تحقيق

سلطنة عمان… تنوع في المناخ وإنتاج وفير من الفاكهة الصيفية

أعطى التكوين الطبيعي والجيولوجي لسلطنة عمان تبايناً فريداً في المناخ وفر لها تنوعا في المحاصيل والمنتجات الزراعية، إذ تعد السلطنة من البلدان الغنية بمختلف أنواع النباتات، وتضم أراضيها مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات وأشجار الفواكه والمحاصيل المختلفة صيفاً وشتاء، فالمناخ بالسلطنة يشمل المناطق المعتدلة صيفاً والباردة شتاء كنيابة الجبل الأخضر بولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وولايات سواحل محافظتي شمال وجنوب الباطنة التي تتميز بالمناخ المعتدل شتاء، والحار الرطب صيفاً، وولايات ساحل محافظة ظفار التي تتميز بمناخها المعتدل الرطب طول العام والمناطق الداخلية التي تكون حارة جافة صيفاً ودافئة جافة شتاء، هذا التنوع وفر مناخاً جيداً لنمو عدد من محاصيل الفاكهة المتساقطة الأوراق.


ويمتاز صيف السلطنة بمنتجات وفيرة من محاصيل الفاكهة التي تنتجها عدد من المحافظات والولايات، مما جعل عدداً من الأسواق العمانية محط أنظار الجميع ممن يتوافدون لشراء تلك المنتجات لما تتميز به من قيمة غذائية وشهرة كبيرة وطعم لذيذ لا يوجد في غيرها من الفواكه.
ويتصدر الجبل الأخضر الذي يعد جزءاً من سلسلة جبال الحجر قائمة الإنتاج من الفواكه، حيث يمتاز بارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 3000 متر تقريباً مما أضاف مناخاً فريداً من نوعه بمنطقة الخليج العربي، فيتميز باعتدال درجات الحرارة صيفاً وبالبرودة الشديدة شتاءً، وتكثر فيه زراعة الأشجار متساقطة الأوراق والتي يطلق عليها اسم «أشجار الحلويات»، وتتميز بتنوع وتعدد أصنافها، ويأتي على رأسها رمان الجبل الأخضر الذي ذاعت شهرته على مستوى دول الخليج العربية، إلى جانب إنتاج محاصيل فواكه التفاح والخوخ والبرقوق والمشمش واللوز والجوز والعنب والكمثرى والكرز والتين والزيتون، وكذلك تقطير ماء الورد، إلى جانب ثمار فاكهة البوت التي تنبت في سهول الجبل الأخضر، وثمرة النمت تلك الفاكهة البرية ذات القيمة الغذائية والطعم اللذيذ، حيث تأتي ثمارها أقل حجماً من حبات البوت.
وفي بعض قرى وجبال ولايات محافظة جنوب الباطنة تزرع أنواع من أشجار الفواك
ه كقرية «وكان» بوادي مستل بولاية نخل، التي تتميز بإنتاج فواكه البوت والمشمش كما تمتاز عدد من قرى وادي بني خروص بولاية العوابي، بإنتاج ثمار فاكهة البوت التي تعد من الفواكه الموسمية الصيفية التي تنبت بأعلى قمم الجبال، إلى جانب إنتاج فاكهة القشدة (المستعفل) التي تتميز بإنتاجها أيضاً وتزرع في عدد من ولايات السلطنة، وهي من الفواكه اللذيذة جداً في فصل الصيف ولها فوائدها الصحية المعروفة.

وتمتاز عدد من محافظات وولايات السلطنة بإنتاج أنواع أخرى من الفواكه، كالبطيخ والشمام والعنب والتين والجوافة، التي تزرع في عدد من ولايات شمال الباطنة ومحافظات البريمي والظاهرة وشمال الشرقية، ومنها ولاية المضيبي التي تشتهر بزراعة أنواع مختلفة من ثمار العنب والبطيخ والشمام.
وتمتاز ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة والمناطق الداخلية بإنتاج عدد من محاصيل الفاكهة التي تحتاج لوحدات حرارية عالية كالنخيل والمانغو والموز والباباي (الفيفاي)، فيما تمتاز سواحل محافظة ظفار الماطرة صيفاً بإنتاج ثمار نخيل النارجيل (جوز الهند) والموز والفيفاي والرمان.

كما تمتاز عدد من محافظات السلطنة بإنتاج التمور التي تتواجد بكثرة في محافظات مسقط والداخلية والظاهرة والبريمي وجنوب الشرقية وشمالها حيث تنتج هذه المحافظات أنواعاً مختلفة من الرطب والتمر التي تتميز بجودتها العالية وقيمتها الغذائية الكبيرة، كما ارتبطت عدد من محافظات السلطنة بإنتاج المانغو وأصناف من الموالح والسدر وغيرها من الثمار.
وقد حظيت الزراعة بالدعم والاهتمام من لدن السلطان قابوس بن سعيد  فقد  اعلن تخصيص عامين سماهما عامي الزراعة إكراماً وتكريماً للزراعة وبساتينها التي تعطي المكان المهابة والإجلال ولساكنيه الاحترام، كما أمر بزراعة مليوني فسيلة من أجود فسائل النخيل، بالإضافة إلى تطوير تقنيات إكثار الشتلات وإدخال أصول قوية ومقاومة ليتم تطعيم الأصناف الجيدة عليها إضافة إلى الأصناف المحلية الموجودة.
وسجلت السلطنة توسعاً في زراعة أنواع مختلفة من الفواكه لأهميتها  الاقتصادية والغذائية ولسد احتياجات السلطنة من تلك الأنواع، حيث قامت الحكومة بتوفير مياه الري من خلال إنشاء العديد من السدود، وتطوير طرق الري الحديثة، ونجاح زراعة الأشجار بالأراضي سواء كانت رملية أو طميية، مما جعل التوسع في زراعتها أمراً أكثر سهولة للمزارعين، كما حظيت الزراعة في هذا العهد الزاهر الميمون بإمكانيات ضخمة فتمت الاستفادة من تنوع المناخ على مستوى السلطنة في إنتاج المحاصيل البستانية خصوصاً أنواع الفاكهة التي غطت جزءاً كبيراً من استهلاك السوق المحلية.
وتعد الفواكه من الثمار المحببة للجميع، فهي مفيدة صحياً لاحتوائها على قدر كاف من المواد الغذائية والفيتامينات التي تعد مهمة في بناء الأجسام ووقايتها من الأمراض، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات (سكريات ونشويات) فالتمر سواء كان جافاً أو رطباً يحتوي على نسبة عالية من السكريات التي تمد الجسم بالطاقة الحرارية، وكذلك الموز الذي يحتوي على نسبة عالية من النشا ويعد المصدر الرئيسي للطعام في المناطق الحارة التي تنتشر فيها زراعة الموز وهناك بعض الفواكه الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت النباتية كثمار النارجيل (جوز الهند) ونخيل الزيت واللوز والجوز والزيتون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق