سياسة لبنانيةلبنانيات

العدو الاسرائيلي يركز حربه على مستشفيات غزة وعلى المدنيين والاعلاميين في جنوب لبنان

هل يبادر مجلس الوزراء اليوم فيمدد للعماد عون على رأس المؤسسة العسكرية؟

نقلت اسرائيل حربها الوحشية على المدنيين في غزة الى المستشفيات مستهدفة المرضى والاطفال مما ادى الى وفاة عشرات المرضى وسبعة اطفال بسبب النقص في الاوكسجين. ونفاد المحروقات. واعلنت وزارة الصحة في القطاع امس ان جميع مستشفيات غزة اصبحت خارج الخدمة. الولايات المتحدة اعلنت رفضها لضرب المراكز الصحية وقال الرئيس الاميركي جو بايدن انه يجب الدفاع عنها. في هذا الوقت تتواصل الضغوط على العدو الاسرائيلي لوقف اطلاق النار وامهلت الولايات المتحدة اسرائيل اسبوعين لوقف الحرب. يترافق كل ذلك مع محاولات لاطلاق عدد كبير من الاسرى المحتجزين لدى حماس. ويقوم بها بصورة خاصة قطر بالتعاون مع الادارة الاميركية ومصر. وفي كل مرة يقترب الحل، ترفضه حكومة الحرب الاسرائيلية المصغرة، وهي تحاول كسب الوقت علها تستطيع تحقيق انجاز ما تمحو به وصمة الذل التي الحقتها حماس بها. وتفيد الانباء الواردة من غزة ان مستشفيات الجنوب ليست افضل حالاً، اذ انها تعاني من نقص المحروقات والمستلزمات الطبية.
في الجنوب اللبناني تتصاعد الاشتباكات يوماً بعد يوم حتى اقتربت من الحرب الحقيقية الشاملة. وقد وسعت اسرائيل قصفها امس فطاول المنازل في بعض القرى الحدودية، كما استهدف فريقاً من الاعلاميين رغم معرفة العدو بانهم اعلاميون. فهي تحاول الا تصل جرائمها الى الرأي العام العالمي، ولذلك تعتبر الاعلاميين اعداء لها. وافيد ان القصف على المنازل اسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وقد رد حزب الله على هذه الاعتداءات فقصف مراكز وتجمعات العدو واوقع فيها خسائر بشرية ومادية.
على الصعيد الداخلي انشغلت الاوساط السياسية والرسمية امس بالتمديد لقائد الجيش، لان المس بالمؤسسة العسكرية في هذه الظروف لا يجوز مطلقاً، مع العلم انه لم يعد لدى الحكومة والمجلس النيابي الكثير من الوقت لبت هذا الموضوع. وعلى هذا تكثفت الاتصالات وعلم ان حزب الله وافق على التمديد للعماد جوزف عون. وابلغ ذلك الى الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي والى العماد عون، واكد ان وزراءه سيحضرون اي جلسة لمجلس الوزراء تعقد بهذا الخصوص. وهكذا اصبح الثنائي الشيعي موافقاً على التمديد وبذلك يعتبر الموضوع محسوماً.
وكان وفد من كتلة الجمهورية القوية قد زار الرئيس بري امس، وطلب اليه تعيين جلسة لمجلس النواب لاقرار المشروع الذي تقدم به حزب القوات بهذا الخصوص. وصرح النائب جورج عدوان بان الرئيس بري وعدهم بانه سينتظر حتى نهاية الشهر، فاذا لم تبت الحكومة بالامر، سيدعو الى جلسة نيابية يكون التمديد البند الاول، ولكنه قال انه متأكد ان الحكومة ستقوم به يتوجب عليها وكان الوفد قد زار ميقاتي لهذه الغاية. كذلك واصلت بكركي برئاسة البطريرك الراعي الاتصالات لانقاذ المؤسسة العسكرية. وقد حذر منذ ايام من ادخال اي تغيير، خصوصاً وان الحرب على الابواب. ولهذه الغاية استقبل امس السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي قالت ان الولايات المتحدة مهتمة بالاستقرار في لبنان، وتدعم الجيش، وترفض ادخاله في حرب غزة. وكذلك زار النائب نعمة افرام الصرح البطريركي واعلن تأييده للتمديد للعماد جوزف عون، ريثما يتم انتخاب رئيس للجمهورية.
واليوم تعقد جلسة لمجلس الوزراء، فهل يبادر الرئيس ميقاتي الى طرح موضوع التمديد لقائد الجيش من خارج جدول الاعمال، وبذلك يضع حداً لهذا النقاش الذي طال، مع العلم ان الجهة الوحيدة التي تعارض التمديد للعماد عون هو التيار الوطني الحر، ويقال ان معارضته لاسباب خاصة ومصالح آنية، ولذلك لم يلق من يقف الى جانبه في هذا الرفض. والمستغرب ان وزير الدفاع الذي يفترض فيه ان يكون اول المبادرين لانقاذ المؤسسة العسكرية، فيقوم بواجبه القانوني ويقدم اقتراحاً بالتمديد، الا انه رفض وهو يعارض تمشياً مع الجهة التي يمثلها في الحكومة. وعلى هذا الاساس فان مجلس الوزراء سيتخذ هو المبادرة، وفق اجتهاد يتيح له ذلك.
ان الظرف عصيب ومصيري ومن غير المسموح التلهي بامور صغيرة، من اجل مصالح خاصة بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية. فالمصلحة العامة تقتضي وقوف الجميع الى جانب الجيش، الذي استطاع رغم كل ما يواجهه من صعاب ان يبقى صامداً جامعاً، ويؤمن بالحد المعقول الامن والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق