رئيسي

تأييد اميركي، واستنفار مصري، لاقامة المنطقة العازلة مع غزة

بينما اعلنت الولايات المتحدة تأييدها للمشروع المصري المتمثل باقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة، استنفرت القاهرة جميع امكاناتها من اجل الاسراع بتنفيذ ذلك المشروع الجدلي الذي ترفضه حركة حماس، وتتبرأ منه، بينما تراه الحكومة المصرية مرتبطاً بتهمة تقديم الدعم للتنظيمات المتطرفة التي تتخذ من سيناء مقراً لعملياتها. والتي توجه تلك العمليات صوب الجيش المصري، وليس ضد اسرائيل.

فالجدل الدائر حول هذه النقطة لا يبرىء الجانب الاسرائيلي من تقديم الدعم لتلك الجهات المتطرفة، بهدف توسيع الفجوة بينها وبين النظام المصري. غير ان بعض التحليلات تميل الى الاعتقاد بانها تنظيمات هدفها الاول اعادة نظام مرسي الى الحكم. وانها تعيد ترتيب اولوياتها لتضع اسقاط نظام السيسي في مرتبة متقدمة على مواجهة اسرائيل.
في الاثناء، جاء التاييد الاميركي لمشروع المنطقة العازلة ليوسع الفجوة بين اطراف عدة تتقاطع مسؤولياتها عما حدث من مواجهات ادت الى مقتل العشرات من الجنود المصريين. ودفع بالعديد من المحللين الى الاعتقاد بان فكرة المنطقة العازلة هي نفسها التي طرحتها اسرائيل قبل عشرة اعوام تقريباً، والتي تهدف الى عزل حركة حماس، وتشديد الحصار عليها من خلال ازالة الانفاق التي تربط القطاع بالخارج.
غير ان الجانب المصري يبرر المشروع من زاوية النشاطات الارهابية التي تنفذ عبر الحدود المشتركة.

واشنطن تؤيد
واشنطن من جهتها، اعلنت تأييدها اقامة مصر منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، وربطت ذلك بحقها في «تعزيز امنها»، لكنها اعتبرت ان عليها ان تأخذ في الاعتبار اثر ذلك على السكان، في اشارة الى سكان سيناء الذين يتم ترحيلهم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي «نحن نعتقد ان مصر محقة في اتخاذ خطوات لضمان امنها، ونفهم التهديد الذي يواجهونه من سيناء». واضافت «نحن نواصل تشجيعهم كذلك على أن يأخذوا في الاعتبار اولئك الذين سيتم ترحيلهم نتيجة ذلك».
من جهتها، واصلت القوات الأمنية المصرية عمليات إخلاء منازل أهالي رفح المصرية الواقعة في منطقة الشريط الحدودي المزمع إقامته بين مصر وقطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة في شمال سيناء إن الأجهزة الأمنية اعتقلت ستة ممن تسميهم المشتبه بهم، كما دمرت عدداً من المنازل البدوية البسيطة ومزرعتين في سياق ما تسميه الحرب على الإرهاب.
من جهتها قالت وكالة الأناضول إن قوات من الجيش المصري، معززة بعدد كبير من الآليات وناقلات الجند وسيارات الجيب المصفحة، إضافة إلى قوات الهندسة، والمخابرات الحربية، وأمن الدولة، واصلت السبت عملية إزالة المنازل الواقعة على الحدود بعمق خمسمائة متر داخل الأراضي المصرية وطول 14 كيلومتراً على طول الحدود مع غزة.
ولفتت الوكالة إلى أن عدداً كبيراً من آليات الجيش المصري تمركزت بالمنطقة الحدودية القريبة من قطاع غزة، ومحيط المنازل التي يقوم السكان باستكمال إخلائها كلياً، تمهيداً لإزالتها.

قصف بالمروحيات
الى ذلك، قال شهود عيان إن مروحيات الأباتشي قصفت الليلة الماضية عدداً من القرى في جنوب مدينة الشيخ زويّد ورفح (شمال سيناء). وقال الأهالي إنهم سمعوا دوي انفجارات في قرى من بينها التومة والمقاطعة والمهدية، وأضاف آخرون أن مروحيات الأباتشي قصفت مناطق شرق رفح، كانت قد أخليت في وقت سابق، ودخلت حيّز المنطقة العازلة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر مطلعة إن عدداً ممن سمتهم «العناصر الإرهابية» اعتقلوا، كما هُدم عدد مما توصف بالأوكار والبؤر الإجرامية.
واستخدمت قواتِ الجيش المصري الكلابَ البوليسية في إجلاء سكان الشريط الحدودي تمهيداً لهدم منازلهم.
وفي سياق ذي صلة، قال الجيش المصري إن ستة من عناصره أصيبوا جراء استهدافهم بقذيفة «آر بي جي» مضادة للدروع، في مدينة العريش.
وأوضح المتحدث باسم الجيش العميد محمد سمير أنه أثناء قيام عناصر القوات المسلحة بتنفيذ إحدى مهام «مكافحة الإرهاب» بالعريش تعرضت إحدى المركبات لإطلاق قذيفة أصيب على إثرها عناصر من الجيش. وتابع المتحدث أن المصابين تم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري، وأن قوات الجيش تجري حالياً تمشيط المنطقة التي وقع فيها الحادث وملاحقة العناصر المتورطة.
يذكر أن هذا الاستهداف هو الأول من نوعه منذ بدء تطبيق قرار حظر التجوال بمناطق في محافظة شمال سيناء السبت الماضي.

ممنوع التخريب
في مسار آخر، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وفداً أوروبياً، إن قانون التظاهر في مصر مستمد من القوانين الغربية. وأكد على ضرورة أن تراعي الدول الغربية التي توجه الانتقادات لمصر أنها تواجه حربا مع الإرهاب في المنطقة كلها.
وأضاف السيسي أن «التظاهر حق لكل مواطن يريد أن يعبر عن رأيه بطريقة سلمية وفي إطار القانون، ولكن لا يمكن أن تترك هذه الظاهرة لتتحول إلى أعمال عنف وتعطيل لمسيرة الوطن وتخريب المنشآت العامة».
وأوضح الرئيس المصري أنه لا يمكن تقويم الأوضاع في مصر بمعزل عن محيطها الإقليمي وما يجري في دول المنطقة.
وذكر أن سيناء كانت في سبيلها لأن تكون بؤرة إرهابية، ولو تُركت الأمور لأدت إلى تطورات سلبية كانت ستطاول دول المنطقة كافة.
وأعرب السيسي عن أن بلاده تتطلع إلى دعم أكبر وتعاون أوثق مع دول العالم كافة وهي تخوض معركتها ضد الإرهاب، لا سيما أنها تشن مواجهة شاملة ومباشرة مع من اسماها «قوى التطرف».
وكانت مصر شهدت مناقشات بشأن تعديل قانون التظاهر بأمل الخروج من أزمة سياسية ودستورية تتعلق بهذا القانون بعد أن رفضته معظم القوى الثورية كما طعن به قانونيون  أمام المحكمة الدستورية العليا.
وينص قانون التظاهر – الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي – على ضرورة الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية قبل التظاهر، ويفرض عقوبات على المخالفين تصل إلى السجن والغرامة، كما يتيح لقوات الشرطة التدرج في استخدام القوة لفض المظاهرات المخالفة.

القاهرة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق