رئيسيسياسة عربية

اليمن نحو التقسيم… القاعدة تصعد والحوثيون يحتلون قلعة الاحمر

يعتقد محللون ان الازمة اليمنية دخلت في مرحلة حرجة. وانها باتت سائرة نحو التقسيم، وضمن معطيات تحتكم الى عناصر القوة فقط. وان مؤسسات الدولة اليمنية باتت الاكثر ضعفاً في المعادلة.

هذه الحالة اسست لعملية يعتقد المتابعون ان اقرب وصف لها هو «عض الاصابع»، ولكن ليس بالمفهوم السائد لهذا المصطلح السياسي. وانما عض الاصابع ندماً على ما آلت اليه الاوضاع، وما حدث من تواطؤ على مستويات متعددة، تكشفت لاحقاً بعض اسراره. وطفت على السطح بعض عناصره، ومنها تبادل الاتهامات بين قيادتين حالية وسابقة، بالتواط ؤمع الحوثيين، وتمكينهم من بسط سيطرتهم على ما يزيد عن نصف المساحة اليمنية. اضافة الى مقدرات امنية وسياسية واقتصادية، والى العامل الجغرافي الذي اصبح يميل بشكل واضح باتجاه جماعة «انصار الله» الذين باتوا يشكلون الذراع العسكرية  للحوثيين. واصبح عبد الملك الحوثي الرجل الاول من الناحية الفعلية في البلاد.
ميدانياً، تحول المشهد على مدى الساحة اليمنية الى ما يشبه ساحة «حرب اهلية»، فقد تعددت المواجهات، وفي الوقت نفسه تعددت الاطراف المتشابكة، وسط قناعة تامة بان «فك الاشتباك» يحتاج الى معجزة في ظل التطورات القائمة. وبدا واضحاً ان تنظيمي «انصار الله» التابع للحوثيين، و«انصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، باتا الذراعين العسكريين الاكثر قوة ونفوذاً في المنطقة. في حين تراجع نفوذ القبائل الذي كان يتسيد المشهد على الدوام هناك.

هجمات للقاعدة
في السياق، وضمن اطار التشابكات المعقدة في اطار الحرب الاهلية الدائرة، أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تبنيها لثلاث هجمات متزامنة استهدفت تجمعات للحوثيين في قرية «خبزة» بمحافظة البيضاء. وقال التنظيم في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» للتدوينات القصيرة إن عناصره هاجمت منطقة خبزة من ثلاثة محاور، وتزامن ذلك مع قصف بالمدفعية الثقيلة على مواقع للحوثيين في قرية الثعالب القريبة من خبزة.
وأوضح التنظيم أن اشتباكات عنيفة دارت بين عناصره وجماعة الحوثيين لمدة تزيد عن ساعة ، مشيراً إلى أن الظلام حال دون معرفة حجم الخسائر البشرية.
وفي محافظة البيضاء أيضاً، أفاد مصدر صحفي بأن لواء «المجد» التابع للجيش، المرابط في المحافظة صد هجوماً لعناصر من تنظيم القاعدة على مواقع للواء في مديرية الزاهر القريبة من مدينة البيضاء.
وأوضح المصدر أن جنود اللواء قصفوا عناصر التنظيم بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا من مقر قيادة اللواء، مشيراً إلى أن الجنود تمكنوا من قتل وإحراق العديد من السيارات التابعة للمهاجمين من عناصر التنظيم.

عبوة ناسفة
وعلى صعيد آخر،أعلنت جماعة أنصار الشريعة تبنيها لتفجير عبوة ناسفة في طقم عسكري تابع للجيش في وادي «ضيقة» في مديرية المحفد محافظة أبين جنوب العاصمة.
وقال الناطق الإعلامي باسم اللجان الشعبية في محافظة أبين علي عيدة إن التفجير استهدف طاقماً عسكرياً تابعاً للجان الشعبية، نافياً أن يكون الطاقم تابعاً لقوات الجيش في المحافظة. في سياق مواز، افادت مصادر عسكرية يمنية ان عسكرياً اميركياً كان من بين الرهائن الثمانية الذين حررتهم القوات الخاصة اليمنية فجر الثلاثاء من تنظيم القاعدة.
واوضحت المصادر ان مقاتلين من القاعدة خطفوا الرجال الثمانية وهم سبعة جنود يمنيين وعسكري اميركي خلال الليل في قاعدة العند الجوية (جنوب اليمن) قبل ان يتم تحريرهم بعد ساعتين، مؤكداً مقتل الخاطفين السبعة.
وقال مصدر عسكري، ان سبعة مقاتلين من القاعدة كانوا يشنون هجوماً ارهابياً تسللوا الى قاعدة العند العسكرية بعد احتجازهم سبعة جنود في الخدمة عند المدخل رهائن. واضاف المصدر، ان المهاجمين تقدموا مع الرهائن في القاعدة وتمكنوا من القبض على عسكري اميركي، ثم تدخلت القوات الخاصة اليمنية وقتلت الخاطفين السبعة وحررت الرهائن الثمانية وبينهم الاميركي، حيث استمرت عملية الاحتجاز ساعتين.
ثم جرت عملية تمشيط ليلاً للبحث عن مهاجمين اخرين محتملين بحسب المصادر نفسها. وتعد قاعدة العند الجوية في محافظة لحج (جنوب) اكبر قاعدة في اليمن. وتضم بحسب مصادر عسكرية يمنية مدربين اميركيين مكلفين بمهمات تدريب ودعم في اطار برنامج تعاون لمكافحة الارهاب مع الولايات المتحدة.
من جهته نفى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ان يكون له اي دور في زحف الحوثيين في اليمن متهماً خلفه بانه ساعدهم على السيطرة على العاصمة صنعاء لاحتواء صعود جماعة الاخوان المسلمين على حد قوله. وقال صالح الذي صدرت بحقه عقوبات في مجلس الامن الدولي والولايات المتحدة لعرقلة السلام في حديث بثته مساء الاثنين قناة مصرية انه لم يلعب «اي دور» في هجوم انصار الله الحوثيين الذين تقدموا من معاقلهم في الشمال وسيطروا على صنعاء في ايلول (سبتمبر) ثم وسعوا نطاق نفوذهم الى وسط وغرب اليمن.

صالح يتهم هادي
وصرح علي عبدالله صالح ان الرئيس عبد ربه منصور هادي هو الذي أتى بانصار الله الى صنعاء لمحاربة الاخوان المسلمين. واضاف ان مؤسسات الحكومة سلمت الى الحوثيين مؤكداً ان الرئيس الحالي كان يريد احتواء نفوذ الاسلاميين السنة الموالين للاخوان المسلمين.
في السياق عينه، قتل ستة اشخاص في اشتباكات اندلعت ليل الثلاثاء – الاربعاء في شمال صنعاء بين مسلحين حوثيين شيعة وآخرين موالين لآل الاحمر الذين يتزعمون قبيلة حاشد النافذة، وقد تمكن الحوثيون من السيطرة على منزل الزعيم التاريخي لآل الاحمر.
وذكر مصدر حوثي ان «اشتباكات اندلعت في المربع الامني لبيت الشيخ عبدالله الاحمر في حي الحصبة بين الحوثيين ومسلحين تابعين لآل الاحمر ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص من الجهتين».
وبحسب المصدر، فقد تمكن المسلحون الحوثيون الذي يسيطرون على معظم مرافق العاصمة اليمنية منذ 21 ايلول (سبتمبر)، من السيطرة على بيت الشيخ عبدالله الاحمر، وهو الزعيم التاريخي الراحل لحاشد.
وبيت الشيخ عبدالله الاحمر ملاصق لبيت نجله الشيخ صادق الاحمر، الزعيم الحالي للاسرة.
وبين الحوثيين وآل الاحمر عداوة تاريخية، وسبق ان دمر الحوثيون منازل آل الاحمر في معاقلهم القبلية في منطقة عمران في شمال اليمن.
واكدت مصادر محلية ان الحوثيين يريدون القاء القبض على المسؤول عن امن مربع آل الاحمر ويدعى سام الاحمر.
وتعد اسرة الاحمر من الاسر الاكثر نفوذاً في اليمن، فيما الشيخ الملياردير حميد الاحمر اخو الشيخ صادق الاحمر، هو احد ابرز زعماء التجمع اليمني للاصلاح الذي يمثل مزيجاً بين تيار الاخوان المسلمين وبعض التيارات السلفية.
الى ذلك، قتل مسلحان من الحوثيين واصيب ثلاثة آخرون في كمين استهدفهم في حي القادسية بجنوب صنعاء، بحسب مصادر حوثية. وقالت المصادر ان مجهولين اطلقوا النار على المسلحين الحوثيين.

تفجير انبوب النفط
وفي سياق آخر، قالت مصادر محلية في محافظة مأرب بوسط اليمن ان مسلحين قبليين فجروا أنبوب النفط الرئيسي في منطقة حباب بمديرية صرواح غرب المحافظة.
واسفر التفجير عن توقف الضخ في هذا الانبوب الرئيسي الذي ينقل النفط من حقول مأرب الى ميناء التصدير برأس عيسى بمحافظة الحديدة على البحر الاحمر.
في الاثناء، تصدرت المعلومات الخاصة بعلاقة «الرئيسين» اليمنيين الحالي والسابق بالحوثيين، وتواطؤ كل منهما مع التيار الحوثي للوصول الى هذا الوضع. فبينما تشير المعلومات المتداولة الى اتفاق بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والحوثيين. وتواطؤ من قبل الرئيس هادي لصالح الحوثيين، بدأ الشارع تداول تلك المعلومات باسلوب اتهامي واضح. بينما ابدت دول عربية معنية عدم ارتياحها لما حدث من تواطؤ ومن اتفاق. وفي هذا السياق، تناقل الشارع اليمني ما يفيد بـ «عدم ارتياح سعودي» مما قام به الرئيس عبد ربه منصور هادي، من تواطؤ اسهم في تمكين الحوثيين من الوصول الى هذا المستوى. وان هادي هو الذي سمح للحوثيين بالسيطرة على مقاليد الامور، والسيطرة على العاصمة والعديد من المحافظات.
ومن بين المعلومات التي ترددت على مستوى الشارع، أن الديوان الملكي السعودي أرسل مطلع الأسبوع الحالي رسالة إلى رئاسة الجمهورية اليمنية تضمنت غضباً سعودياً كبيراً من الرئيس هادي، وأبلغه فيها استياءها الكبير من التطورات على الأرض في اليمن. الامر الذي استدعى لقاء السفير السعودي في صنعاء، وتأكيد اعتزازه بالدعم السعودي لليمن.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق