رئيسي

ليبيا: حرب شوارع في بنغازي والامم المتحدة تقترح هدنة انسانية

يرصد متابعون لتطورات الملف الليبي ارتفاعاً في وتيرة العنف. وزيادة ملحوظة في عدد القتلى الذين سقطوا في مدينة بنغازي التي تشهد اتساعاً لدائرة القتال، والتي وضعها اطراف المعادلة العسكرية هدفاً يتسارعون لحسمه كل في اتجاهه.

ويرصد المتابعون ايضاً ان ارتفاع منسوب العنف لم يسفر عن اي تغيير في موازين القوى على الارض، باستثناء ما اجمع المتابعون على وصفه بـ «حرب الشوارع» التي تخوضها اطراف الصراع. وخصوصاً جماعة اللواء حفتر، والميليشيات الاسلامية.
وفي تفسير تلك الحالة، هناك من يرى ان كلا الطرفين يحصلان على دعم مادي ولوجستي، الامر الذي يجعل من الصعب حسم المعركة في اي اتجاه. ويعتقد المتابعون ان الجانب المصري اضافة الى بعض الدول يواصلون دعمهم للواء حفتر، بينما القطريون يقدمون دعمهم المطلق للاسلاميين.
ميدانياً، قتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم سيدة في معارك عنيفة وحرب شوارع في مدينة  بنغازي ، فيما لقي جريح حتفه متأثراً بجروحه التي أصيب بها إثر هجوم انتحاري استهدف نقطة تفتيش أمنية في المدينة الواقعة شرق ليبيا.
وارتفعت بذلك حصيلة القتلى بعد الهجوم الذي بدأه الاربعاء اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر على الميليشيات الاسلامية الى 66 قتيلاً وفقاً لمصادر طبية.
وبعدها دارت معارك عنيفة في أماكن متفرقة من المدينة فيما شنت مقاتلات سلاح الجو الموالي لحفتر غارات على مواقع عدة يتمركز فيها الاسلاميون في منطقتي المساكن وبوعطني على الطريق المؤدية لمطار بنينا جنوب شرق بنغازي، إضافة إلى مناطق عدة في المدخل الغربي للمدينة.

اصابات المنازل
ووفقاً لشهود عيان فإن بيوتاً عدة تعرضت لاصابات بليغة نتيجة القصف الذي طاولها، بينما أتى حريق على مخيم لنازحي بلدة تاورغاء في منطقة قاريونس غرب المدينة بعد أن أخلاه السكان الذين علقوا في اشتباكات بين الجيش والاسلاميين.
وقال شهود عيان إن النيران التي التهمت المخيم غير معلومة الاسباب لكن عودة نازحي تاورغاء (230 شرق طرابلس) الذين هجروا من بلدتهم لاتهامهم بمساندة نظام معمر القذافي في العام 2011، باتت مستحيلة.
وامام ضعف الحكومة الانتقالية، شن اللواء حفتر الذي شارك في الثورة على القذافي، هجوما في ايار (مايو) على الميليشيات التي يصفها بانها ارهابية.
واتهمت السلطات الانتقالية اللواء حفتر حينها بمحاولة انقلاب، لكنها غيرت موقفها لا سيما بعد ان نال اللواء المتقاعد تأييد وحدات عدة من الجيش.
واقترحت الامم المتحدة هدنة انسانية في غرب ليبيا، كما جاء في بيان صادر عنها. وقد تقدمت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا بمبادرة لوقف فوري للعمليات العسكرية في كل من مناطق ككلة والقلعة في غرب ليبيا لتسهيل تقديم المساعدات الانسانية. ويبدأ تنفيذ هذه المبادرة منتصف ليل 18 تشرين الاول (اكتوبر) 2014، ويمتد اربعة ايام على الاقل.
وبعثت الامم المتحدة برسائل في هذا الخصوص الى المجالس البلدية في كل من مدن الزنتان وغريان وككلة.
الى ذلك ، قال رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني ان العمليات العسكرية لمكافحة الميليشيات التي وصفها بانها «الخارجة عن القانون» اصبحت تحت قيادة السلطات المعترف بها دولياً، معرباً عن الامل في استعادة هذه السلطات قريباً السيطرة على طرابلس وبنغازي.
وقال الثني في مقابلة بالهاتف من مدينة البيضاء مع وكالة فرانس برس «كل القوات العسكرية تم وضعها تحت امرة قيادة الجيش لتحرير طرابلس وبنغازي قريباً ان شاء الله».

تهديد دولي
في الاثناء، طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بوقف فوري للمعارك الدائرة في ليبيا، ولوَّحت في بيان مشترك بإمكانية لجوء كل منها إلى فرض عقوبات على الأطراف المتورطة بتهديد السلام والاستقرار في ليبيا.
وأدانت الدول الخمس بشدة العنف الدائر في ليبيا، ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية، ولفتت إلى أنها «اتفقت على أن ليس هناك من حل عسكري للأزمة الليبية»، وأعربت «بشكل خاص عن انزعاجها من عدم احترام الأطراف دعوات وقف إطلاق النار».
وحذرت الدول الغربية الكبرى من أن «حرية ليبيا التي دفعت ثمنها غاليا في 2011 مهددة إذا ما استخدمت جماعات إرهابية ليبية ودولية ليبيا ملاذاً آمناً لها».
من جهة ثانية تشهد أطراف منطقة أبو شيبة جنوب غرب طرابلس اشتباكات متقطعة بين قوات «فجر ليبيا» وما يسمى بجيش القبائل المدعوم بكتيبتي القعقاع والصواعق.
وتأتي الاشتباكات في أعقاب إعلان قوات فجر ليبيا سيطرتها على أغلب مساحة مشروع أبو شيبة، ووصول تعزيزات عسكرية وذخائر من مدن غرب ليبيا إلى جبهات القتال في مناطق جبل نفوسة، ولا سيما في مدينتي ككلة والقلعة ومناطق تمركز القعقاع والصواعق وجيش القبائل في بئر الغنم وبئر عياد.
وأعلنت مناطق ككلة وغريان رفضها مبادرة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا لوقف إطلاق النار في جبل نفوسة غربي البلاد، الذي يشهد معارك ضارية بين مسلحين من قوات فجر ليبيا وقوات «جيش القبائل» من منطقتي الزنتان وورشفانة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.

بنغازي – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق