سياسة لبنانيةلبنانيات

عنف المعارك في غزة وجنوب لبنان ترافق مع نشاط سياسي ودبلوماسي واسع في بيت الوسط

الصورة لم تتبدل لا في غزة ولا في جنوب لبنان قصف جوي وبري عنيف وتدمير منازل وسقوط ضحايا. وتتوسع الاعمال الحربية على الجبهتين. في غزة تمددت الى رفح حيث الكثافة السكانية تسجل رقماً قياسياً، وهذا ما دفع الدول المهتمة بهذه الحرب الى توجيه النداءات العاجلة لمنع وقوع كارثة. وفي الجنوب لم تسلم قرية او بلدة جنوبية من الاعتداءات الاسرائيلية، التي دمرت عدداً من المنازل وسقط بنتيجتها ضحايا مدنية. وفي هذه الاجواء المقلقة اطل الامين العام لحزب الله منتقداً الذين يعارضون فتح جبهة الجنوب وقال ان المقاومة تراقب كل التطورات في المنطقة وان كل الاحتمالات مفتوحة. واضاف، نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة. واكد انه عندما يقف العدوان على غزة سيقف اطلاق النار في الجنوب. وعن زيارات الموفدين الى لبنان قال: ان كل الوفود التي اتت الى لبنان خلال الاشهر الماضية، لها هدف واحد امن اسرائيل وحمايتها ووقف اطلاق النار على المواقع الصهيونية، واعادة المئة الف مستوطن الى المستوطنات. ان هذه الوفود الغربية تتبنى بالمطلق الورقة الاسرائيلية وتكتفي بتقديمها الى لبنان. وحمل على الهواتف الخلوية وطلب من سكان القرى الحدودية التوقف عن استخدامها، لانها تنقل رسائل الى العدو.
على الصعيد السياسي كان يوم امس يوم الرئيس سعد الحريري بامتياز، اذ شهد بيت الوسط حركة سياسية ودبلوماسية ناشطة. وكان اول الزائرين السفيرة الاميركية ليزا جونسون التي اجتمعت بالرئيس الحريري على مدى اكثر من نصف ساعة، خرجت بعدها لتقول ان اللقاء كان ممتازاً. ثم استقبل السفير المصري الذي تشارك دولته باللجنة الخماسية المهتمة بشؤون لبنان، بعدها استقبل السفير الفرنسي، والذي قدمت بلاده مقترحاً لوقف الحرب في الجنوب اللبناني. كما استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من المشايخ. وعلم ان المفتي طالب الرئيس الحريري بانهاء اعتكافه عن العمل السياسي والعودة الى لبنان ليمارس دوره السياسي الذي كان دائماً يتصف بالاعتدال. وهو القادر على اعادة جمع الصف السني الذي تشرذم في غيابه.
واستقبل ايضاً سفيرة قبرص وبحث معها اخر التطورات والعلاقات الثنائية. ثم استقبل السفير الروسي في حضور مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان وعرض معه العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة. كما استقبل ايضاً السفير الاسباني.
كذلك التقى الرئيس الحريري مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان يرافقه رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود، ثم المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، رئيس جهاز امن الدولة العميد حسن شقير وعرض معهم الاوضاع الامنية في البلاد.
كذلك استقبل الحريري عدداً من الشخصيات السياسية والنيابية، وقد زاره النائب في التيار الوطني الحر آلان عون بصفة شخصية، وعدد من النواب. وبعد الظهر استقبل الحريري نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الذي قال هناك عودة حتمية للرئيس الحريري. كما تلقى اتصالات من اخرين. وفي المساء زاره رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقد استبقاه الى العشاء، وكان يرافقه نجله النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف فنيانوس. والانظار كلها متجهة الى ما سيعلنه الرئيس الحريري اليوم. فبعد ان يزور ضريح الرئيس رفيق الحريري يعود الى بيت الوسط، ويلتقي بجمع شعبي غفير سيتجمع هناك ويلقي كلمته.
في هذا الوقت جابت مسيرات سيارة منطقة الطريق الجديدة وبعض شوارع العاصمة، عشية الذكرى الـ 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وتقدمت المسيرات دراجات نارية، حاملة اعلام تيار المستقبل وصور الرئيس الشهيد وصور الرئيس سعد الحريري، واطلقت الهتافات المؤيدة والمرحبة بعودة الرئيس سعد، وسط الاناشيد والنداءات التي دعته الى انهاء اعتكافه السياسي.
في هذا الوقت تواصلت الاتصالات لتهدئة الوضع في الجنوب ومنع توسع الحرب. وكان لافتاً الاقتراح الذي قدمه وزير خارجية فرنسا الاسبوع الماضي يوم زار بيروت وسلم نسخة منه الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ونسخة الى الامين العام لحزب الله، وثالثة الى اسرائيل. وعلق حزب الله على الاقتراح قائلاً، ان لا بحث باي حل سياسي، قبل توقف الحرب في غزة. اما رئيس الحكومة فيواصل اتصالاته للجم العنف وسيلتقي في نهاية هذا الاسبوع بمستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين في احدى الدول الاوروبية ويبحث معه الوضع على الحدود الجنوبية والعمل الجاري لاعادة تثبيت الحدود اللبنانية التي خرقها العدو الاسرائيلي في بعض الاماكن، وكذلك قضية شبعا وتلال كفرشوبا. ومن المعروف ان هوكستين اوقف نشاطه حول هذا الموضوع بعدما اعلن حزب الله انه لن يبحث في اي مشروع سياسي قبل وقف الحرب في غزة.
اما على صعيد رئاسة الجمهورية المعطلة بفعل الانقسامات الداخلية، فقد اجتمع وزير خارجية مصر سامح شكري بالموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وكان موضوع الحديث الرئاسة اللبنانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق