رئيسيسياسة عربية

تجدد الاضطرابات في حي الشيخ جراح بالقدس بعد محاولة اسرائيل إخلاء منزل فلسطيني

لوح فلسطيني يواجه خطر الطرد من منزله بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية على يد الشرطة الإسرائيلية الإثنين بتفجير إسطوانات الغاز بمنزله بدلاً من السماح بخروج أسرته من المنزل بالقوة. وأصبح حي الشيخ جراح، الذي تنتشر بين جنباته الأشجار ويضم منازل من الحجر الرملي وقنصليات أجنبية وفنادق فاخرة، رمزاً لما يعتبره الفلسطينيون حملة إسرائيلية لإجبارهم على الخروج من القدس الشرقية.
شهد حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة الإثنين حالة من الاضطراب مع تلويح فلسطيني يواجه خطر الطرد من منزله على يد الشرطة الإسرائيلية بتفجير إسطوانات الغاز بمنزله بدلاً من السماح بخروج أسرته من المنزل بالقوة.
وحاصر العشرات من أفراد الشرطة بمعدات مكافحة الشغب المنزل منذ الصباح الباكر في مواجهة على مدى ساعات. وأُغلقت الطرق حول المنطقة الواقعة على بعد كيلومتر واحد شمالي أسوار البلدة القديمة بالقدس والتي شهدت الكثير من الاشتباكات العام الماضي بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود.

رمز لـ «المقاومة»

وأصبح حي الشيخ جراح، الذي تنتشر بين جنباته الأشجار ويضم منازل من الحجر الرملي وقنصليات أجنبية وفنادق فاخرة، رمزاً لما يعتبره الفلسطينيون حملة إسرائيلية لإجبارهم على الخروج من القدس الشرقية.
كانت بلدية القدس قد صادرت الأرض لبناء مدرسة في المنطقة التي تحتلها إسرائيل إلى جانب بقية القدس الشرقية منذ حرب عام 1967، والتي ضمتها لاحقاً. وقضت محكمة إسرائيلية بتأييد الطرد. وقال محمود صالحية وهو يقف على سطح المبنى محاطاً بإسطوانات الغاز «حارق الدار واللي فيها. مش طالع من الدار… بس من هنا على الموت لأنه خلاص مظلناش عيشة… مظلناش كرامة… خلصنا!».
وأضاف «25 سنة صرنا بالمحاكم عمال بخابط فيهم… 25 سنة وهما بيدخلولي يهود مرة من هان ومرة من هان يعرضوا علينا عروضات ومصاري… دورنا منبيعهاش… دارنا بدنا نظل فيها… يخشوا عندي بحرق ها البنزين وها الغاز عندي. حارق الدار باللي فيها. ميخدوهاش إلا سكن (رماد)».

حكم قضائي

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف الإثنين إن محكمة قضت بأن القضية تدور حول احتلال غير قانوني للمنزل. وكتب بارليف على تويتر «لا يمكنك أن تمسك العصا من كلا الطرفين بمطالبة البلدية باتخاذ إجراءات لصالح رفاه السكان العرب مع معارضة بناء مؤسسات تعليمية من أجل رفاهتهم».
وبينما كان سكان الشيخ جراح ونشطاء يراقبون الوضع من فوق أسطح منازل قريبة، كتبت القنصلية البريطانية في القدس الشرقية والتي تقع قبالة المنزل على تويتر بأن القنصل العام ديان كورنر انضمت إلى دبلوماسيين آخرين «ليشهدوا على عملية الإخلاء الجارية».
وقالت القنصلية «نعتبر عمليات الإخلاء في الأراضي المحتلة مخالفة للقانون الدولي الإنساني في جميع الظروف ما عدا بعض الحالات الاستثنائية». كما حثت الحكومة الإسرائيلية على «وقف مثل هذه الممارسات التي لا تؤدي إلا إلى لزيادة التوترات على الأرض».
وترتكز قرارات الإخلاء الإسرائيلية على أسباب عدة، فمثلاً يعتبر إسرائيليون أن الأرض أخذت منهم بشكل غير قانوني خلال حرب العام 1948 التي تزامنت مع قيام الدولة العبرية وبالتالي فإنهم يقدّمون اعتراضات قانونية ويطالبون باستردادها، ويرفض الفلسطينيون هذه الادعاءات ويقولون إنهم يملكون أوراقاً قانونية تثبت أحقيتهم بالملكية.
وقال أحد أقارب عائلة صالحية ويدعى عبد الله عكرماوي «طردت عائلتنا من عين كارم في العام 1948 وفقدت كل شي بما في ذلك منزلها».
وأضاف «نحن في هذا المنزل منذ الخمسينيات ونقاوم الإخلاء منذ 25 عاماً… عرضوا علينا المال للمغادرة».
وبحسب عكرماوي هناك 15 شخصاً من العائلة بينهم أطفال ونساء مهددين بالإخلاء لصالح بناء المدرسة.

مساحات واسعة

وانتقدت عضو مجلس بلدية القدس لورا وارتون التي كانت في موقع الإخلاء بهدف لقاء العائلة الفلسطينية تصرف البلدية.
وقالت وارتون «كان بإمكانهم بناء المدارس على الأرض عينها دون نقل العائلات. هناك مساحات واسعة».
وأضافت «المحزن أن البلدية نفسها هي من تقوم بذلك وليس بعض المستوطنين المتشددين».
ويعيش أكثر من 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية، فضلاً عن 300 ألف فلسطيني يرون في الجزء الشرقي عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ويقع حي الشيخ جراح المضطرب في القدس الشرقية المحتلة، وهو حي من أرقى احياء المدينة تقع فيه معظم القنصليات ومساكن الدبلوماسيين. ويشهد توتراً منذ أشهر على خلفية التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية. وتعتبر قضية عائلة صالحية منفصلة عن قضية تلك العائلات.
وتسببت المواجهات فيه بين فلسطينيين محتجين وإسرائيليين بتصعيد دام بين إسرائيل وحركة حماس في أيار (مايو) استمر 11 يوماً، وأدى إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلاً في قطاع غزة، و13 شخصاً بينهم طفل وفتاة مراهقة وجندي في الجانب الإسرائيلي.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق