دولياترئيسي

جانيت ضد لاري… فعلى من يقع الاختيار؟

اول امرأة تحاول ان تكون رأس الهرم في معبد الدولار، ضد وزير الخزانة السابق، ممثلاً لحفنة من السلطة الذكورية. وقد يكون القرار الذي سيتخذه الرئيس الاميركي في هذا الموضوع، الاهم في المجال الاقتصادي خلال ولاية رئاسته الثانية. وفي العقود الماضية، لم يواجه البيت الابيض، اية مشاكل عندما اختار بول فولكر. وآلان غريسبان وبن برنانكه، لحاكمية البنك الاتحادي الاميركي. ولكن الامور لن تكون هكذا في هذه المرة.

ولاية برنانكه تنتهي في آخر كانون الثاني (يناير)، على رأس البنك المركزي الاميركي، ولكن المعركة اشتعلت منذ اليوم، حول الخليفة في مواجهة يبدو انها مقتصرة على اسمين: جانت يلّن ولاري سامرز، مما ادى الى قيام مواجهة خصوصاً في صفوف الحزب الديموقراطي لم يشهدها المسرح الاميركي من قبل.
انها مواجهة حول دور امرأة، في دنيا المال والسياسة المالية، وحول السياسات التمددية التي اعتمدها البنك المركزي الاميركي، في عهد برنانكه التي تعتبر جانيت يلن، نائبة الحاكم، احد اهم راسمي خطوطها. بينما أكثر وزير الخزانة السابق، من انتقاداته لها.
وانها مواجهة كذلك حول ليونة اعتمدتها الحكومة تجاه وول ستريت.

مهندس السياسة الاقتصادية
المنادون بالاولوية للسلطة السياسية، يعتبرون ان سامرز هو رجل الاسواق ومهندس السياسة الاقتصادية التي اعتمدها بيل كلينتون، واستمرت مع رونالد ريغان. وسمحت لرجال المال بأن يفرضوا سلطتهم حتى تفجرت الاوضاع، في سنة 2008، على ايقاع انهيار لبمان براذرز. ويتولى سامرز اليوم، التدريس في جامعة هارفرد، وخصوصاً اعطاء الاستشارات لبنوك مثل سيتي غروب وهدج فاند، وشركات مثل «فنتشور كابيتال».
ويرد انصار سامرز، بأنه اذا كانت جانيت يلّن، «عذراء» في هذا المجال، لأنها صرفت حياتها كلها (66 سنة) بين الجامعات والمؤسسات المالية، وانه اذا كان المطلوب ان يكون حاكم البنك المركزي محايداً، وفوق كل الشكوك فان عليه ان يعرف كذلك جيداً، الأسواق التي لم ترتدها جانيت يوماً.
وهناك من يقول، ان الرئيس اوباما يفضل التعامل مع اشخاص يعرفهم : ففي حين لم تزر جانيت البيت الابيض، الا مرة واحدة، فان سامرز التقى الرئيس 14 مرة.
وتكفي هذه العناصر، لإثارة قلق ليبيراليي التوجه الاقتصادي، الذين يعتبرون سامرز ومن يدعمه وزير الخزانة السابق والمصرفي السابق في وول ستريت، بوب روبين. اضافة الى تيم غايتنر وجين سبرلينغ، القريبين جداً من وول ستريت و«المتعاونين» مع الجمهوريين. وعلى هذا الايقاع انطلقت مبادرة لا سابقة لها: 20 من اصل 53 ديمقراطي في مجلس الشيوخ، وقعوا رسالة رفعوها الى اوباما، تدعوه الى اختيار جانيت يلن، وتعدد «مساوىء» سامرز. كما للقول: حذار اننا لن نصوت له، اذا طرح ترشيحه على مجلس الشيوخ. فشكلت المبادرة تدخلاً لا سابقة له في صلاحيات البيت الابيض، لانه اذا كانت صلاحيات الكونغرس هي في التصويت، فإن الرئيس هو الذي يختار ولم يسبق للساحة السياسية الاميركية ان شهدت فيتو وقائياً.

قضية المرأة
فريق عمل الرئيس الاميركي سعى الى تهدئة الاجواء مذكرين بان اوباما لن يتخذ قراره قبل الخريف، ولكن الشرارة انطلقت، وتدخل في تشعباتها المسألة النسائية. فالمرأة تسلقت في الولايات المتحدة مواقع مهمة في المسؤولية في عهد اوباما، من السياسة الخارجية الى الامن الداخلي الى المحكمة العليا، ولكنها لم تصل بعد الى قدس مقدسات الاقتصاد: الخزانة والبنك المركزي. وكان هذا الموقع الذي يسيطر عليه اتباع مدرسة «جماعة روبين»، منذ ايام بيل كلينتون شهد مواجهات في مناسبات عدة مع نساء جميعهن من جامعة بركلي، مثل يلن، انتهاء بـكريستينا رومر التي خرجت من بيت اوباما الابيض، وكادت تتخاصم مع الرئيس.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق