رئيسيمتفرقات

سلطنة عمان: ولاية صُور تستعيد التراث البحري في خور البطح

احتضن خور البطح بولاية صُور في سلطنة عمان  فعاليات المهرجان البحري والذي نظمته وزارة السياحة ممثلة بإدارة السياحة لمحافظتي شمال وجنوب الشرقية؛ سعياً من الوزارة لاستعادة التاريخ البحري للولاية وتعريف الناشئة والمقيمين بالرحلات البحرية القديمة التي تخرج من ولاية صور.
وقال سعود بن حمد العلوي مدير إدارة السياحة لمحافظتي شمال وجنوب الشرقية: ولاية صور تمتاز بخصوصية تاريخية في ما يتعلق بالتراث البحري حيث كان أهلها يبحرون بواسطة السفن الخشبية عابرين أقاصي المحيطات طلبا للرزق. وهذا المهرجان إنما هو تعريف أبناء الحاضر على ماضي أجدادهم الذين خاضوا عباب البحار وصارعوها صراع الند للند.

بداية الرحلة البحرية
ابتدأت رحلة البحر برفع الدقل (المرساة) من البحر إلى السفينة وتثبيته، حيث صاحب هذه العملية – وكما هو متوارث – جملة من الفنون البحرية والإيقاعات المتنوعة، تبعها بعد ذلك إحضار الشراع من المخزن إلى سطح السفينة مع استمرار الإيقاعات الخاصة بكل خطوة. فيما قام البحارة بعد ذلك بجلب مستلزمات السفر إلى ظهر السفينة، وتبعتهم بعد ذلك قافلة الجمال المحملة بالبضائع وتصاحبها إيقاعاتها الخاصة، ليقوم البحارة بعدها بتحميل البضاعة من البر – على ظهور الجمال – إلى السفينة عبر قارب صغير يسمى (الماشوة) حيث كان القارب بمثابة قنطرة العبور للبحارة والبضائع كذلك من البر إلى ظهر سفينة السفر. وقد تمثلت الخطوة التالية في قيام البحارة بنزع الباورة من البحر عن طريق القارب الصغير (الماشوة) إلى السفينة، فمنهم من يقوم وقتها برفع الشراع ومنهم من يقوم بالمساعدة في نزع الباورة، ثم تنطلق السفينة بأمر من النوخذة استعداداً للسفر.

فقرات مصاحبة
تخلل المهرجان جملة من الألعاب التقليدية مثل لعبة اللكد ولعبة الحامي إضافة إلى حركة هوري العبرة من الخيصة إلى البطح وهي حركة النقل التي كانت تسود المكان حيث كان أهالي منطقة العيجة ينتقلون إلى الضفة المقابلة (صور الساحل) بواسطة هوري العبرة لمزاولة أعمالهم اليومية والتبضع بالمواد الغذائية مثل الرطب والأقمشة، وقد استعاض الأهالي عن هوري العبرة حالياً بطريق جسر خور البطح.

عودة السفينة من رحلتها
أما في ما يتعلق بعودة السفينة البحرية من رحلتها فقد جسد المشاركون تفاصيل رحلة العودة ضمن منظر تراثي يختصر ما يصاحب رسو السفينة في ميناء العودة محملة بالبضائع من الدول الأخرى حيث تخلل المشهد إقامة سباق لعدد من سفن (السمبوق) داخل الخور، تليها وصول المبشر الذي يقوم بإعلام الأهالي عن وصول السفينة المسافرة. وبعد إدخال السفينة على مهل في داخل الخور تم حينها (صكب) الشراع – أي إنزاله – إضافة إلى إنزال الباورة وإنزال نوخذا المال وهو مالك السفينة إلى البر، حيث جسد الشيخ ناصر بن علي العلوي دور النوخذا. فيما قام البحارة بإنزال البضائع من السفينة، تخلل ذلك مشهد استقبال الأهالي للبحارة المحملين بالبضائع.
وقال حمود بن حمد الغيلاني – باحث ومؤرخ تاريخ بحري: «تمثل دوري في المهرجان في إعداد سيناريو الفقرات وتوزيع الأدوار ومساعدة مخرج الحفل، وقد جرى استنباط السيناريو نتيجة لبحر متكامل لتاريخ صور البحري حيث تم الاقتصار على مرحلة شحن السفينة (التحميل) وتفريغ السفينة من البضائع، إلى جانب تحديد نوعية الفنون الممارسة خلال العمليتين. ويضيف: التزمنا بالفنون التقليدية المتعارف عليها قديماً وبكلماتها عن طريق بعض الكتب وبالتعاون مع بعض البحارة الذين قادوا السفينة وبعض التاريخ المنقول شفهيًّا من البحارة القدامى، حيث أشرف أربعة منهم على تدريب الشباب على عملية السفر والتحميل والتفريغ. ويقول جمعة بن خميس العلوي – مخرج الحفل-: «تم التحضير للفعالية عن طريق الالتقاء بالنواخذة والوساتيد القدامى من أجل سرد رحلة البحر؛ حيث استرجعنا خلال المهرجان مغادرة السفن التجارية إلى زنجبار وممباسا والمحيط الهندي قديماً محملة بالبضائع من عمان وعائدة ببضائع أخرى لعمان وللخليج كافة مثل أخشاب الجندل والسمن والتمر حيث كانت السفن العمانية بمثابة وسيلة التغذية للبلدان الخليجية. وعن اختيار خور البطح لهذا المهرجان يقول: خور البطح كان هو المرسى لمثل هذه الرحلات البحرية قديما حيث تنطلق منه السفن الشراعية وتعود إليه محملة بالبضائع التي يقوم البحارة بتفريغها على أرض الخور أمام الاستراحة السلطانية حالياً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق