رئيسيسياسة عربية

اعدامات في الداخل والخارج: اخطاء الاخرين تعزز القدرات «الداعشية»

المدققون في تفاصيل المشهد الداعشي، يرون ان التنظيم يعتمد في جزء من قوته على اخطاء الاخرين. وسط تحليلات تؤشر على ان الاستهانة بقدرات وامكانات التنظيم دفعت بالبعض الى ارتكاب اخطاء تكتيكية قاتلة اسهمت في رفده بمصادر القوة.

في هذا السياق، يتوقف المتابعون عند كم من العناصر التي اسهمت في خدمة التنظيم وعززت من قوته. ومن ذلك – على سبيل المثال – اقدام بعض الاطراف الغربية على تزويد تنظيمات اخرى من بينها الجيش الحر باسلحة متطورة، املاً بدفعها الى تحقيق التوازن مع الجيش النظامي في سوريا. غير ان بعض المواجهات التي انتهت بتغلب مقاتلي تنظيم الدولة على الفرقاء الاخرين افضى الى سيطرة التنظيم على بعض الاسلحة التي قدمت له. كما ان سيطرة التنظيم على بعض المواقع العسكرية مكنته من السيطرة على اسلحة تتراوح ما بين البندقية العادية والصواريخ البالستية. والطائرات والصواريخ.
كل هذا وغيره، مكن التنظيم من الحصول على سلاح يساعده على مواجهة الاطراف الاخرى بما في ذلك قوات التحالف نفسها. وفي هذا البعد يؤكد متابعون ان التنظيم سطا على صواريخ حرارية متطورة كانت قوات الجيش الحر قد تسلمتها مؤخراً. وهناك اسلحة مماثلة تسلمها الجيش النظامي من روسيا اثناء الازمة. واسلحة مصدرها ايران وقعت بين يدي التنظيم. وكانت نتيجتها ازعاج طائرات التحالف وجعلها تطلق صواريخها عن بعد، الامر الذي يقلل من فاعليتها في اصابة الاهداف على الارض. خصوصاً وان الاهداف المطلوب اصابتها ليست اهدافاً كبيرة ولا بارزة.

الحصول على السلاح
المتابعون يسردون بعض التفاصيل المتعلقة بفرص التنظيم الارهابي في الحصول على السلاح. او توظيف اخطاء الاخرين في خدمته. ومن ذلك سقوط طائرة «اف 16» واسر الطيار الاردني. حيث تشير معلومات استقصتها «الاسبوع العربي» الى ان الطائرة سقطت بدون اصابة. وان تعليمات وجهت الى الطيار الاردني «معاذ الكساسبة» الذي ما يزال اسيراً لدى التنظيم بالانخفاض بشكل كبير مع ان الطائرة التي يقودها مخصصة للارتفاعات الكبيرة. وبحسب مصادر طيران فإن الطائرة عادة ما تصيب اهدافها دون ان تراها. وان المستهدفين بالقصف لا يسمعون صوتها ولا يرونها وانما يتعرضون لقصفها. غير ان هذه المرة كانت مختلفة. حيث اقتربت بشكل خطير الى الهدف. فتم القبض على الطيار الذي هبط بالمظلة وقاموا باسره.
ويبدو ان الخطأ عينه ارتكب في العراق حيث سقطت طائرة اخرى مماثلة واسر طيارها.
وفي سياق الاخطاء، استفاد تنظيم داعش من كميات الاسلحة التي القتها طائرات اميركية لعراقيين في منطقة الخضيرة شمال غرب بغداد. وبحسب عراقيين فقد القت مروحيات اميركية كميات من الاسلحة خطأ فوق مناطق تسيطر عليها ميليشيات داعش. بينما اضطرت واشنطن الى نفي تلك المعلومة.

مساعدات من الجو
وأكدت السفارة الاميركية في بغداد عدم صحة تقارير وتصريحات اشارت إلى أن الطائرات الأميركية ألقت مساعدات عسكرية لتنظيم «داعش» في منطقة الخضيرة قرب قضاء بلد شمال غرب بغداد، واصفة اياها بغيرالدقيقة. وشددت بالقول: «لم يكن هناك إلقاء أي مواد من الجو للولايات المتحدة الاميركية في أو حول المجال الجوي لقضاء بلد وأن هذه التقارير الإعلامية خاطئة». وجددت السفارة التأكيد في بيان صحافي، دعم الولايات المتحدة الاميركية ووقوفها مع حكومة العراق والشعب العراقي ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف، ودعم استمرار التقدم نحو بناء عراق موحد.
وجاءت توضيحات السفارة هذه رداً على مسؤول عسكري عراقي قال إن مقاتلين كانوا مرابطين على سواتر في قضاء بلد جنوب تكريت بمحافظة صلاح الدين شاهدوا نزول صندوقين خشبيين على المنطقة التي تحاصرها القوات الأمنية. ورصدت كاميرات الهواتف الشخصية المحمولة لأفراد من القوات العراقية التي تقاتل تنظيم «داعش» إلقاء طائرات أباتشي مجهولة مظلات تحمل أسلحة ومواد غذائية لمسلحي التنظيم في قضاء بلد.
وأظهرت لقطات فيديو نشرها متطوعون في قوات الحشد الشعبي للمتطوعين العراقيين الجمعة الماضي هبوط منطاد عملاق في منطقة الحظيرة الشرقية في محيط قضاء بلد جنوب صلاح الدين.
ومن جهتها اتهمت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول التحالف الدولي بتقديم الدعم والتمويل لتنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد «ثبوت تزويده بالأسلحة في قضاء بلد»، على حد قولها.
الى ذلك، وفي مسار آخر، كشفت مصادر استخبارية النقاب عن خلافات داخلية في تنظيم القاعدة. وعن لجوء التنظيم الى تنفيذ اعدامات بعضها داخلي «داخل التنظيم» وبعضها خارجي «ضد اطراف اخرى تصنف ضمن اطار الخصومة».

اعدامات
واشارت التقارير الى ان تنظيم الدولة الاسلامية قام باعدام نحو الفي شخص في سوريا ينتمي نصفهم الى عشيرة الشعيطات السنية البارزة، وذلك منذ ان اعلن تأسيس «دولة الخلافة» في نهاية حزيران (يونيو).
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان انه «تمكن من توثيق 1878 شخصاً أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا»، منذ 28 حزيران (يونيو)، تاريخ إعلانه اقامة «الدولة الاسلامية» انطلاقاً من الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، منصباً عليها زعيمه ابا بكر البغدادي «خليفة»، وحتى 27 كانون الاول (ديسمبر).
واشار المرصد الى ان عمليات الاعدام «تمت رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو الرجم». ونفذت هذه العمليات في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة.
وبين ضحايا الاعدامات، هناك 1175 مدنياً بينهم اربعة أطفال وثماني نساء، بالاضافة الى أكثر من 930 من أبناء عشيرة الشعيطات التي رفضت مبايعة التنظيم الجهادي المتطرف في ريف دير الزور الشرقي.
كما أعدم تنظيم الدولة الاسلامية 502 ضابط وعنصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القى القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.
كما أعدم التنظيم نحو 120 من عناصره الاجانب بعد اعتقالهم إثر محاولتهم الفرار والعودة إلى دولهم، واعدم 80 مقاتلاً ينتمون الى «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والى الكتائب المقاتلة الاخرى.
ورأى المرصد أن العدد الحقيقي للإعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية هو أعلى من الرقم الذي تمكن من توثيقه، لكن يصعب تحديده بسبب وجود مئات المعتقلين لدى التنظيم الذين لم يعرف مصيرهم.
ويقول خبراء ان الاعدامات التي يقوم بها التنظيم ويقوم بتصوير اغلبها وبثها عبر الانترنت، تهدف الى اثارة الذعر بين المدنيين والجماعات التي تحاول التمرد عليه، بالاضافة الى استقطاب جهاديين جدد للانضمام الى صفوفه.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق