أبرز الأخباردوليات

واشنطن تهاجم التدخل الروسي في سوريا وتتهمه باستهداف المعارضة المعتدلة

شنت الدبلوماسية الاميركية الاربعاء هجوماً على التدخل الروسي في سوريا، مؤكدة انه فاقم الازمة الانسانية في هذا البلد وانه يستهدف المعارضة المعتدلة اكثر مما يستهدف الجهاديين، في وقت تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على الطريق الوحيدة الى حلب.

من جهته دعا المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا خلال زيارة الى موسكو كلاً من النظام والمعارضة في سوريا الى بدء محادثات بينهما، في حين جددت طهران رفضها اي تعاون مع واشنطن حول الازمة السورية.
وخلال جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي، قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لمنطقة الشرق الاوسط آن باترسون «منذ بدء الضربات الروسية في سوريا، نزح ما لا يقل عن 120 الف سوري نتيجة العمليات الهجومية للنظام مدعومة بضربات جوية روسية في محافظات حماه وحلب وادلب».
وقالت مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الاوروبية فيكتوريا نولاند من جهتها «منذ بدء العمليات الروسية في سوريا، سجلت اليونان تدفقاً للمهاجرين هو الاعلى اسبوعياً خلال عام 2015، مع حوالى 48 الف لاجىء ومهاجر انتقلوا من تركيا الى اليونان».
وقالت باترسون «التدخل العسكري الروسي فاقم بشكل خطير بيئة معقدة اصلاً»، متهمة روسيا «بانها استهدفت حتى الآن في الغالب المناطق التي لا وجود فيها لتنظيم الدولة الاسلامية وبأنها استهدفت المعارضة السورية المعتدلة».
وذكرت المسؤولة الاميركية روسيا «بمسؤوليتها الكبرى لوقف الممارسة الفظيعة للنظام فورا المتمثلة بعمليات القصف بالبراميل المتفجرة واستخدام غاز الكلور ضد شعبه»، مؤكدة ان «الاسرة الدولية تنظر الى روسيا لتحمل هذه المسؤولية».
في موسكو، دعا المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الحكومة والمعارضة السوريتين الى بدء محادثات بينهما في ظل المساعي الدولية القائمة بهدف انهاء الحرب.
واستقبلت روسيا دي مستورا بعد اجتماع شاركت فيه 19 هيئة ودولة في فيينا الجمعة بينها الولايات المتحدة وايران والسعودية، في اوسع جهود حتى الان لانهاء النزاع المستمر منذ حوالي خمس سنوات. ولم يشارك في تلك المحادثات اي ممثل عن الحكومة السورية او المعارضة. واتفق المجتمعون على الطلب من الامم المتحدة التوسط للتوصل الى اتفاق سلام واجراء انتخابات باشراف الامم المتحدة.
وعقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال دي ميستورا الذي زار دمشق اخيراً ويعتزم زيارة واشنطن بعد موسكو «نحن مستعدون، الامم المتحدة مستعدة، لبدء هذه العملية فوراً في جنيف (…) في اسرع وقت ممكن».
واضاف «لدينا خطة» تستند الى «اعلان جنيف 2012» الذي ينص على انتقال سياسي في سوريا، اضافة الى «بيان فيينا».
واضاف «علينا ان نعمل عليها بسرعة»، مشيراً الى ان المحادثات يجب ان تبدأ دون شروط مسبقة من الطرفين.
وقال لافروف ان «اطياف المجتمع السوري باكملها» يجب ان تكون ممثلة في المفاوضات، مجدداً موقف روسيا التقليدي بان «الشعب السوري» هو الذي يقرر مصير الرئيس بشار الاسد.
وينص بيان جنيف 1 على تشكيل حكومة من ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وترى المعارضة في الصلاحيات الكاملة تجريد الاسد من صلاحياته وبالتالي تنحيه، بينما يرفض النظام البحث في مصير الرئيس معتبراً ان القرار في ذلك يعود للشعب السوري.
في طهران، اكد علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية اثر استقباله نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان «ايران لا ولن تتعاون بشكل مباشر او غير مباشر مع الولايات المتحدة».
ولاحقاً التقى المقداد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قال ان «الشعب السوري وحده يقرر مستقبله بنفسه ولا يجب فرض اي شيء عليه».
ميدانياً، تمكن الجيش السوري الاربعاء من استعادة السيطرة على الطريق الوحيدة المؤدية الى مناطق سيطرته في مدينة حلب في شمال البلاد، بعدما قطع تنظيم الدولة الاسلامية جزءاً منها قبل اسبوعين، وفق ما افاد الاعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وادت سيطرة التنظيم الجهادي في 23 تشرين الاول (اكتوبر) على جزء من طريق خناصر-اثريا في ريف حلب الجنوبي الى قطع الطريق الوحيدة التي تربط مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب بمناطق سيطرته في وسط وجنوب وغرب سوريا، ما ادى الى محاصرة مئات الالاف من سكان حلب.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي الاربعاء ان الجيش «بسط سيطرته الكاملة على طريق حلب خناصر اثريا السلمية بعد القضاء على اعداد من ارهابيي داعش»، مضيفاً ان الطريق «سيفتح امام المواطنين اعتباراً من يوم غد».
وتعد هذه الطريق حيوية لقوات النظام ولسكان مدينة حلب التي تشهد منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام المسيطرة على احيائها الغربية والفصائل المقاتلة في احيائها الشرقية.
وعانى مئات الالاف من سكان مدينة حلب في الاحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام من حصار خانق في الاسبوع الاخير نتيجة قطع الطريق ومن ارتفاع جنوني في اسعار السلع الاساسية نتيجة عدم توفرها او احتكار بيعها.
في ريف دمشق، افاد المرصد السوري عن مقتل 12 شخصاً على الاقل، بينهم مواطنة وطفل، صباح الاربعاء جراء قصف صاروخي لقوات النظام على مدينة دوما، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية.
وتشهد سوريا نزاعاً بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف اذار (مارس) 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق