دولياترئيسي

أوكرانيا «هزمت رعب الشتاء» وشنت هجمات بمسيَّرات على القرم

أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء أنّ بلاده «تجاوزت أصعب شتاء في تاريخها» شهد قصفاً روسياً مكثّفاً أغرق ملايين الأشخاص في الظلام، فيما أفاد الجيش الروسي عن صدّ هجوم «مكثّف» بطائرات مسيّرة على شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو.
وأوضح الجيش الروسي أنّه تمّ تحييد جميع الطائرات الأوكرانية العشر التي تمّ إرسالها إلى شبه الجزيرة. وهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تتحدّث فيه موسكو عن هجوم بطائرات مسيّرة.
في هذه الأثناء، قال كوليبا «كان الجو بارداً ومظلماً، لكننا لم نرضخ»، مضيفاً أن «أوكرانيا هزمت رعب الشتاء»، بعد أكثر بقليل من عام على بدء الغزو الروسي.
واعتبر أنّ الاتحاد الأوروبي «كسب أيضاً» لأنّه «لم يتجمّد بدون الغاز الروسي» الخاضع للعقوبات. وكانت روسيا، التي تعدّ أحد المورّدين الرئيسيين للغاز لأوروبا قد أعلنت تنبؤّات كارثية في حال انقطاع إمداداتها.
وقال كوليبا «وقف شركاؤنا إلى جانبنا وقدموا لنا يد العون»، مضيفاً «ما زال الطريق نحو النصر النهائي طويلاً، لكننا نعرف بالفعل كيف ننتصر».
من جهته، تمنّى الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع أوليكسيتش دانيلوف للمواطنين «أول يوم سعيد في الربيع الأوكراني»، وتساءل «إذن، هل تمكّنوا من تجميدنا؟».

هجوم على القرم

شهد فصل الشتاء في أوكرانيا سلسلة طويلة من القصف الروسي باستخدام الصواريخ والمسيرات المتفجّرة التي طاولت منشآت للطاقة ما تسبّب في انقطاع كبير في التيار الكهربائي والتدفئة والمياه بشكل منتظم.
وأجبر القصف الروسي الشركة الأوكرانية الوطنية المشغّلة «أوكرينيرغو» على مواصلة الإمداد بشكل متقطّع، في الوقت الذي انشغلت فيه خدمات الطوارئ الأوكرانية في إصلاح المنشآت المتضرّرة.
وبقي ملايين الأشخاص، بما في ذلك في كييف وغيرها من المدن الكبرى، من دون تدفئة في درجات حرارة منخفضة.
وقام حلفاء كييف الغربيون بتزويدها تدريجياً بأنظمة دفاع جوي بينما قلّلت روسيا من وتيرة هذه الهجمات.
وأكدت «أوكرينيرغو» الأربعاء أنّ نظام الكهرباء الأوكراني لم يتعرّض لأضرار منذ 18 يوماً.
من جهته، أعلن الجيش الروسي الأربعاء صدّ هجوم «مكثّف» بطائرات مسيّرة على شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014 وحيث يتمركز أسطولها في البحر الأسود فيما تستخدمها كقاعدة خلفية لهجومها في أوكرانيا. وهذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها شبه الجزيرة منذ بداية الحرب.
وجاء ذلك غداة استهداف مناطق روسية عدة، من بينها موسكو للمرة الأولى، بهجمات بطائرات من دون طيار أوكرانية.
وخلال الشتاء، تركّز القتال في شرق أوكرانيا، خصوصاً حول مدينة باخموت، حيث أعلن الجيش الأوكراني الثلاثاء عن وضع «متوتّر للغاية» في مواجهة الهجمات المتكرّرة.

مينسك تدعم الخطة الصينية

استولت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة على بلدات عدة تقع شمال باخموت، مشدّدة قبضتها على هذه المدينة بالتوازي مع قطع ثلاثة من الطرقات الأربعة التي تسمح بإيصال الإمدادات إليها.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأنّ الطريق المؤدي إلى باخموت وتشاسيف يار، وهي بلدة تقع إلى الغرب مباشرة، أُغلقته الشرطة أمام حركة السير.
ونفى المتحدث باسم القيادة الشرقية في الجيش الأوكراني سيرغي تشيريفاتي لوكالة فرانس برس، أن يكون هناك انسحاباً أوكرانياً من باخموت.
بدوره، قال رئيس الإدارة العسكرية للمدينة أوليكسي ريفا إنّ «معارك ضارية تتواصل في باخموت».
إلى الشمال في هذا الجزء من الجبهة، كان الأطباء الأوكرانيون يحاولون علاج الجنود المصابين في القتال.
وقال طبيب التخدير إيغور لوكالة فرانس برس «هنا، يتمّ إنقاذ شخص كلّ يوم».
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية الأربعاء أنّ القصف الروسي على منطقة دونيتسك أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة أربعة آخرين بجروح.
كذلك، أُصيب رضيع يبلغ من العمر عاماً واحداً ووالدته بجروح، في قصف تعرّضت له منطقة خيرسون الجنوبية، وفقاً للسلطات المحلية.
على الجبهة الدبلوماسية، قال رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو حليف موسكو الذي يزور الصين حالياً، إنه يؤيّد «تماماً» المقترحات الصينية لتسوية النزاع في أوكرانيا.
الجمعة الماضي بعد مرور عام على اندلاع الهجوم الروسي على أوكرانيا، نشرت بكين وثيقة من 12 نقطة تدعو بشكل خاص موسكو وكييف إلى إجراء محادثات سلام، وشدّدت في الوقت ذاته على احترام سلامة الأراضي، معارِضة أيّ لجوء إلى الأسلحة النووية.
وفيما استقبلت الدول الغربية هذا التدخّل الدبلوماسي الصيني بتشكّك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعدّ «للعمل» مع الصين معلناً عزمه على مقابلة نظيره شي جينبينغ.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق