دولية

فرنسا: كأس اوروبا 2016 تنطلق اليوم وسط احتجاجات نقابية وخطر إرهابي

تنطلق مساء اليوم الجمعة كأس الأمم الأوروبية 2016 لكرة القدم في فرنسا بمباراة افتتاح بين منتخب البلد المضيف ورومانيا على ملعب «ستاد دو فرانس» وسط موجة احتجاجات اجتماعية ضد إصلاح قانون العمل وخطر وقوع اعتداءات إرهابية.

تستضيف فرنسا من اليوم الجمعة وعلى مدى شهر كامل فعاليات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في نسختها 15 والتي يشارك فيها للمرة الأولى أربعة وعشرون منتخبا بينها أسبانيا حاملة اللقب وألمانيا بطلة العالم. وتنطلق المنافسة بمباراة افتتاح تجمع بين منتخب البلد المضيف ونظيره الروماني عند الساعة 21،00 على ملعب «ستاد دو فرانس» بسان دوني، في ضاحية باريس الشمالية، بحضور 80 ألف شخص.
وستجري البطولة الأوروبية وسط تدابير أمنية مشددة مع انتشار أكثر من 90 ألف رجل أمن من الشرطة والجيش والدرك وموظف في شركات خاصة سينتشرون في الأماكن العامة وملاعب المدن العشر التي ستستضيف المباريات بينها العاصمة باريس (شمال) ومرسيليا (جنوب) وليون (وسط) وبوردو (غرب) وليل (شمال).
ولا أحد ينسى  في فرنسا أن البلاد تعرضت في 2015 لهجمات إرهابية في كانون الثاني (يناير) أوقعت 17 قتيلاً ثم في تشرين الثاني (نوفمبر) أسفرت عن 130 قتيلاً. كما شهدت الجارة بلجيكا هجمات دامية في آذار (مارس) الماضي خلفت 32 قتيلاً.
وعلى الرغم من أن بريطيانيا والولايات المتحدة حذرت رعاياها المسافرين الى فرنسا من خطر وقوع اعتداءات إرهابية خلال كأس الأمم الأوروبية، شدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مراراً على رفضه «الاستسلام للخوف»، مقراً في الوقت ذاته وجود ما سماه «التهديد». كما أن هولاند رفض إغلاق مناطق المشجعين في المدن المضيفة والتي تتيح للمشجعين وعشاق كرة القدم فرصة متابعة المباريات على شاشات عملاقة.

دافيد غيتا وشعارات الرياضة والحب والصداقة في ساحة «شون دو مارس» في برج إيفل
موكان الاحتفال كبيراً ليل الخميس الجمعة في منطقة المشجعين الكبيرة في ساحة «شون دو مارس» في برج إيفل حيث أقام «الدي جي» الفرنسي الشهير دافيد غيتا حفلاً كبيراً حضره عشرات الآلاف هتفوا شعارات الرياضة والحب والصداقة والتقارب بعيداً عن فكر العنف والتشدد والتناحر. وكان ذلك انطلاقة رمزية لكأس الأمم الأوروبية 2016، وتحدياً من شباب العالم لأي تهديد أمني واقعي أم افتراضي.
وتشهد فرنسا لليوم العاشر حركة احتجاجات نقابية ضد إصلاح قانون العمل يمنح أرباب العمل تسهيلات في تسريح العمال وتتخللها أعمال عنف في بعض المناطق. وأمام الاضطرابات في حركة القطارات، لا تزال التساؤلات قائمة بشأن تنقل المشجعين مساء الجمعة إلى ملعب «ستاد دو فرانس».
ونددت الحكومة الاشتراكية بهذه الاحتجاجات التي يقودها أساساً «الاتحاد العام للشغل» اليساري، مشيرة إلى أنها «تشويه لصورة» فرنسا.
وعلى ميدان كرة القدم، سيسعى منتخب فرنسا الذي يشرف على أموره اللاعب السابق ديدييه ديشان بطل العالم في 1998 وأوروبا في 2000 إلى تحقيق بداية موفقة في المنافسة ومتابعة هدف التتويج باللقب في 10 تموز (يوليو) المقبل للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1984 (عهد ميشال بلاتيني وألان جيراس) و2000 (عهد زين الدين زيدان ولوران بلان).
ومنتخب فرنسا يبقى الوحيد في تاريخ كأس الأمم الأوروبية الذي فاز بالمنافسة بصفته البلد المضيف، لذا يرى كثيرون في البلاد أن هذا مؤشر ينذر بأن زملاء بول بوغبا، لاعب يوفنتوس المتميز، على مشارف لقب ثالث. ويستند تفاؤل الفرنسيين، سواء اللاعبين أو الإعلاميين والمشجعين، إلى غياب مرشح بارز للفوز بلقب بطولة 2016. فحاملة اللقب، «الروخا» الإسبانية، ورغم وجود كاسياس وراموس وأنييستا في صفوفها، تبدو بعيدة مسافة الأرض عن السماء عن مستواها في 2010 عندما فازت بكأس العالم بجنوب أفريقيا وفي 2012 عندما أصبحت أول منتخب يحتفظ بلقب بطل أوروبا
من جهتها، ظهرت «المانشافت» الألمانية التي يقودها دائماً المدرب جواكيم لوف بوجه متواضع جداً خلال التصفيات، وافتقدت كثيرا لخدمات قائدها المتقاعد (دولياً) فيليب لام. أما منتخب «الأسود الثلاثة» الانكليزي فقد حضر إلى فرنسا متسلحا بترسانة واعدة من الشباب يتقدمهم مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد (18 عاماً) ولكن هل هو قادر على فرض نفسه في البطولة الأوروبية علما أن سجل انكلترا أوروبيا يبقى خالياً.
وأما إيطاليا، وصيفة البطل في 2012، فحدث ولا حرج! فريق متواضع يفتقد حتى إلى قائد على الميدان، ولا أحد يرشحه للعب أي دور أساسي في «اليورو 2016». فهل تكون بلجيكا وجيلها الذهبي (إدين آازار، كيفين دو بروين…) أم كرواتيا وثنائيها المتألق (لوكا مودريتش وإيفان راكتيتش) مفاجأة 2016؟ احتمال وارد ولكنه يظل احتمالاً.
لهذه الأسباب يبرز المنتخب الفرنسي كمرشح  كبير للفوز النهائي، خصوصاً أنه يلعب على أرضه وأمام جمهوره، وأنه يضم موجة جديدة من الشباب المتعطشين لخلافة زيدان وديشان في قلوب مواطنيهم. فهذا بول بوغبا (23 عاماً) أحد أعمدة يوفنتوس، وذاك أنطوان غريزمان (25 عاماً) نجم أتلتيكو مدريد، وهذا أنتوني مارسيال (20 عاماً) الجناح الطائر لمانشستر يونايتد، وذاك كينغسلي كومان (19) لاعب القرن الواحد العشرين ذو السرعة الفائقة والناشط في بايرن ميونيخ، وفي صنع اللعب المايسترو ديميتري باييت (29 عاماً) لاعب وسط ويس هان الانكليزي…
وما رأي ديشان المائل إلى البراغماتية في «نوعية وجودة» فريقه؟ «إنه فريق طموح للفوز بكأس «الأمم الأوروبية» “وهو قادر على ذلك، ولكن الطريق إلى التتويج سيكون شائكا وطويلا، ولا أفكر سوى في المباريات الثلاث المقبلة (رومانيا ثم ألبانيا وسويسرا)، سنرى في ما بعد…».
فلينطلق العرس الأوروبي والحدث العالمي، وليتمتع الجمهور الرياضي بالإثارة والتشويق. أما الاحتجاجات والتهديدات الأمنية، فذاك حديث آخر.

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق