ولكن لا نستطيع أن نقول إن كل شيء انتهى، بل نقول إن القلق ما يزال موجوداً… علمتنا التجربة في لبنان أن هذا الإرهاب كالزئبق، إن لم تستأصلوه نهائياً في عقر داره فسيتمدد ويصل إليكم، كما أن ضربَه من الجو لن يجدي نفعاً، أقصى ما يمكن أن يتحقق من القصف الجوي هو أن تلحقوا بعض الأذى به، لكن الفاعلية الحقيقية للقضاء عليه لها طريق وحيد، هي النزول إليه ومواجهته مباشرة على الأرض. على أن هذه المواجهة المباشرة ينبغي أن تقترن باعتماد استراتيجية جديدة لمحاربة هذا الإرهاب، لا تقوم على ضربِه في الميدان فحسب، بل استراتيجية متكاملة لمواجهته ميدانياً… وفكرياً».
(ذكرت معلومات أن الجيش اللبناني تمكن خلال شهرين ونصف من القبض على 357 عنصراً من تنظيم «داعش»، الأمر الذي وصف بأنه عملية كبيرة ونوعية استدعت توافد أجهزة مخابرات عربية ودولية الى لبنان للاطلاع على هذا التطور النوعي).
ويؤكد المسؤولون الأميركيون في لقاءاتهم مع اللبنانيين على الفصل بين الملفين السياسي والعسكري، إذ يشددون على أن الجيش اللبناني خط أحمر، وواشنطن تتعاطى معه على أنه المؤسسة الضامنة لوحدة البلاد وإستقرارها، ويمثل كل لبنان ودوره يتخطى الحدود ليدخل كشريك إقليمي في مكافحة الإرهاب، وبالتالي فإن لبنان جزء لا يتجزأ من الإستراتيجية الدولية خصوصاً أنه عضو في التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
قيادة الجيش سمعت كلاماً حازماً من الأميركيين وهو: «إضربوا الإرهابيين ولا تسألوا عن التكلفة المادية وحجم الذخائر التي تُطلق، فالمساعدات العسكرية مفتوحة وسنقدم لكم كل ما تحتاجونه في حربكم ضد الإرهاب وسنؤمن كل الأسلحة التي تطلبونها».
وفي سياق إستمرار تدفق الأسلحة الأميركية الى بيروت، علم أن دفعة جديدة من الصواريخ الأميركية المتطورة ستصل الى الجيش اللبناني قريباً. وكشف مصدر عسكري رفيع أن «نوع هذه الصواريخ يساعد في الحرب على طول السلسلة الشرقية وليس فقط في عرسال ورأس بعلبك والقاع». وأكد أن «واشنطن تريد من خلال هذه الدفعة النوعية من الصواريخ تأكيد وقوفها الى جانب لبنان فعلاً وليس قولاً، وتريد أيضاً أن تقوّي الجيش وتعززه وتعطيه دفعاً إضافياً لأنه يُعتبر من أنجح الجيوش التي واجهت «داعش» وكل المجموعات الإرهابية».
وفي حين رفض المصدر الكشف عن نوع الصواريخ، شدد على أنها ستصل الى لبنان قريباً، وسيتبعها مزيد من الأسلحة المتطورة وفقاً للوائح التي طلبها الجيش اللبناني من القيادة العسكرية الأميركية. من جهة ثانية، أكد المصدر أن اللمسات الأخيرة لتسلّم لبنان 6 طائرات حربية من نوع «سوبر توكانو» قد وُضعت ولا تراجع أميركي عن هذا الأمر، خصوصاً أن هذه الطائرات ستشكل نقلة نوعية في قدرات الجيش وجهوزيته في خوض حرب مع الإرهابيين في أي منطقة حدودية، لافتاً الى أن هذه الطائرات ستأتي مع معداتها وتجهيزاتها الحربية القتالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق