أبرز الأخبارعالم عربي

سوريا: تنظيم «القاعدة» يعلن حرب التطرف على الجيش الحر

فتحت عملية اغتيال أحد قادة الجيش الحر البارزين على أيدي مقاتلين محسوبين على تنظيم القاعدة، الباب واسعاً أمام قراءات متعددة الاشكال والمضامين تتعلق بمستقبل الثورة السورية. ابسط تلك الاشكال يتمثل بتوجيه جانب مهم من جوانب العملية النضالية داخلياً، واستنزافها في صراعات داخلية تبعثر الجهد وتستنزف الامكانات، وبما يمكن ان يفيد النظام، ويعطل العملية الثورية التي باتت تعاني من جملة اشكالات ابرزها التدخل الخارجي، وتقنين عمليات التسليح واقتصاره على الحدود الدنيا اللازمة للدفاع عن النفس.

القراءات الخاصة بهذا الملف تشير الى ان عملية الاغتيال الاخيرة لاحد قياديي الجيش الحر،  والتي تضاف الى كم من الاختراقات، والمواجهات بين جبهة النصرة والجيش الحر، كانت بمثابة اعلان حرب داخل اطار الثورة، بكل ما تحمل تلك الحالة من تداعيات لها تأثير مباشر على المشروع التحرري الذي ترفعه في وجه النظام.
وكمقدمة لتلك الحرب التي انطلقت شرارتها، توقف محللون عند تصاعد الخصومة بين الجيش السوري الحر والإسلاميين خصوصاً في مناطق في شمال سوريا. ولم يعد الجيش الحر الذي يصف نفسه بـ «المعارضة الاصيلة» يخفي نقمته على «الوافدين من الخارج» تحت مسميات اسلامية، والذين يتعاملون مع الملف بقدر زائد من التطرف، وضمن مشاريع جاهزة تتقاطع مع الثوابت التي قامت عليها الثورة اصلاً، وفي اطار مفهوم جديد يقوم على عملية تغيير مسار الثورة الى اتجاهات يرفضها ابناء البلد، واركان المعارضة من مؤسسي الثورة.
وعلى سبيل المثال، بدأت جبهة النصرة المتحالفة مع مجموعات اطلقت على نفسها اسم «دولة الشام والعراق الاسلامية» تأسيس امارات، وسمت حكاماً يصدرون قرارات تصل الى حد الاعدام. ونفذ هؤلاء القضاة احكاماً باعدام عشرات الاشخاص بتهمة الخيانة العظمى، كما نفذوا عقوبة الجلد بحق المئات ممن اتهموا بـ «الزنا»، وقطعوا ايادي بعض المتهمين بالسرقة، قبل اتخاذ قرار بتأجيل تطبيق بعض «العقوبات» واصدروا فتاوى تبيح لانفسهم ممارسة كل ما يريدون بما في ذلك فتوى «جهاد النكاح» بحجة انهم من «المجاهدين».
من هنا يبدو ان شرارة الخلاف بين الجيش الحر والمواطنين السوريين كانت موجودة، وجاهزة للانطلاق، وعبرت عن وجودها من خلال مواجهات فرعية، قبل ان تتجذر وتستعد للانطلاق على شكل ثورة حقيقية داخل الثورة السورية. وبدا واضحاً ان موعدها قريب جداً.

في الوقت نفسه لم يخف اعضاء جبهة النصرة والمتحالفين معهم كرههم لباقي اطياف الثورة المنضوين تحت مسمى الجيش الحر، وهناك معلومات حول تنسيق غير معلن مع بعض الاطياف الاسلامية التي تشارك في الثورة. ما يعني ان الثورة – فعلياً – باتت مجزأة وليست على مسار واحد، أو هدف واحد.

اقامة دولة الخلافة الاسلامية
وبصورة اكثر دقة، فإن الهدف المعلن والمتمثل باسقاط النظام يتشعب الى اكثر من مسار، ابرزها «اقامة دولة الخلافة الاسلامية» بالنسبة الى جبهة النصرة، يقابلها اقامة دولة ديمقراطية بالنسبة الى الجيش الحر، واقامة دولة اسلامية بالنسبة الى باقي التيارات الاسلامية الاخرى المشاركة.
 ومن هنا يمكن القول ان بذرة الخلاف كانت مزروعة في رحم الثورة منذ انطلاقها، الامر الذي يفسر عزوف الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص عن تقديم الدعم اللازم والكافي لها. مبرر ذلك ان الدول الغربية تخشى من وصول السلاح الى التنظيمات المتطرفة، ومن سيطرة تلك التنظيمات على المشهد باطاره العام.
غير ان مقتل كمال حمامي العضو في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، والذي يعرف باسم «أبا بصير اللاذقاني»، والذي كان واحداً من أبرز 30 قيادياً في الجيش السوري الحر اعاد صياغة المشهد بصورة اكثر دقة، وكشف الغطاء عن بعض الجوانب الخلافية واطلق عليها وصفاً دقيقاً يتمثل بـ «الحرب الوشيكة».
وتمثلت بدايات تلك الحرب بقيام قياديين في جبهة النصرة بتوجيه رسالة ابلغوا خلالها  قيادات المعارضة والجيش الحر بانه لا مكان لهم في محافظة اللاذقية حيث قتل حمامي وحيث تنشط الجماعات الإسلامية، وتعتبر المحافظة منطقة نفوذ للجماعات الاسلامية المتطرفة، خصوصاً لجبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية.
في هذه الاثناء، يؤكد محللون ان المواجهات الدائرة بين جبهة النصرة والجيش الحر على الارض السورية لا تشكل مفاجأة فعلية. وانها كانت منتظرة منذ تعمق المشهد الثوري السوري ودخول عناصر خارجية على خطوطه المتقاطعة اصلاً. ارضية ذلك، الاختلاف في الاهداف، وفي الآليات ما بين الفريقين. وابعد من ذلك، هناك من يرى ان داخل كل فريق ما يمكن ان يشكل حالة خلافية من شأنها ان تؤسس لمواجهات فرعية جاهزة للنمو والتوسع، مما يرفع من منسوب الخلاف. فلا يمكن اعتبار جبهة النصرة فريقاً واحداً، ولا يمكن الوثوق بان الجيش ا
لحر على قلب رجل واحد. غير انهما يندرجان – مجازاً – ضمن اطارين من حيث العناوين الرئيسية للتكتلات التي تتولى ادارة الطرف الاخر في الثورة السورية.
  وقبل الخوض في تفاصيل ما يجري هناك، وتحليل التوجهات التي تنبىء بمستقبل اسود، وتفضي الى كم كبير من التساؤلات بشأن الحالة التي ستستقر عليها الاوضاع هناك، وتأثيرات ذلك على مجريات الثورة ككل، يمكن التوقف قليلاً عند بدايات جبهة النصرة، التي تأسست في العام 2011.

من هي جبهة النصرة؟
اسمها «جبهة النصرة لأهل الشام»، وهي منظمة سلفية جهادية، تم تشكيلها أواخر سنة 2
011، وفي بدايات الازمة السورية، الا انها سرعان ما طورت من قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة وأكثرها قسوة على الجيش النظامي، بحكم جرأة اعضائها، وتمرسهم على القتال في اماكن اخرى من العالم. حيث التقارير تؤشر على انهم قادمون من العراق، وان البعض منهم قاتلوا في افغانستان، وفي منطقة وزيرستان الباكستانية التي يتمركز فيها مقاتلو القاعدة.
في تلك المرحلة، لم يكن مع
روفاً أصل هذه المنظمة، غير أن تقارير استخبارية أميركية ربطتها بتنظيم القاعدة في العراق، وتبين صدق هذه الفرضية لاحقاً.
واكتسبت تلك
المنظمة شهرة من خلال بعض العمليات، حيث نفذت عمليات عدة كبرى ضد نظام بشار الأسد، أبرزها تفجير واقتحام مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل تشرين الاول (أكتوبر) ٢٠١٢، وتفجير مبنى المخابرات الجوية في حرستا، ونسف مبنى نادي الضباط في ساحة سعد العبدالله الجابري بمدينة حلب. وللجبهة مشاركات قتالية وثيقة مع باقي القوى المسلحة مثل الجيش الحر، وكتائب احرار الشام التي ادعت المساهمة في تشكيلها، قبل ان تنفي الاخيرة أي ارتباط معها، وقبل ان تؤكد انها تنظيم مستقل. كما ساهمت في معركة مطار تفتناز والهجوم على ثكنة هنانو والسيطرة على الفوج 46 ومعارك الغوطة ومعركة التوحيد والإخلاص وغيرها من العمليات.
وفي كانون الاول (ديسمبر) 2012 قامت الحكومة الأميركية بتصنيف جبهة النصرة على أنها جماعة إرهابية وهو الأمر الذي لقي – وقتها – رفضاً من ممثلي المعارضة السورية وقادة الجيش الحر وأطياف واسعة من الثوار.  وفي 30 ايار (مايو) 2013 قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع إضافة الجبهة إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة.

 المتابعون لتفاصيل المشهد، يتوقفون حالياً عند تغيير واضح في مجال التقويم. فبعد ان احتجت المعارضة السورية على تصنيف «النصرة» كمنظمة ارهابية، اعادت اطياف متعددة عملية التقويم، وخلصت الى فروقات جذرية في الفكر الثوري بين المنظمتين، وبالتالي الى تناقض واضح في الاهداف يجعل التوافق مستحيلاً.
 وفي هذا السياق، يرى القيادي بالتيار السلفي الجهادي في الاردن محمد الشلبي الملقب «أبو سياف» المواجهات التي تجري في سوريا بين مقاتلي جبهة النصرة، والجيش السوري الحر، بانها «شر لا بد منه»، ويرد ذلك الى اختلاف الطريقة والنهج بين الطرفين.
  أبو سياف الذي يعتبر احد ابرز القياديين في الحركة السلفية الجهادية، والذي يشير بعض التقارير الى اسهامه في ادارة وتجنيد السلفيين الذين يرسلون الى سوريا، ويؤكد ان هناك اختلافاً كبيراً في النهج والفكر بين الطرفين يؤدي الى النزاع، فالجيش الحر يريد تطبيق النظام الديموقراطي في سوريا حال سقوط النظامالحالي، بينما جبهة النصرة والقاعدة والسلفية تريد تطبيق «شرع الله والاخذ بالقرآن دستوراً»، الأمر الذي يؤدي الى حتمية الصدام.
ورغم انحيازه الكامل الى صالح التيار السلفي، ومنهم جبهة النصرة، الا ان ابا سياف يطرح مشروعاً للمصالحة يقوم على فكرة التدرج في الاولويات، بحيث يتم الاتفاق على طريقة لمواجهة نظام بشار واسقاطه، ومن بعد ذلك يجري البحث في حلول وسطية، ما يعني انه يقترح ارجاء المواجهة الى ما بعد اسقاط النظام.

مشروع ابو سياف
وفي هذا السياق، يعلن مشروعه بالتأكيد على انه «لو طبق الجيش الحر الشريعة الاسلامية وأخذ بالقرآن دستوراً فسنكون جنوداً في صفوفهم».
المشروع الذي طرحه المنظر والقيادي السلفي الاردني ابو سياف، والذي يعتقد انه يدير محطة لجمع المتطوعين من التيار من مختلف انحاء العالم في مدينة معان الجنوبية»، جاء اثر تعمق المواجهات بين الجيش الحر وجبهة النصرة، واقدام الاخيرة على اغتيال احد قادة الجيش الحر اثر خلافات حدثت اثناء اجتماع قيل انه تنسيقي ودعت له الجبهة.
ومنذ نيسان (ابريل) الماضي، زادت وتيرة المواجهات المسلحة بين الجانبين، في الوقت الذي يخوض كلاهما معارك ضارية في أكثر من جبهة مفتوحة ضد الجيش السوري النظامي الذي يحقّق مكاسب ميدانيّة مهمّة على الأرض في المرحلة الأخيرة.
تتكون وحدات الجيش السوري الحر، بأغلبيتها من فرق عسكريّة منشقّة عن الجيش السوري النظامي، ومن متطوّعين سوريّين، بينما يتشكل تحالف «جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام» في اغلبيته من مقاتلين إسلاميّين قدموا من خارج سوريا. ويؤكد متابعون للمشهد ان شهر العسل بين الفريقين الرئيسيين في الثورة السورية انتهى إلى غير رجعة.
اما اسباب الخلاف المتفاقم، فتجمع التحليلات المتداولة على نطاقات متخصصة على تصنيفها كقضايا محورية ترتقي الى المستوى العقائدي، وفي مقدمتها اصرار المقاتلين الإسلاميّين على فرض أفكارهم ومعتقداتهم الدينيّة بالقوّة على جميع اطياف الثورة السورية، وكذلك على المدنيين ممن يرون انه لا ناقة لهم ولا جمل في المسألة، والذين يقتصر دورهم على التعاطف مع هذا الفريق او ذاك وصولاً الى حل ينهي الازمة التي ضيقت عليهم سبل العيش. وبدا واضحاً ان مشروعهم المتطرف لا يستثني أي طرف، بما في ذلك الشركاء من اعضاء الجيش الحر، ويتخذون من القرارات ما يتفق مع معتقداتهم دون التعاطي مع أية طروحات تقوم عليها فكرة الشراكة، خصوصاً الجيش الحر الذي يعتبر نفسه محور المسيرة الثورية، ويطبقون تلك المعتقدات في جميع المناطق التي يسيطرون عليها.
وبحسب ما يتسرب من معلومات فإن اركان جبهة النصرة لا يتردّدون في تكفير أيّ شخص يعارضهم، ويعتقلون كل من يتقاطع مع مشروعهم، كما انهم لا يترددون في قتل أيّ شخص يواجههم، حتى لو كان ناشطاً معارضاً أو مقاتلاً في الجيش السوري الحرّ.
ويمكن النظر الى اغتيال كمال حمامي، الذي يُعتبر من أبرز القادة العسكريين الميدانيين في الجيش السوري الحر، قبل بضعة أيّام، من اهم الدلائل على ذلك، حيث اعتبرت عملية تصفيته بمثابة «القشّة» التي قصمت ظهر البعير، والخطوة التي اسست لحرب من نوع آخر، يعتقد المحللون انها ستحول مجرى الصراع في سوريا الى اتجاهات خطيرة.

امارات اسلامية
وفي السياق عينه، بدا واضحاً ان عملية تقاطع المشاريع اثرت على مستوى العلاقة البينية ، ذلك ان قيام المقاتلين الإسلاميّين من تحالف «النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية» بتأسيس نظام «الإمارات الإسلاميّة» في المناطق التي يسيطرون عليها، وتعيين أمراء محلّيين لها، اسهم في تعميق الفجوة، وكشف نقاط التماس بين مشروعين او اكثر بدت متناقضة، واسست لفتنة من المبكر معرفة المدى الذي ستذهب اليه، رغم ان بوادر الحرب بدت واضحة من بين مفاصله.
فقد تم تكليف «امراء» بتسيير شؤون الناس، بما في ذلك التدخل في قضايا المياه والكهرباء والخدمات والنظافة، وصولاً الى التفاصيل الإجتماعيّة للسكان. وفي هذا الصدد، قام التحالف بانشاء محاكم ميدانية، يقال بانها مكلفة تطبيق الشريعة الاسلامية، وتقيم الحد على كل من تصدر احكاماً بحقه، وتنفذ عمليات جلد في الساحات العامة. وهي المحاكم والاجراءات التي أثارت حفيظة الكثير من المواطنين السوريين. فعلت الأصوات من داخل صفوف المعارضة، لجهة رفض إستبدال حكم الرئيس السوري الديكتاتوريّ بحكم إسلاميّ متشدّد، لا يقبل البحث في مفهوم الديمقراطية بالمطلق، ويعتبر المبادىء العلمانيّة كفراً، ويتمسك بمبدأ «الشورى» بدلاً من كل مبادىء وثوابت الحكم، ويفسر مفهوم الشورى حسب ما يخدم مصالحه واغراضه، ويتنكر لرأي الاغلبية.
وضمن اطار البحث عن اسباب الخلاف التي ادت الى تفجير الموقف، يتوقف المحللون عند انعدام التنسيق الميداني بين الطرفين على جبهات القتال. وفي الوقت نفسه يحاول «تحالف النصرة» الاستئثار ببعض المغانم المعنوية، بحيث يستغل ضعف النظام وتهاويه في بعض النقاط تحت ضربات الجيش الحر، في التدخل بمعركة حاسمة، وتسجيل النصر النهائي له على حساب الجيش الحر الذي غالباً ما يكون بصدد وضع اللمسات النهائية للسيطرة على ذلك الموقع.
تضاف الى ذلك محاولات «النصرة» تسجيل اختراقات في صفوف الجيش الحر، من خلال العمل على اقناع منتسبي هذا الجيش بالانضمام اليهم، وتقديم مغريات مادية تتمثل برواتب اعلى، ومعنوية تتعلق بمحاولات غسل ادمغتهم دينياً. الأمر الذي يُثير حفيظة قيادة الجيش الحر التي تسعى جاهدة الى أن يكون لها حجم عددي كاف لفرض الهيبة والنفوذ، والظهور بمظهر المجموعة المتماسكة امام العالم الذي يقدم الدعم والمساندة. يضاف الى ذلك، إشتراط العديد من الدول الغربيّة قيام الجيش السوري الحرّ ببسط سيطرته بشكل كامل على المناطق التي ينتشر فيها، للحصول على الأسلحة النوعيّة الموعودة. واستقطاب اكبر عدد ممكن من الاعضاء بما يمكن ان يشكل قوة لافتة على الارض، حيث باتت قيادة الجيش الحر مقتنعة تماماً، بأن لا مجال للحصول على أي دعم عسكري فعلي في المناطق التي يتقاسم فيها الجيش الحر السيطرة مع المقاتلين الإسلاميّين.


ملامح المرحلة المقبلة
من هنا، تتوجه الانظار الى المستقبل، وسط تساؤلات حول ملامح المرحلة المقبلة، وتأثيرات ذلك الصراع على مستقبل الثورة. وهي تساؤلات تصطدم بعقبات كثيرة من التعنت والتشدد اللذين قامت عليهما فكرة التطوع الاسلامي للمشاركة في الثورة، وسياسات الامر الواقع القائمة، حيث يقدر بعض المتابعين عدد المتطوعين من جبهة النصرة ومن دولة العراق والشام الاسلامية باكثر من عشرة آلاف مقاتل.
والمطلوب الآن هو استهداف هؤلاء، حيث تلتقي الارادات الرسمية المتمثلة بالنظام السوري، وغير الرسمية بما في ذلك المعارضة والجيش الحر، والغرب عموماً بما في ذلك الولايات المتحدة على التخلص منهم ومن مشاريعهم المتطرفة. وفي المحصلة، هناك حرب وشيكة بين الجيش الحر الذي اعلن المواجهة والمتطرفين. بينما تشير تقارير اخرى الى ان الولايات المتحدة لا تمانع في تقديم الدعم اللازم لضرب قواعد هؤلاء، ومنهم من يتمركز على الحدود مع لبنان، وبالقرب من تركيا، وعلى شواطىء البحر المتوسط. ومنهم ايضاً من تمركز على الحدود الاردنية، والعراقية، ما يعني ان خطرهم اصبح كبيراً.
اما النقطة الاكثر اهمية، والتي تشكل خلاصة لكل المتابعات الخاصة بهذا الملف فتتمثل في ان المستجدات اكدت ان الحرب في سوريا باتت طويلة، وان قواعد اللعبة تغيرت، ومن الممكن ان تتغير معها الصورة الاجمالية. بينما الثابت الوحيد هو تحول الاولويات وتغيرها لتضاف جبهة النصرة والمتحالفون معها الى قائمة المطلوب تصفيتهم.
ومع ان ملامح اللعبة واضحة، الا ان تفاصيلها قد تكون محكومة ببعض التطورات المستقبلية، وسط كم كبير من التساؤلات التي ما زالت برسم الاجابة.

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق