أبرز الأخبارسياسة عربية

اصرار هادي على استقالته يغرق اليمن في الفوضى التامة

دخل اليمن هوة عميقة من الفوضى مع استقالة الحكومة وما تلاها من اعلان الرئيس تقديم استقالته التي سارع البرلمان الى رفضها في حين ما تزال صنعاء تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل.

أصر الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي على استقالته، رافضاً جميع المبادرات في هذا الصدد ومن بينها مبادرة من المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر.
ونقلت «بي بي سي» عن مصدر مقرب من الرئيس اليمني المستقيل بأن هادي عقد لقاء استمر لأكثر من ساعة مع المبعوث الأممي، وأكد فيه رفضه التراجع عن استقالته رغم جهود المبعوث الأممي لاقناعه بالعدول عنها.
وأكد المصدر نفسه أن الرئيس أبلغ بن عمر أنه تعرض لتهديدات من الحوثيين بإصدار قرارات رئاسية بتعيين نائب للرئيس ونائب لرئيس الحكومة بالإضافة لمنصب النائب العام. وأنه قرر الاستقالة كي لا يكون أداة بيدهم في سعيهم للسيطرة الفعلية على السلطة.
وكان عدد من الأحزاب السياسية اليمنية كلف مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر بمقابلة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح بهدف إقناعهما بالعدول عن الاستقالة.
وقد تقدم كل من الرئيس اليمني ورئيس وزرائه باستقالتهما للبرلمان اليمني الذي رفض قبول الاستقالة حتى الآن. ومن المقرر أن يجتمع البرلمان السبت للبت في أمر الاستقالة.

«طريق مسدود»
وتأتي استقالة هادي بعد ان قدمت الحكومة اليمنية التي تم تشكيلها قبل اقل من ثلاثة اشهر، استقالتها بعد ان استولت الميليشيات الشيعية «انصار الله» على مجمع القصر الرئاسي.
وقال المتحدث باسم الحكومة وهو يعلن هذا القرار، ان الاستقالة لا بد منها.
واعتبر هادي في رسالة استقالته ان اليمن وصل الى «طريق مسدود».
وبرر الرئيس قراره بـ «بالمستجدات التي ظهرت منذ 21 ايلول (سبتمبر) (دخول الميليشيا الشيعية الى صنعاء) على سير العملية الانتقالية للسلطة سلمياً والتي حرصنا جميعاً على ان تتم بسلاسة».
والخطاب موجه لرئيس البرلمان الذي يصبح رئيساً مؤقتاً للدولة طبقاً للدستور.
لكن البرلمان رفض استقالة الرئيس ودعا الى جلسة طارئة صباح الجمعة لبحث الازمة السياسية الحادة التي تعصف بهذا البلد.
وقال مسؤول لفرانس برس رافضاً كشف هويته ان «مجلس النواب، ممثلاً برئيسه يحيى الراعي، رفض استقالة الرئيس وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة».
واستقال هادي – وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب – فجأة بعد قليل من تقديم رئيس الوزراء خالد بحاح استقالة حكومته قائلاً إنه لا يريد أن «ينجر إلى متاهة السياسة غير البناءة».
وهذه إشارة في ما يبدو للمواجهة بين هادي وحركة الحوثيين الشيعية التي تحتجز الرئيس فعلياً داخل مقره الرسمي.
ويمثل قرار هادي تحولاً مفاجئاً عن موقفه يوم الأربعاء عندما قال إنه مستعد لقبول مطالب الحوثيين للقيام بدور أكبر في الترتيبات الدستورية والسياسية.
وفي أول رد فعل للحوثيين على الاستقالة قال مسؤول كبير بالحركة إنه يرحب باستقالة هادي. وقال ابو مالك يوسف الفيشي عبر حسابه على موقع تويتر «استقالته فرج كبير للشعب».
ونقلت تقارير عن أحد قادة حركة الحوثيين ترحيبه باستقالة الرئيس هادي واقتراحه تشكيل مجلس رئاسي يضم جماعات بقيادة الحوثيين والجيش وبعض الأحزاب السياسية.
وقد يخفف اعلان هادي الاستقالة من حدة الخلافات بينه وبين الحوثيين الذين ألقى صعودهم إلى السلطة باليمن – صاحب الأغلبية السنية – في أتون صراع طائفي أوسع نطاقا تخوضه أطراف بالوكالة نيابة عن الرياض وطهران في أجزاء من الشرق الأوسط.
وزادت هزيمة الحوثيين للحرس الرئاسي من حالة الفوضى في بلد تشن فيه الولايات المتحدة أيضاً هجمات باستخدام طائرات بدون طيار على واحد من أقوى فروع تنظيم القاعدة.
وأفاد مصدر أمني يمني لبي بي سي بأن رئيس جهاز مخابرات الأمن القومي علي حسن الأحمدي قدم استقالته هو الآخر احتجاجا على ممارسات الحوثيين.
ووفقاً لمصادر حكومية وشهود عيان فإن مسلحين حوثيين يحاصرون في هذه الأثناء منازل عدد من الوزراء والمسؤولين اليمنيين وفي مقدمتهم رئيس جهاز مخابرات الأمن القومي ووزيرا الدفاع والشؤون القانونية.

صراع إقليمي
وكان ظهور الحوثيين على أنهم القوة المؤثرة في اليمن في أيلول (سبتمبر) الماضي أحدث تحولاً في الشبكة المعقدة من التحالفات العشائرية والدينية والإقليمية.
وللاشتباه في تواطؤ إيراني مع الحوثيين قطعت السلطات السنية في الرياض معظم مساعداتها المالية لليمن بعد سيطرتهم على العاصمة.
وقال شهود إن العاصمة لا تزال في معظمها مغلقة على الرغم من استعادة المطار والمرفأ في مدينة عدن بجنوب البلاد نشاطهما يوم الخميس بعد أن أغلقا ليوم واحد احتجاجا على عملية الحوثيين ضد حكومة هادي.
وفي وسط اليمن قال رجال قبائل إنهم ردوا مقاتلين حوثيين على أعقابهم في محافظة مأرب التي تقدم نصف إنتاج اليمن من النفط وأكثر من نصف إنتاجها من الكهرباء.
ورد فرع تنظيم القاعدة في اليمن على صعود الحوثيين بشن هجمات على قواتهم إضافة إلى أهداف للدولة والجيش والمخابرات.
وقبل استقالة هادي كانت مجموعات من المقاتلين الحوثيين لا تزال منتشرة في محيط القصر الرئاسي امس الخميس. وفي منزل هادي الخاص خلت نقاط الحراسة التي يستخدمها عادة عناصر الحرس الجمهوري في حين لا تزال مجموعة من الحوثيين تتمركز أمام المدخل الرئيسي بالإضافة إلى مركبة عسكرية.

دعوة للتظاهر
ودعت ما تعرف باللجنة الثورية التابعة للحركة الحوثية المسلحة في بيان عاجل لها اتباع الحركة للخروج عصر الجمعة في مظاهرات تؤيد ما وصفته بالخطوات الثورية.
كما دعت جميع الموظفين في أجهزة الدولة إلى ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.
ومن جانبهم أعلن من يطلقون على أنفسهم شباب الثورة الشعبية اعتزامهم تنظيم احتجاجات واسعة الجمعة في صنعاء والحديدة وتعز وإب ضمن جمعة سموها بـ «جمعة رفض الانقلاب» للتنديد بممارسات الحوثيين و«استعادة مسار الثورة الشعبية التي انطلقت في 11 شباط (فبراير) 2011».
وأفادت تقارير بوقوع انفجارات في مدينة عدن في جنوب اليمن، حيث يحظى هادي بتأييد قوي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين محليين قولهما إن مسلحين هاجموا مدرعتين عسكريتين في مدينة عدن في ساعة مبكرة فجر الجمعة.
وأفاد أحد المسؤولين، اللذين رفضا ذكر اسميهما، بسماع ثلاثة انفجارات اثناء الهجوم الذي اعقبته اشتباكات في عدن.

الوكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق