رئيسيسياسة عربية

الجيش الأميركي يؤكد أن روسيا أرسلت مقاتلات لدعم المرتزقة في ليبيا

قالت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) الثلاثاء إن روسيا أرسلت مؤخراً مقاتلات إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب المشير خليفة حفتر. ويأتي هذا الإعلان غداة تأكيد قوات حكومة الوفاق الوطني الإثنين أنه تم إجلاء مئات المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات حفتر من مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرق العاصمة الليبية.
أكدت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) الثلاثاء أن روسيا أرسلت مؤخراً مقاتلات إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر، في تصعيد كبير في النزاع في هذا البلد.
وأوضحت أفريكوم من مقرها العام في شتوتغارت بألمانيا أن المقاتلات غادرت روسيا وتوقفت أولاً في سوريا حيث «أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي» قبل وصولها إلى ليبيا.
ولم يحدد الجيش الأميركي موعد وصول الطائرات بالضبط، مكتفياً بالقول إنه حدث «في الآونة الأخيرة».
ويأتي هذا الإعلان غداة تأكيد قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية الإثنين أنه تم إجلاء مئات المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر من مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرق العاصمة.
جاء هذا التراجع بعد سلسلة من الانتكاسات في الهجوم الذي يشنه حفتر منذ أكثر من عام في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب) مقر حكومة الوفاق الوطني.
ونفى الكرملين مراراً تورطه في النزاع.
لكن خبراء الأمم المتحدة أكدوا في تقرير الشهر الماضي وجود مرتزقة تابعين لشركة فاغنر الروسية في ليبيا، وهي مجموعة يقول مراقبون إنها مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وأعلن قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند في بيان «لطالما نفت روسيا مدى تورطها في النزاع الليبي المستمر. حسناً، لا يمكنها إنكار ذلك الآن».
وتابع أن «روسيا تحاول بشكل واضح قلب الميزان لصالحها في ليبيا».
وأضاف «مثلما رأيتهم يفعلون في سوريا، فإنهم يوسعون وجودهم العسكري في إفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل فاغنر».
ووصف الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في ليبيا بأنها «مقاتلات من الجيل الرابع».
وقالت أفريكوم إن تحركات روسيا قد تطيل أمد الصراع وتفاقم «الخسائر البشرية والمعاناة البشرية من الجانبين».
إذا تم تأكيد هذه الأنباء، فإن نشر مقاتلات روسية سيشكل انتهاكاً آخر لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة منذ العام 2011. واتفق زعماء العالم في كانون الثاني (يناير) على التمسك بالحظر ووقف التدخل في الصراع الذي امتد إلى الخصوم الإقليميين الرئيسيين.
لكن الأمم المتحدة حذرت مراراً من أن طرفي النزاع الرئيسيين استمرا في تلقي الأسلحة والمقاتلين.

وقف فوري لإطلاق النار

وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لحليف لقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر إن موسكو تؤيد وقفاً فورياً لإطلاق النار في ليبيا وإجراء محادثات سياسية تفضي إلى تشكيل سلطات حاكمة موحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف نقل الرسالة إلى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي في اتصال هاتفي.
وصالح متحالف مع حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد ويعارض حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس.

ادانة اممية

ودانت الأمم المتحدة الاستخدام «البشع» للعبوات المحلية الصنع ضد المدنيين في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد مواجهات دامية منذ أكثر من عام.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها «تدين بشدة هذه الأعمال التي لا تخدم أي هدف عسكري وتثير الخوف الشديد بين السكان وتنتهك حقوق المدنيين الأبرياء الذين يجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني».
وأعربت البعثة في بيان صدر الاثنين عن قلقها البالغ حيال تقارير تفيد بمقتل أو إصابة سكان في منطقتي عين زارة وصلاح الدين في طرابلس جراء انفجار عبوات ناسفة محلية الصنع وضعت في منازلهم أو بالقرب منها.
وأضافت «هذا التحول البشع والتدهور في النزاع حدث بينما كانت هذه الأسر تلوذ بمنازلها بحثاً عن الأمان والراحة لقضاء عطلة العيد، ما يدل على أن هذا العمل ما هو إلا استهداف متعمد للمدنيين الأبرياء».
وليبيا منقسمة بشكل واسع بين قوات تدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها من الامم المتحدة والقوات التي يقودها الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر.
وتشن قوات حفتر هجوماً منذ نيسان (أبريل) 2019 في محاولة للسيطرة على طرابلس، لكنها تعرضت لنكسات في الأسابيع الأخيرة وأجبرت على الانسحاب من مناطق كانت قد سيطرت عليها.
وأدت معركة طرابلس الى سقوط مئات القتلى بينهم عدد كبير من المدنيين، والى نزوح نحو 200 ألف آخرين.
واتهمت حكومة الوفاق الإثنين قوات حفتر بزرع ألغام في البيوت قبل الانسحاب من مواقعها جنوب العاصمة.
وقالت إن إثنين من المدنيين قتلا السبت خلال عودتهما الى منزلهما في حي صلاح الدين الذي شهد أشرس المواجهات.

فرانس24/ أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق