لقطات
مع اشتداد موجة الحر التي اجتاحت لبنان شهدت بعض مناطق العاصمة تراجعاً كبيراً في التغذية بالتيار الكهربائي، وعادت الى التقنين القاسي لساعتين او ثلاث ساعات في افضل الحالات خلال الاربع والعشرين ساعة دون ان يطل احد من المسؤولين ويشرح للناس الاسباب. اليس من حق المواطن ازاء هذا الواقع ان يتوقف عن دفع الرسوم الباهظة التي ربطتها شركة الكهرباء بوعد بتأمين التغذية من ثماني الى عشر ساعات يومياً؟
استقبلت الاسواق التجارية، وخصوصاً محلات بيع الخضار، عيد الاضحى المبارك بارتفاع كبير غير مبرر بالاسعار، في غياب تام لاي مراقبة او محاسبة. فالى متى سيبقى المواطن ضحية هذا الجشع المستشري في كل مكان، والى متى ستبقى وزارة الاقتصاد غائبة عن القيام بدورها وملاحقة الذين لا يراعون للقوانين حرمة ولا لوضع المواطنين الذين يعانون من ضائقة اقتصادية قاتلة؟
هدأت الضجة التي اثارها الارتفاع الجنوني في الاقساط المدرسية، دون ان تخفض ادارات المدارس دولاراً واحداً، ودون ان يتخذ وزير التربية الاجراءات التي وعد بها. وهكذا تنتهي القضية على حساب الاهل والجيل الطالع من الطلاب الذين يحرم الكثيرون منهم من التعليم بسبب هذا الفلتان غير المراقب، الامر الذي سينعكس قريباً على نشر الامية بين اكثرية اللبنانيين. المواطن هو الاضعف ويدفع الثمن دائماً لانه صامت لا يتحرك.
اسرار
عاد الى المنطقة مع بداية الاسبوع مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة، اموس هوكستين، فما عساه يحمل معه؟ هل ان الولايات المتحدة قررت لجم الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان ووقف هذا التدهور، ام ان الزيارة تأتي من باب اثبات الوجود خدمة لمعركة الرئاسة الاميركية التي تقترب من موعدها. وهل جاء هوكستين من اجل لبنان ام للاهتمام بمصلحة اسرائيل؟
الذين وضعوا امالهم بالمبادرات المتعددة التي تقوم بها بعض الاطراف لانتخاب رئيس للجمهورية، يبدو انهم بدأوا يصابون بالخيبة فالاطراف اللبنانية على مختلف تعددها لا تزال على مواقفها ولن تتراجع خطوة واحدة الى الوراء واصرار الرئيس بري على تكريس عرف جديد يقضي باجراء حوار يسبق انتخاب رئيس الجمهورية، مؤشر اكيد على ان الطبخة الرئاسية لم يحن اوانها بعد.
خطب عيد الاضحى المبارك كانت بمثابة استفتاء على تأييد السواد الاعظم من اللبنانيين التقيد بالدستور وانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الحياة الى المؤسسات. وتمنى اللبنانيون على رجال الدين جميعاً التعاون في سبيل تنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري حتى ولو اضطروا الى الذهاب الى المجلس النيابي والبقاء فيه الى ان تفتح ابوابه ويتولى النواب انتخاب الرئيس.