دولياترئيسي

البرازيل تفتتح اليوم العرس الكروي العالمي

يفتتح المنتخب البرازيلي النسخة العشرين من كأس العالم لكرة القدم في مواجهة المنتخب الكرواتي على ملعب أرينا كورنثيانز في ساو باولو. ويخوض البرازليون أهم تظاهرة كروية عالمية مدججين بخبرة لويز فيليبي سكولاري الذي قادهم لنيل آخر كأس عالمية في 2002.

فبعد سنوات من التأخير في أعمال البناء وتجاوز الميزانية تنطلق كأس العالم لكرة القدم في البرازيل اليوم الخميس تحت سحابة من السخط بين البرازيليين حتى مع توافد المشجعين الأجانب من أجل البطولة.
وينظر العديد من المشجعين حول العالم للبرازيل باعتبارها الموطن الروحي لكرة القدم وسيأتي عشرات الآلاف للبلاد من أجل البطولة التي تستمر شهراً لكن حتى الان لا يزال الحماس غائباً بين البرازيليين.
ويشعر كثيرون بالغضب من انفاق 11،3 مليار دولار على استضافة كأس العالم في الوقت الذي تعاني فيه الخدمات العامة من قلة التمويل.
وهزت احتجاجات ضخمة في الشوارع البلاد العام الماضي ورغم أن حجمها تراجع كثيراً مؤخراً إلا أن مسؤولين يتوقعون أن يحاول مئات من المتعصبين اغلاق الطرق المؤدية للاستادات اليوم الخميس. وقد يؤدي ذلك لاشتباكات عنيفة مع الشرطة.
ويقول برازيليون إن البلاد ستمضي قدماً بمجرد بدء المنافسات خصوصاً اذا ارتقى فريقهم لمستوى التوقعات وفاز بالبطولة للمرة السادسة وهو رقم قياسي.
وقال روجيريو سوزا وهو مشجع في ساو باولو «انتظروا فقط حتى تبدأ البرازيل في الفوز. حينها سترون الناس في الشوارع» رغم أنه حذر من أن الفشل قد يؤدي لمزيد من السخط.

وأضاف «يحصي البرازيليون الألقاب فقط. لا أحد يهتم بالمركز الثاني. اذا لم يفوزوا بالكأس على أرضهم،. ستنهمر الانتقادات».
وتعود كأس العالم إلى البرازيل، البلد الأكثر تتويجاً باللقب (5 مرات)، للمرة الأولى منذ 1950 حين وصل سيليساو إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام جاره الأوروغوياني 1-2 أمام 200 ألف مشجع غص بهم ملعب ماراكانا.
ولا تزال مرارة نهائي 1950 في فم الجمهور البرازيلي الذي يحلم بأن يتمكن منتخب بلاده من الظفر باللقب العالمي للمرة الأولى منذ 2002 والسادسة في تاريخه.
ويدخل البرازيليون إلى العرس الكروي العالمي وهم متفائلون بحظوظهم خصوصاً أن مدربهم الحالي هو لويز فيليبي سكولاري الذي قادهم إلى اللقب الخامس عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب الغريم الألماني.
«البرازيل جاهزة، كل شيء منظم ومحدد وعلى الطريق الصحيح. اذا التزمنا بهذا البرنامج ستسير الامور بشكل جيد بالنسبة الينا بكل تأكيد»، هذا ما قاله سكورلاي لموقع الاتحاد الدولي عن استعدادات منتخب لنهائيات 2014، رافضاً الحديث عن فشل في حال لم يتمكن منتخبه من الظفر باللقب أمام جماهيره.
وتابع «منتخب البرازيل يشارك في كأس العالم دائماً والجميع يتوقعون منه أن يحرز اللقب. نحن بكل تأكيد نعمل على تحقيق هذا الهدف لكننا نكن الإحترام لطموحات المنتخبات الأخرى التي تشارك في العرس الكروي ولديها الأهداف ذاتها. خوض البطولة على أرضنا سيحفزنا على الاعتماد على موهبة لاعبينا لتحقيق هذا الهدف وإذا لم ننجح في ذلك يكون الأمر لأن فريقا آخر تفوق علينا».

 


عرض مبهر
وترفض ديلما روسيف رئيسة البرازيل الشكوى من الانفاق الضخم والتأخير في اعداد الاستادات والمطارات وتراهن أن البرازيل ستقدم عرضا مبهرا داخل وخارج الملعب.
وقالت في كلمة يوم امس «ما اراه على نحو متزايد هو الترحيب الذي تلقاه الفرق وسعادة البرازيليين بفريقهم».
لكن قائمة المشاكل المحتملة طويلة. ففي الواقع ربما يثبت في النهاية أن استضافة كأس عالم ناجحة اصعب على البرازيل من الفوز بها.
ويبدو الخطر الرئيسي بالنسبة الى الجماهير والحكومة هو احتجاجات الشوارع العنيفة.
وهناك خطط لاحتجاجات واضرابات عمالية في 12 مدينة ستستضيف البطولة بينها إبطاء في العمل عن طريق بعض عمال المطار في ريو دي جانيرو رغم أن التهديد باضراب طويل في مترو الأنفاق في ساو باولو تراجع.


وكست بعض الأعمال في ريو أبوابها ونوافذها بألواح خشبية في وقت متأخر من يوم أمس الاربعاء تحسبا لاندلاع أعمال عنف. وتستضيف ساو باولو سبع مباريات في كأس العالم بينها المباراة النهائية.
وأبدى مسؤولون في أحاديث خاصة تخوفهم من أن تؤدي الاحتجاجات ومشاكل المرور لفشل الجماهير في الوصول لاستاد كورنثيانز ارينا في ساو باولو حين تبدأ المباراة الافتتاحية الساعة 1700 بالتوقيت المحلي (2000 بتوقيت غرينتش).
وأمرت الحكومة بعطلة جزئية يوم الخميس في محاولة لتخفيف الازدحام. لكن قائمة طويلة من الشخصيات المهمة بينهم عشرة زعماء دول ومسؤولون كبار في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تعني أن المرور سيظل معقداً.
والاستاد نفسه كان مصدراً للقلق. ولم يتم تسليمه فقط متأخرا بستة أشهر وبتكلفة بلغت 525 مليون دولار – وهو ما يزيد بنحو 150 مليون دولار عن الميزانية المحددة – لكن بسبب التأخير ستكون مباراة الخميس الأولى في الاستاد بكامل طاقته.
وقالت ليزبيث سيلفا التي تعمل في مدرسة في ساو باولو «أصلي من أجل ألا يحدث أي شيء خطأ. تسمع عن كل هذه المشاكل، لكن لا تزال ترغب في تشجيع البرازيل».
ويتخطى الأمر في البرازيل كأس العالم نفسها.

وتسعى روسيف لاعادة انتخابها في تشرين الأول (اكتوبر)، وخروج البطولة بشكل سيء من المرجح أن يؤدي لتراجع شعبيتها وهي تحت التهديد بالفعل. وتظهر الاستطلاعات أنها تتقدم حاليا بنحو عشرة في المئة من النقاط على منافسها المحتمل اذا امتد التصويت لجولة ثانية مثلما تتوقع الغالبية.
وأي مشاكل لوجيستية واضطرابات قد تؤذي بشكل أكبر سمعة البرازيل بين المستثمرين التي عانت منذ تراجع نهضة اقتصادية استمرت لعقد كامل عقب تولي روسيف الرئاسة.
وعلى الأقل هناك عامل وحيد من المتوقع أن يكون متعاوناً يوم الخميس وهو الطقس. وتتوقع الأرصاد سماء صافية وحرارة تبلغ 24 درجة مئوية وهو طقس دافىء بالنسبة الى شتاء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
والمنتخب البرازيلي – الذي يقوده المهاجم نيمار البالغ عمره 22 عاماً – مرشح بشدة للفوز على كرواتيا.
ومع تقدم البطولة قد تساعد أيضاً حماسة الجماهير الأجنبية – التي تتوافد بالفعل بأعداد كبيرة على المدن المستضيفة – على تخفيف التوتر بين البرازيليين أنفسهم.

رويترز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق