أبرز الأخبارالأسبوع الثقافي

وعادت مهرجانات بعلبك الى ادراج بعلبك!

«منغيب كتير ومنروح كثير ومنرجع عدراج بعلبك» صدحت فيروز على تلك الادراج يوما، وصدقت نبؤتها!
وبالامس وتحت افياء تلك الهياكل الاثرية،  نستذكر  نجمة اخرى، من لبنان، جبل صوتها بمواسم عزها، ومن وحي المناسبة تدندن قلوبنا ما غنته لها يوماً «رجعنا بعد الغيبة رجعنا… شو حكينا…» لكننا لم نبك كما فعلت بل «ضحكنا» و«ضحكت حجار القلعة معنا». نعم رجعنا، وعادت مهرجانات بعلبك الى بعلبك، وتأكيداً للقرار ارادت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية اطلاق برنامجها لصيف 2014 من قلب القلعة التاريخية، لتعلن للبنانيين وللعرب ولكل العالم، انها ستعود الى عقر دارها… الى مدينة الشمس، واعدة جمهورها باحلى النجوم والليالي، و… الطرقات الآمنة!

من قلب قلعة بعلبك الاثرية، في باحة معبدي باخوس وجوبيتر، وفي خطوة جريئة، غير مسبوقة، تحمل مقاومة ثقافية وتحدياً للأوضاع السياسية والأمنية، وبعد استقبال مهرجاني مميز من فرقة الشرق التراثية بالدبكة البعلبكية وعروض السيف والترس بالزي التقليدي وقرع الطبول، أطلقت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية برنامجها لصيف 2014 خلال مؤتمرٍ صحافيٍ رعاه كل من وزيري السياحة ميشال فرعون والثقافة روني عريجي، في حضور النائب كامل الرفاعي، رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دو فريج، الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، رئيس بلدية بعلبك حمد حسن، وشخصيات.

فرعون: تحقق حلمنا
بالنسبة الى الوزير فرعون «بعلب
ك هي البوصلة لسلامة الثقافة والامن والاستقرار والوطن» ويوضح «منذ شهرين انصب هدفنا على إقامة مهرجانات بعلبك، وكان حلمنا حقيقياً بفعل الامن الحقيقي ونجاح الخطة الامنية في طرابلس والبقاع، وقد أصبح لبنان بخير رغم أن المشاكل كبيرة والجرح كبير بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وكذلك الجرح الذي رأيناه أمس بإقفال طريقي وزارة الدفاع والقصر الجمهوري، وجروح أخرى، وهذا ما ينعكس على الأوضاع العامة».
وسأل: «هل من تناقض في إدارة شؤوننا السياسية تحت سقف الأمن، والنجاح في بث القوى الحية السياحية الحياة في لبنان؟ نقول كلا، لأن الامن من حق أي مواطن، وهو في خدمة المواطن، لكننا اليوم سنعالج مشاكلنا السياسية، ونسمح للقوى الحية بأن تنطلق بكل المناطق اللبنانية، وهي تخلق فرص عمل وحركة سياسية، وكلنا نعرف مع وزراء المنطقة كم عانت هذه المنطقة. ولبنان ونحن في حاجة الى أن نرى نجاح مهرجانات بعلبك».

عريجي: برنامج غني وراق
وأكد عريجي من جهته أن «المهرجانات تبعث الأمل بغد مشرق نتيجة القرار الحازم والجريء للجنة مهرجانات بعلبك 2014». وقال: «إن البرنامج سوف يكون غنياً وراقياً، يعود بنا الى أيام ذكريات الفن العربي والاجنبي، وعودتنا هي فعل إيمان بالثقافة والفن والعيش المشترك، عودة الى لبنان الحضارة والانفتاح والتبادل الثقافي، بعيداً عن الصورة البشعة التي يحاولون إلحاقها به زوراً، رغم ما تعرضت له المنطقة من مآس واعتداءات وإهمال»، متمنياً «أن تساهم المهرجانات في إنعاش الاقتصاد المحلي بما يعود بالخير على المنطقة وأهلها».

نايلة دو فريج: رجعنا عدراج بعلبك
«بفرح كبير» تحدثت نايلة دو فريج عن اطلاق  برنامج مهرجانات صيف 2014 من قلعة بعلبك «هذه القلعة التي إضطررنا إلى الانتقال منها السنة الماضية لاسباب أمنية نعرفها جميعاً».
وتقول: «هذه السّنة عدنا لأن الوضع الامني تغيّر الى الاحسن كما أكّدته لنا كل القوى المعنية التي إستشرناها. والخطة الامنية التي نشرت في البقاع أعطت نتائج فعّالة. ونحن نثق بقادتنا، وبسياسيينا من كل الاطراف».
وتطمئن دو فريج الجمهور «لقد وعدتنا قيادة الجيش بأن تنشر وبقوّة خاصة خلال أيام المهرجان، عناصر على كلّ محاور الطرق التي تقود الى القلعة الرومانيّة، طريق شتوره – زحلة – ريّاق وصولاً الى بعلبك وعيون السيمان – بعلبك وذلك لطمأنة الجمهور».
وتتابع: «ها هي الحفلات تعود الى بعلبك لتعيدنا بالذاكرة الى محطات فنية كبيرة عبرت أجواء هذه القلعة في الايام الخوالي لتذكرنا بأمجاد لبنان وأيام الازدهار ذاكرين الفنانة الكبيرة السيدة فيروز التي غنّت أدراج بعلبك بقولها «منغيب كتير ومنروح كثير ومنرجع عدراج بعلبك». وها نحن على أدراج بعلبك».
وتختم دو فريج برسالة مطمئنة للمشككين بأنه «في حال ولسبب خارج عن إرادتنا أرغمنا على إلغاء عرض معين أو تأجيله نسدّد قيمة البطاقات كما فعلنا السنة الماضية. فلا تترددوا إذاً في شراء بطاقاتكم منذ الآن. ولتشجيع المشاهدين للانتقال الى بعلبك نعرض عليهم مقاعد في «باصات» إنطلاقاً من بيروت بسعر تنافسي وقدره عشرة دولارات للمقعد الواحد».

رئيس بلدية بعلبك: لثقافة الحياة
ورحب رئيس بلدية بعلبك بالحضور وبإطلاق المهرجانات الدولية «من هذا المعلم الأثري للمرة الأولى»، متمنياً «أن تكون خطوات الاطلاق مترافقة مع خطوات انمائية أطلقتها حكومة الرئيس سلام، لن يكون آخرها تعيين محافظ».
ونوه بالوضع الامني الذي تعيشه المنطقة «بفضل المرجعيات الامنية والسياسية»، مشددا على «تشجيع السياحة الداخلية والتواصل ومد جسور المحبة مع كل ابناء الوطن لتكريس ثقافة الحياة وثقافة حوار الحضارات بكرامة واستقلال». وقال: «سوف نكون سداً منيعاً ضد الجهل والتخلف».

ليلى الصلح: لا تحاكموا البقاع
الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة لا تنفي واقع انطلاق  مهرجانات بعلبك اليوم «في اطار مشهد مظلم يخيم على الوطن»، وانطلاقاً من ذلك فهي  توجه التحية الى تلك اللجان، رؤساء وأعضاء، لعزيمتهم المعتادة على تحدي جميع العقبات وتخطي كل الصعوبات، ايمانا بلبنان خالد وسائد». وتحيي الصلح  جهود الجميع «لإصرارهم على أن يكون هذا المهرجان في بعلبك. إنها دون أدنى شك خطوة جبارة، بل قد يقول البعض على أنها خطوة في المجهول، وقد يذهب البعض الآخر الى القول انها مجازفة كبرى، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الجغرافي والسياسي».
وتؤكد: «هذه هي مقاومتنا، نحن على الصمود من اجل البقاء ومن اجل تجدد الحياة في هذا الوطن الجريح. ومؤسسة الوليد بن طلال الانسانية هي هنا اليوم، لتقف الى جانب المهرجان لنعلن ان صورة لبنان التراث والثقافة والحضارة سوف تبقى وتستمر».
وختمت: «ستبقى بعلبك عصية على الاستسلام، فنحن اولاد هذا النهر العاصي، العاصي حتى على الطبيعة الجغرافية. فلا تحاكموا البقاع ولا تحكموا على أبنائه، لأننا سنعصى على الاتهامات الظالمة».

غياب الحلاني
وألقى المخرج جو مكرزل كلمة الفنان عاصي الحلاني الذي تغيب عن المؤتمر لاسباب صحية، مهنئا بعودة المهرجانات، ومؤكداً: «سنعرض ما هو على مستوى».

ليالي بعلبك 2014
وختاماً وزعت مارتا الهراوي عضو لجنة المهرجانات، برنامج حفلات مهرجانات بعلبك 2014 كالآتي:
الاربعاء 30 تموز (يوليو) والجمعة 1 آب (اغسطس) 2014:
عاصي الحلاني في «عاصي … الحلم».
على أدراج معبد باخوس.
كوريوغرافيا: فرانسوا رحمة – إخراج: جو مكرزل.

اجتاز هذا النجم اللبناني، ابن البقاع والفنان الذي يعشقه جمهوره مختلف القارات وشارك في أكبر المهرجانات العالمية مثل مهرجان جرش وقرطاج، وغنّى في أوروبا والولايات المتحدة وها هو الآن يعود إلى هياكل بعلبك ليحيي حفلاً زاخراً بالألوان. يعرض عاصي…  الحلم «حلم» عاصي أثناء مشواره الفني من بداياته في هذا العالم وحتّى تسلقه قمّة المجد. لوحات راقصة وغنائية تتوالى على وقع الفصول الأربعة. سيغني النجم عاصي «مباشرة» أمام جمهوره مقدّمًا له أغانيه الأكثر شعبية إضافة إلى أغنية مفاجأة يهديها إلى بعلبك. يرافقه على المسرح نخبة من المواهب من موسيقيين وراقصين.

الأحد 3 آب 2014
مغنية الأوبرا الرومانية أنجيلا جورجيو.
يرافقها ألكساندرو بيتروفيتشي على البيانو.

معبد باخوس
برز نجم مغنية الأوبرا الرومانية أنجيلا جورجيو للمرّة الأولى عام 1994 في أوبرا «لا ترافياتا» بقيادة جورج سولتي وسرعان ما سطع أكثر بفضل صوتها الاستثنائي، وطابعه الرقيق وأسلوبها المؤثر والتدرّجات اللامتناهية في صوتها. ولا شكّ أنّها من أفضل نجمات الأوبرا في عصرنا الحالي وذلك بفضل أدائها أدواراً كبرى كمغنية سوبرانو في مقطوعات لبوتشيني وفيردي وأدريانا لوكوفرور وبفضل إحساسها العالي وتألّقها.
هذه السوبرانو الرومانية، وريثة عرش مغنية السوبرانو لا كالاّس La Callas، فرضت نفسها على أبرز مسارح العالم. وفي يوم الأحد في 3 آب (أغسطس) 2014، وفي معبد باخوس، ستقدّم الديفا التي وصفتها صحيفة «نيويورك صن» حديثاً بـ «نجمة الأوبرا الأكثر تألقاً في العالم»، إلى الجمهور اللبناني حفلاً موسيقياً يرقى إلى مستوى موهبتها الفريدة.

الأحد 10 آب (اغسطس) 2014
ضافر يوسف و Birds Requiem (ترنيمة للطيور)
مع حسنو سنلنديريتشي وايفيند آرسيت
على أدراج معبد باخوس

ها هو النجم التونسي الشهير ضافر يوسف، صاحب الصوت الرخيم يعود ولكن هذه المرّة إلى بعلبك ضمن مهرجان موسيقي ذي عنوان معبّر Incantations – Birds Requiem (ترنيمة للطيور)، يتراقص بخفّة على وقع أنغام عوده السحرية، يحوط به على المسرح نخبة من الموسيقيين ومن بينهم ضيف مميّز جداً، عازف الكلارينيت التركي حسنو سنلنديريتشي الذي سيعزف للمرة الأولى في لبنان.
هو ضافر يوسف يدعونا إلى رحلة تأملية تزخر بالمشاعر.

السبت 16 آب (اغسطس) 2014
Les 7 DOIGTS DE LA MAIN
تقدّم “SEQUENCE 8”
مهرجان بهلواني ومسرحي
على أدراج معبد باخوس

الفرقة الكندية Les 7 Doigts de la main (أصابع
اليد السبعة) معروفة بحفلاتها البهلوانية التي يؤديها أفرادها. وتُغني لوحات راقصة وموسيقية وأخرى مسرحية أداء هذه الفرقة.
 قدّم أفراد هذه الفرقة المتميّزون عروضاً أمام مئات ملايين المشاهدين أثناء ثلاث حفلات افتتاحية للألعاب الأولمبية  في تورينو وفانكوفر ومؤخراً في سوتشي. وصفّق أكثر من 200 ألف متفرّج للحفل الأخير للفريق «التسلسل الثامن» “SEQUENCE 8”، الذي تمّ تأليفه عام 2012 في مهرجان ليالي فورفيير (مدينة ليون الفرنسية). ويحمل حفل «التسلسل الثامن» رسالة ودعوة لملاقاة الآخر.
السبت 16 آب (اغسطس)، سيعيش الجمهور اللبناني لحظات سحرية وتفاعلية تأسر الكبار والصغار معاً.

الأحد 31 آب (اغسطس) 2014
جيرارد دوبارديو وفاني أردان
في La Musica Deuxième
مسرحية لمارغوريت دوراس
معبد باخوس

جيرارد دوبارديو وفاني أردان عملاقا السينما الفرنسية يعرضان موهبتيهما في نصّ مارغوريت دوراس المؤثر “La Musica deuxième” (الموسيقى الثانية).  فقد أحبّا بعضهما وشكّلا ثنائياً وتزوّجا ليحذوا بذلك «حذو الجميع» قبل أن ينفصلا.
وتعرب مهرجانات بعلبك عن فخرها لأن أبواب القلعة كانت مفتوحة لتلبية طلب جيرارد دوبارديو وفاني أردان للمجيء إلى رحابها لأداء نصّ هو من بين الأكثر تأثيراً لمارغوريت دوراس التي يحتفل العالم هذه السنة بالذكرى المئوية لولادتها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق