رئيسيسياسة عربية

مقتل ستة فلسطينيين واصابة 26 اخرين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي

تنديد دولي واسع بالعملية الاسرائيلية ودعوات للتصعيد

قُتل 6 فلسطينيين وأصيب 26 آخرون الثلاثاء برصاص الجيش الإسرائيلي الذي داهم مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية. وقال الجيش في بيان إن جنوده طوقوا منزلاً تحصن فيه متهم بقتل إسرائيليين، واستخدموا صواريخ تطلق من على الأكتاف باتجاه المبنى. ونعت حركات فلسطينية القتلى، فيما أشادت القيادات الإسرائيلية بالعملية.
داهمت القوات الإسرائيلية مخيماً للاجئين في مدينة جنين بالضفة الغربية الثلاثاء، فقتلت 6 فلسطينيين على الأقل، من بينهم ناشط من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يُشتبه بضلوعه في مقتل شقيقين بالرصاص في مستوطنة يهودية قرب قرية حوارة الأسبوع الماضي.
وقال شهود لوكالة رويترز إن اشتباكات اندلعت بعدما شاهد سكان في المخيم جنوداً إسرائيليين يخرجون من شاحنة للأثاث قرب منزل على تل يطل على وسط المخيم مترامي الأطراف، ليفتح مقاتلون النار على الفور.
وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن قواته طوقت منزلاً تحصن فيه المسلح المشتبه به مع مقاتلين آخرين، وصوبت صواريخ تطلق من على الأكتاف باتجاه المبنى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 6 فلسطينيين قتلوا وأصيب 16 على الأقل، فيما أصيب أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية بجروح، ولحقت إصابات طفيفة بـ3.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المسلح الفلسطيني المقتول يُدعى عبد الفتاح خروشة، وهو عضو في حماس، وأطلق النار على الإسرائيليين وهما في سيارتهما عند نقطة تفتيش قرب قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة يوم 26 شباط (فبراير).
وذكر أن نجلي خروشة اعتقلا في مداهمة لمدينة نابلس، وهي نقطة أخرى لأنشطة المسلحين في الضفة الغربية.

تنديد الحركات الفلسطينية

وجاء في بيانين من حماس والجهاد الإسلامي أن جميع القتلى عناصر من الحركتين، وكذلك من حركة فتح.
وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان: «ندعو مجاهدي شعبنا في كل مكان إلى تصعيد المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال ومغتصبيه، والاشتباك معهم في كل ربوع وطننا المحتل».
وقالت حماس إن خروشة من أعضائها، وهو منفذ عملية حوارة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود للصحفيين في لندن إن خطر تصاعد الموقف خارج نطاق السيطرة كبير، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية أو إسرائيل، بل في المنطقة.
وشن المستوطنون اليهود هجوماً انتقامياً بعد مقتل الإسرائيليين، ما أدى إلى مقتل فلسطيني وإضرام النار في عشرات المنازل والسيارات، في أعمال شغب وصفها قائد إسرائيلي كبير بأنها “مذبحة”.

غضب دولي

وأثار الشغب غضباً وتنديداً من المجتمع الدولي، وزادت ردود الفعل حدة بعد أن قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه يجب محو حوارة. وتراجع الوزير المسؤول عن بعض جوانب إدارة الضفة الغربية جزئياً عن هذه التصريحات لاحقاً.
وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعواته للجانبين بتهدئة التوتر في الضفة الغربية. ومن المتوقع أن يثير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مسألة العنف خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع.
وأكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء الثلاثاء أن باريس «قلقة للغاية» إزاء تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولم تجب وزيرة الخارجية الفرنسية بشكل مباشر عن أسئلة نواب استجوبوها حول إمكان فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية، لكنها ذكرت أن فرنسا أدانت مؤخراً «العنف» الذي يرتكبه مستوطنون إسرائيليون بحق مدنيين فلسطينيين.
لكن لا يوجد علامة على أي تراجع في أعمال العنف قبل بداية شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وأدانت مصر اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، مؤكدة رفضها التام «لسياسة الاقتحامات المتكررة الإسرائيلية، وما ينتج عنها من سقوط ضحايا من المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني».

مزيد من العنف في حوارة

وعلى الرغم من الحملة التي شنتها الشرطة الإسرائيلية، استمرت التوترات في حوارة، وهاجم مستوطنون فلسطينيين في القرية ليلاً.
وفرقت قوات الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود حشوداً ممن وصفهم الجيش بأنهم «عدد من مثيري الشغب الذين يشنون أعمال عنف» في حوارة. وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الشبان يرتدون ملابس سوداء ويهاجمون سيارة أحد الفلسطينيين، قبل أن يتمكن سائقها من الفرار.
وأظهرت لقطات أخرى جنوداً إسرائيليين يرقصون مع مستوطنين يهود في البلدة، احتفالاً بما يُسمى عيد المساخر اليهودي، بينما يُسمع صوت يقول بالعبرية: «حوارة تم غزوها يا سادة»!
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على سؤال حول لقطات الجنود الراقصين مع المستوطنين في رده على طلب للإدلاء بمعلومات عن الواقعة. ولم يرد فوراً على سؤال من رويترز حول ما إذا كان قام بأي اعتقالات. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 فلسطينياً منذ بداية العام الحالي، من بينهم نشطاء مسلحون ومدنيون. وخلال الفترة نفسها، قتل فلسطينيون 13 إسرائيلياً وامرأة أوكرانية في سلسلة من الهجمات غير المنسقة على ما يبدو نفذها أفراد.

فرانس24/ رويترز/أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق