رئيسيسياسة عربية

عدد القوات الروسية في سوريا وصل إلى أربعة آلاف مزودين بانظمة صواريخ

قال مسؤولون أمنيون أميركيون وخبراء مستقلون إن عدد أفراد القوات العسكرية الروسية في سوريا وصل إلى نحو أربعة آلاف غير أن هذا العدد الى جانب الضربات الجوية الروسية التي بدأت قبل اكثر من شهر لم يؤد الى تحقيق للقوات الموالية للحكومة السورية مكاسب ميدانية كبيرة.

وكان لموسكو التي احتفظت بوجود عسكري في سوريا على مدى عقود بوصفها حليفة لعائلة الأسد ما يقدر بنحو ألفين من أفراد الجيش هناك عندما بدأت غاراتها الجوية في 30 أيلول (سبتمبر).
وقال مسؤولون أمنيون أميركيون إن عدد القوات الروسية وصل الى المثلين تقريباً منذ ذلك الحين كما ازداد عدد القواعد العسكرية التي تستخدمها.
وقال ثلاثة مسؤولين أمنيين أميركيين مطلعين على تقارير مخابرات أميركية إن روسيا تكبدت خسائر أثناء القتال شملت سقوط قتلى لكنهم أشاروا إلى أنهم لا يعرفون أعداداً دقيقة.
وللولايات المتحدة مصادر معلومات غير قليلة في المنطقة إلى جانب الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية والتجسس الالكتروني كما أن لها اتصالات بمقاتلين من جماعات المعارضة السنية المعتدلة والأكراد في سوريا.
ورفضت وزارة الخارجية الروسية التعليق على حجم القوات الروسية الموجودة في سوريا أو ما إذا كانت قد تكبدت أي خسائر بشرية وأحالت الأسئلة إلى وزارة الدفاع التي لم ترد على أسئلة مكتوبة قدمتها رويترز.
وأكّد الكرملين أنه ما من جنود روس يضطلعون بمهام قتالية في سوريا لكنه قال إن هناك مدربين ومستشارين يعملون الى جانب الجيش السوري فضلاً عن قوات تحرس القواعد الروسية في غرب سوريا.
وكانت حالة الوفاة الوحيدة التي أعلنت عنها الحكومة الروسية هي لجندي قال الجيش إنه انتحر على الرغم من تشكيك والديه في هذه الرواية.
وانتقدت الولايات المتحدة بشدة قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل في الحرب السورية المستمرة منذ اربع سنوات ونصف وتكهن الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها ستغرق روسيا في مستنقع.
لكن أوباما بدوره لم يحقق نجاحاً يذكر في التأثير على مسار الحرب السورية. تشن الولايات المتحدة غارات على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية منذ اكثر من عام وفي الأسبوع الماضي أمر أوباما بإرسال 50 من أفراد القوات الخاصة الأميركية الى سوريا لتقديم المشورة لفصائل المعارضة التي تدعمها واشنطن.
 
«جنود منتشرون خارج القواعد»
وقال مسؤول دفاعي أميركي إن المقاتلات الروسية تقلع حالياً من أربع قواعد غير أن عددا من أطقم تشغيل منصات إطلاق الصواريخ وبطاريات المدفعية طويلة المدى منتشرون خارج هذه القواعد.
وأضاف «لديهم الكثير من الأفراد خارج القواعد».
وقالت فكتوريا نولاند وهي أكبر دبلوماسية أميركية معنية بشؤون أوروبا للمشرعين الأميركيين إن روسيا بدأت نشر قطع برية مثل قطع المدفعية في المناطق التي فقدتها القوات السورية وسيطرت عليها الفصائل المعارضة المعتدلة ويشمل ذلك أراضي قرب مدينتي حماة وحمص.
وقالت نولاند مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا «روسيا تنشر مدفعيتها وقطعاً برية أخرى حول حماة وحمص مما يزيد الى حد كبير من إمكانية تعرض الجنود الروس لهجوم مضاد».
وتقع القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في مطار باسل الأسد الدولي على مقربة من مدينة اللاذقية الساحلية.
وقال المسؤول الدفاعي إن جميع الطائرات الروسية ثابتة الأجنحة تقلع من هناك دعماً للعمليات العسكرية البرية التي يقوم بها الجيش السوري والجماعات الشيعية المسلحة الأجنبية التي تقاتل معه.
واشار الى ان القواعد الثلاث الأخرى وهي حماة وطياس وشايرات تستخدم الطائرات الهليكوبتر القتالية وأضاف أن الروس بدأوا استخدام قاعدة طياس هذا الأسبوع.
وقال مسؤولون أميركيون إن الأسطول الجوي الروسي في سوريا يتألف من 34 طائرة ثابتة الأجنحة و16 طائرة هليكوبتر.
ويبدو أن العمليات العسكرية البرية الحالية تهدف إلى تأمين سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على منطقة تمتد من حلب في الشمال مروراً بحماة وحمص الى دمشق والحدود اللبنانية جنوباً.
وقال المسؤولون الأميركيون وخبراء مستقلون إن العمليات العسكرية البرية أخفقت حتى الآن في تحقيق تقدم كبير على الرغم من الغارات الروسية.
ومن العوامل الأساسية على ما يبدو خسارة القوات الموالية للحكومة لدبابات ومدرعات أخرى بسبب صواريخ تاو أميركية الصنع المضادة للدبابات التي تمد بها السعودية جماعات معارضة تحارب الأسد.
وفي لقاء في واشنطن يوم الثلاثاء قال يزيد صايغ الباحث الرئيسي في مركز كارنيجي للشرق الأوسط ومقره بيروت إن «التأثير كان غير كاف لتحقيق تقدم كبير ضد قوات المعارضة باستثناء (تقدم) محدود الى الجنوب من حلب».
وقالت روسيا عندما بدأت غاراتها إنها تستهدف تنظيم بالدرجة الاولى الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا.
وتقول حكومات غربية ونشطاء معارضون للنظام السوري إن روسيا في معظم الأحيان تقصف جماعات مسلحة أخرى بعضها تدعمها الولايات المتحدة.
وكررت أكبر دبلوماسية أميركية معنية بشؤون الشرق الأوسط هذا الاتهام يوم الأربعاء.
وأظهر تحليل أجرته رويترز الشهر الماضي لبيانات وزارة الدفاع الروسية أن نحو 80 في المئة تقريباً من الأهداف المعلنة التي استهدفتها المقاتلات الروسية كانت في مناطق لا يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

خط إمداد لوجيستي
وقال مسؤول في المخابرات الأميركية إن العمليات العسكرية التي يدعمها الروس قد تحقق تقدماً لكن كلما طالت فترة الجمود زاد الضغط على بوتين ليدرس خيارات بديلة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة الموضوع إن «العمليات العسكرية الكبرى لا تزال في بدايتها».
وقال كريستوفر هارمر وهو محلل في معهد دراسات الحرب للأبحاث إن زيادة القوات الروسية على الارض توفر أفراد الدعم اللوجيستي اللازمين لاستمرار العمليات القتالية.
وقال هارمر «ما حدث على الأرجح هو أنه بمجرد أن نشر الروس ما يكفي من القوات لبدء العمليات العسكرية قاموا بذلك… الزيادة الى أربعة آلاف هي الدعم اللوجيستي لمساندة القوات المقاتلة».
وتوقع أن تزيد القوات الروسية الى ثمانية آلاف فرد أو اكثر.
وفي 20 تشرين الاول (اكتوبر) قال مصدر عسكري رفيع موال للحكومة السورية لرويترز إن ثلاثة مواطنين روس على الأقل يقاتلون مع القوات الحكومية السورية قتلوا بقذيفة سقطت على موقعهم قرب اللاذقية.
ونفت السلطات الروسية بشدة في ذلك الوقت مقتل أي من أفراد قواتها.
وقال قائد القوات الجوية الروسية يوم الخميس إن روسيا أرسلت أنظمة صواريخ إلى سوريا لحماية قواتها هناك.
وأضاف الكولونيل جنرال فيكتور بونداريف أن المقاتلات يمكن أن تتعرض للخطف في دول مجاورة لسوريا واستخدامها في مهاجمة القوات الروسية.
وقال بونداريف لصحيفة كومسومولسكايا برافدا «فكرنا في كل المخاطر المحتملة. لم نرسل مقاتلات وقاذفات وطائرات هليكوبتر فحسب بل ايضاً انظمة صواريخ».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق