سياسة لبنانيةلبنانيات

هل ضمن الثنائي الشيعي النصاب لمرشحه ام ان طرحه هو من اجل التحاور؟

بكركي تواصل تحركها بجدية وقائد الجيش يخرج عن صمته ويرد على «المغرضين الموتورين»

بعد اربعة اشهر ونيف كان الثنائي الشيعي خلالها يحجم عن تسمية مرشحه للرئاسة. واقترع على مدى احدى عشرة جلسة نيابية بالورقة البيضاء التي كانت تعلن الاسم ولو مقنعاً، واطل رئيس المجلس نبيه بري قبل اسبوع واعلن ان مرشحه هو سليمان فرنجية. وحمل هذا الاعلان الكثير من الهجوم على مرشح المعارضة، واتصف بالتحدي. ويوم امس الاول اطل الامين العام لحزب الله معلناً انه يدعم ترشيح سليمان فرنجية، فكرسه مرشحاً لفريق الممانعة، ودعا الاخرين الى التحاور.
اسئلة كثيرة اعقبت هذا الاعلان، أولها اذا كان مرشح المعارضة النائب ميشال معوض اعتبر مرشح تحد من قبل فريق الممانعة، أفلا يكون سليمان فرنجية مرشح تحد هو الاخر؟ فلماذا القبول بهذا ورفض ذاك؟ ثم على ماذا اعتمد امين عام الحزب ليقدم على هذه الخطوة؟ لقد قال ان الاتصالات مع الحلفاء كانت ايجابية. فهل يعني ذلك انه ضمن الاكثرية لمرشحه، واذا كان ضمن الـ 65 صوتاً، هل أمّن ايضاً الـ 86 صوتاً اللازمة لنصاب عقد الجلسة؟ هل استطاع اقناع جبران باسيل ومعه نواب التيار الوطني الحر بتأييد فرنجية؟ وما هو الثمن؟ ام ان هذا الاعلان كان من اجل فتح باب الحوار ليس الا؟ انها اسئلة تحتاج الى توضيح واجابات ولعل الايام المقبلة تحمل الاجوبة؟
يقابل هذا الموقف تحرك تقوم به بكركي وهو على جانب كبير من الجدية. فبعد ان اوفد البطريرك الراعي المطران ابو نجم لاستمزاج اراء القادة المسيحيين. تردد انه اعد لائحة بعدد من الاسماء تؤيدها بكركي للترشح للرئاسة. وعاد المطران ابو نجم يجول مرة ثانية على القادة لاخذ رأيهم بها وعلى اساس الاجوبة تتم الخطوة التالية، من مثل عقد لقاء موسع للنواب المسيحيين في بكركي للاتفاق على مرشح او اكثر فهل يكون في هذا الحراك بركة توصل الى انتخاب رئيس للجمهورية؟
بعد وقت من انتهاء اطلالة الامين العام لحزب الله غرد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، مستخدماً القواعد العربية التي تمنع التقاء ساكنين والا كان لا بد من تحريك الاول او حذفه نهائياً، اذا كان معتلاً. فمن هما الساكنان ومن هو الساكن الاول؟ ان التغريدة تحمل في طياتها رسالة، وبالطبع فهمها من يجب ان يفهم، ومن هم موجهة اليهم. وامس بدأ السفير بخاري بجولة تشمل الزعماء السياسيين لبحث الاوضاع القائمة، ولم تحدد من ستشمل هذه الجولة، الا انه بدأها امس بزيارة الى بكركي حيث اجتمع الى البطريرك الراعي على مدى ساعة، خرج بعدها دون الادلاء بتصريح. الا ان المحامي غياض تولى الكلام، فقال ان المملكة العربية السعودية لا تدخل في الاسماء لرئاسة الجمهورية ولكنها تؤيد رئيساً يتمسك بسيادة لبنان وينفتح على الدول العربية والاجنبية ويستطيع ان يحاور الجميع، وقال فياض ان السفير بخاري بدا متفائلاً جداً. فهل يكون هذا التحرك من قبل فريق 8 اذار ومن قبل بكركي باباً للخروج من ازمة الرئاسة؟
وكان لافتاً ما كتبته صحيفة «عكاظ» السعودية التي قالت ان ترشيح حزب الله لسليمان فرنجية يعني انه يريد ان يبقى ممسكاً بالبلد ست سنوات اخرى ويقوده الى مزيد من الانهيار. ان لبنان يستحق افضل من ذلك. «ان ترشيح فرنجية يهدد بالتعجيل بسيناريو الفوضى والانفجار وتزايد الازمات».
هل ان دعم الثنائي الشيعي لسليمان فرنجية القى عليه صفة فريق ونزع عنه صفة المرشح الحيادي؟ وهل ان هذه الخطوة تجعل المعارضة تتمسك اكثر بترشيح النائب ميشال معوض، ام ان الحوار هو الذي سيضمن ايجاد حلول واجوبة على كل هذه التساؤلات؟
في السياق الرئاسي عينه توجه قائد الجيش العماد جوزف عون الى البقاع حيث عزى عائلات شهداء الجيش الذين سقطوا منذ ايام وهم يؤدون واجبهم الوطني في ملاحقة عصابات المخدرات وسرقة السيارات. ثم جال على العسكريين المتمركزين في المنطقة وامامهم، وبعد صمت طويل على حملات التجني المغرضة التي استهدفت المؤسسة العسكرية، لاهداف سياسية رخيصة ومرفوضة، خرج العماد جوزف عون عن هذا الصمت وقال: «في حين يقدم الجيش التضحيات الجسام ويتحمل مسؤولياته بمهنية واحتراف، رغم التحديات يستمر بعض الموتورين والمسؤولين في اختلاق الشائعات وفبركة الملفات وتشويه صورة المؤسسة العسكرية واتهامها بالفساد وخرق القانون. واذا كان خرق القانون يتيح لي قبول مساعدات من اللبنانيين المحبين للمؤسسة في الداخل والخارج، وتأمين الدواء والتغذية والتنقلات للعسكريين والاستشفاء والمساعدات المدرسية لعائلاتهم، ويعينهم الى الصمود ويخفف عنهم الصعوبات المعيشية ويسمح للجيش بتنفيذ مهماته، فسأخرق القانون. همهم المصالح الشخصية وهمكم مصلحة الوطن وحماية السلم الاهلي والدفاع عن قسمكم. انتم تسعون وراء مصلحة الوطن وهم يسعون وراء مصالحهم» واضاف: «اقول لهم الجيش متماسك وقوي فلن نكترث لاتهاماتكم ولن تشوشوا على تنفيذ مهمتنا التي هي اشرف واقدس من افتراءاتكم. اهتموا بشؤونكم ودعونا نهتم بشؤوننا. سيبقى الجيش اكبر من ملفاتكم وشائعاتكم».
هل يكون في هذا التحرك بركة تقود في النهاية الى انتخاب رئيس قادر على اعادة الوضع الى ما كان عليه قبل ان تدمره المنظومة، فيستعيد لبنان مكانته ام ان الامور سائرة الى مزيد من التدهور والخراب؟ المهم الا يكون المستقبل امتداداً للسنوات التي عبرت، والتي اوصلت لبنان الى جهنم، والشعب الى الهجرة والفقر والجوع. حمى الله لبنان وساعده على اجتياز هذه المحنة الصعبة عبر تغيير كل هذه الطبقة التي سببت الويلات ودمرت كل ما اعترض طريقها في الوصول الى ما يخدم مصالحها، ولو على حساب مصلحة الوطن. ست سنوات عجاف مضت نأمل بست سنوات تحمل الخير ويخرج لبنان الى النور فلا تكون امتداداً للسنوات التي عبرت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق