دولياترئيسي

92 قتيلاً على الأقل في قمع التظاهرات في إيران

قتل ما لا يقل عن 92 شخصاً في إيران في قمع التظاهرات الجارية منذ أكثر من اسبوعين احتجاجاً على مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق، وفق حصيلة جديدة أعلنتها الأحد منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقراً.
وبدأت التظاهرات إثر إعلان وفاة مهسا أميني الفتاة الكردية البالغة 22 عاماً، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشدّدة في إيران.
وتنفي السلطات أيّ تورّط للشرطة في وفاة الشابة مهسا أميني، وتصف المتظاهرين بأنهم «مثيرون للشغب» و«إرهابيون». وأعلنت اعتقال مئات منهم.
وامتدت المظاهرات إلى مدن عدة في العالم حيث تجمع أشخاص في لندن وروما ومدريد وتورنتو ومدن غربية أخرى السبت تضامناً مع المتظاهرين الإيرانيين، وحمل بعضهم صوراً لأميني التي توفيت بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في الجمهورية الإسلامية بسبب ارتدائها «ملابس غير مناسبة».
وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات في عدد من المدن الكبرى منها طهران وأصفهان ورشت وشيراز.
وفي منطقة بازار التجارية بطهران، هتف المتظاهرون المناهضون للحكومة «سنُقتل الواحد تلو الآخر إذا لم نتحد»، بينما أغلقوا في مكان آخر بالعاصمة طريقاً رئيسياً بسياج من الأسلاك التي انتزعت من حول الحجز المركزي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على حساب تصوير 1500 على تويتر.
وتظاهر طلاب أيضاً في جامعات عديدة. وأفاد حساب تصوير1500 أن السلطات اعتقلت العشرات من طلاب جامعة طهران خلال مظاهرة السبت. وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن بعض المحتجين اعتُقلوا في ساحة قرب الجامعة.
وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يقدمون الورود لأفراد شرطة مكافحة الشغب في طهران، في مشاهد شبيهة بما حدث إبان الثورة الإسلامية عام 1979 عندما حاول متظاهرون إيرانيون استمالة أفراد الجيش إلى جانبهم آنذاك.
من جهة أخرى، أفادت المنظمة غير الحكومية نقلاً عن مصادر محلية عن مقتل 41 شخصاً على الأقل بأيدي قوات الأمن الإيرانية في اشتباكات وقعت الاسبوع الماضي في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب غرب إيران.
وأوضحت المنظمة أن التظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على اغتصاب مراهقة من أقلية البلوش في مركز الشرطة في جابهار، وقوبلت بقمع شديد من قوات الأمن.
كذلك خرجت تظاهرات كثيرة عبر العالم تضامناً مع الإيرانيات وشهدت أكثر من 150 مدينة تحركات السبت.
وفي ايران وقعت مواجهات لـ16 ليلة على التوالي بين المحتجين وقوات الأمن.
وأعلنت صحيفة «كيهان» المحسوبة على التيار المحافظ المتشدد في إيران، تعرض مقرها لهجوم من «مثيري شغب» السبت، بعد انتقادها «مرتزقة» يشاركون في الاحتجاجات.
وحض مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم الأسرة الدولية على اتخاذ تدابير عاجلة لوقف قتل المحتجين، معتبراً أن «قتل متظاهرين في إيران وخصوصاً في زاهدان يرقى إلى جرائم بحق الإنسانية».
وأكد أن «من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع الجمهورية الإسلامية من ارتكاب جرائم أخرى».

«اغتصاب مراهقة»

وكانت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً أعلنت في وقت سابق أنها تثبتت من سقوط 53 قتيلاً، بينما أفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل زهاء ستين شخصاً على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من الأمن.
كما أعلن الإعلام الرسمي الإيراني الأحد مقتل خمسة عناصر من الحرس الثوري في الاشتباكات في زاهدان، بعدما كانت وسائل الإعلام الإيرانية تحدثت سابقاً عن مقتل زهاء عشرين شخصاً بينهم أربعة من قوات الأمن في اشتباكات مع «إرهابيين» في زاهدان.
وتقع سيستان-بلوشستان في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية على الحدود مع أفغانستان وباكستان، وهي غالباً ما تشهد مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة.
وفي حين يرتبط العديد من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها الى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات جهادية متطرفة تنشط في تلك المنطقة.
وكان الإمام السنّي في المحافظة مولوي عبد الحميد اعلن في منشور على موقعه الإلكتروني الأربعاء أن المحتجين نزلوا إلى الشارع بعد ورود تقارير عن قيام ضابط في الشرطة باغتصاب مراهقة.
واتهمت منظمة حقوق الإنسان في إيران قوات الأمن بممارسة «قمع دام» ضد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة في زاهدان إثر اتهام قائد الشرطة في مدينة جابهار الساحلية باغتصاب فتاة من البلوش عمرها 15 عاماً.
وتتهم السلطات الإيرانية قوى خارجية وخصوصاً الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة لها بالتحريض على التظاهرات أو الوقوف وراءها.
وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية الجمعة توقيف تسعة مواطنين أجانب من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد كانوا «في أمكنة (التظاهرات) أو ضالعين في أعمال الشغب»، إضافة إلى 256 من عناصر مجموعات معارضة محظورة.

الإفراج عن أميركي إيراني

ولإيران عشرات المليارات المجمّدة بفعل العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها اعتباراً من عام 2018، بعد سحب بلاده أحادياً من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي المبرم في 2015.
وفي هذا السياق تتوقع طهران الافراج عما يناهز سبعة مليارات دولار مستحقة لها بدل صادرات نفطية لكنها مجمدة في كوريا الجنوبية، إثر السماح للأميركي الإيراني باقر نمازي بمغادرة إيران بعدما كان ممنوعاً من الخروج من البلد إثر الإفراج المشروط عنه، والإفراج عن ابنه سياماك المسجون، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الأحد.
واعتُقل باقر نمازي المسؤول السابق في اليونيسف، في شباط (فبراير) 2016، حين توجّه إلى إيران سعيًا إلى الإفراج عن ابنه سياماك، رجل الأعمال الإيراني الأميركي الذي أوقِف في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2015.
وحكِم على الأب وابنه بالسجن عشرة أعوام في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2016 بتهمة التجسّس. وأعفي الأب البالغ 85 عاما من إتمام تنفيذ عقوبته في العام 2020، لكنّه لم يتمكّن من مغادرة إيران رغم مشاكله الصحّية.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن «مصادر مطلعة» لم تسمّها، توقعها «قرب الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية في إطار صفقة الإفراج عن سجناء بين إيران وأميركا».
وأضافت أن الأسابيع الماضية شهدت «مفاوضات مكثفة بوساطة إحدى دول المنطقة للإفراج المتزامن عن سجناء بين إيران وأميركا ومليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية» وذلك في إطار «صفقة تحرير السجناء».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق