حوار

روجيه ملكي: اوروبا كدول باقية

مدرس في كلية العلوم الاقتصادية في جامعة القديس يوسف في بيروت، مستشار اقتصادي، مستشار لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومستشار سابق لوزراء الاقتصاد والمال والتجارة بين عامي 2005 و2014. انه روجيه ملكي، التقاه «الاسبوع العربي» الالكتروني وحاوره حول استفتاء بريطانيا.

ما كان السبب الحقيقي وراء استفتاء بريطانيا؟
اذا عدنا الى تاريخ هذا الاستفتاء فليست القضايا الحقيقية للاتحاد الاقتصادي والسياسي هي التي ادت الى اجراء الاستفتاء، بل انه التصويت الشعبي الذي يبقى على كل حال شرعياً. لم يصدقون ذلك بالطبع لان كل المؤسسات السياسية كانت تقف مع البقاء وحتى في انكلترا، ونتائج التصويت اختلفت بين منطقة واخرى. هذا الاقتراع السياسي بالرفض غذته فعلياً عدم مساواة داخلية وقلق من سيل المهاجرين الذين لم يصيبوا بريطانيا بقدر ما اصابوا اوروبا. يضاف الى ذلك، الحجة التي قدمها مؤيدو الخروج وتعود الى المدفوعات ثمن الانضمام الى الاتحاد. فالمبالغ المعلنة لا تتطابق مع المبالغ الحقيقية. وهناك عوامل اخرى ادت الى هذا القرار، عدم المساواة على المستوى الاوروبي لان النمو في العالم يتم بفروقات كبيرة في الثروات، وتحديات القطاع العام الذي يشار اليه بعد اليوم بالاصابع، هشاشة العمل والبرامج العامة الخ…
ماذا بعد التصويت؟
بدائل كثيرة تبدو ممكنة، خصوصاً وان دولاً كثيرة ليست عضواً في الاتحاد الاوروبي، اتفاقية التبادل الحر ستبقى قائمة كما هي الحال بالنسبة الى النروج وايسلندا الخ… وعلى الصعيد الثقافي ستبقى الانكليزية اللغة المحكية بالنسبة الى الدول السبع والعشرين الاخرى. المشكلة الاساسية هي في العمل. وهكذا فان «الحريات الاربع» ستبقى مصانة: حرية تنقل البضائع، حرية انتقال رؤوس الاموال، حرية تنقل الاشخاص وحرية العمل حيثما يريد العامل. اذونات العمل والاقامة يمكن ان تكون ضرورية ويمكن وضع قيود عليها ولكن هذا ممكن من ناحيتين: عموماً هذا ليس مؤلماً. اوروبا لن تقطع كلياً مع بريطانيا حفاظاً على القطاعات والصناعات، خصوصاً وان بريطانيا تتقرب من الولايات المتحدة.
اليست اوروبا مهددة بالتفكك؟
اوروبا كدول باقية. بالطبع هناك استياء اجتماعي يفسر هذا الاستفتاء وهذا الاستياء يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار لانه قائم في عدد من الدول الاوروبية المرشحة للمجيء بالقوميين الى السلطة. يضاف الى ذلك، ازمة اقتصادية كبرى تهدد الاعمال خصوصاً عندما نرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يحاول ركوب الموجة المضادة للانكليزية.

ن. م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق