رئيسي

امام الحرم يؤكد منع التظاهرات والاستقطابات السياسية: ثلاثة ملايين حاج يؤدون الفريضة هذا الموسم

لم يبق سوى ايام معدودة على اغلاق الحدود السعودية امام الراغبين باداء فريضة الحج. ايذاناً ببدء الشعائر التي تبدأ فعلياً يوم الخميس المقبل «نهاية الاسبوع الجاري» وتستمر لما بعد عيد الاضحى بثلاثة ايام. يبدأ بعدها حجاج بيت الله الحرام مشوار العودة الى بلدانهم مستكملين اداء فريضة الحج.

وفي هذا السياق تشير المصادر السعودية الى استكمال وصول حجاج البر، بينما يبقى المجال مفتوحاً لمدة يوم او يومين من اجل استكمال وصول حجاج الجو. في حين بلغ عدد الحجاج الذين وصلوا الى ارض المملكة قرابة الثلاثة ملايين حاج، وهو رقم كبير مقارنة بالترتيبات المتخذة، والتي تختصر عدد حجاج كل دولة بنسبة عشرين بالمائة، بسبب اعمال الهدم والتوسعة للحرم المكي.
وبحسب المصادر السعودية هناك معادلة لتوزيع عدد الذين يسمح لهم باداء الفريضة من كل دولة، وهي المعادلة المقرة من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي، والتي تنص على السماح باستقبال الف حاج لكل مليون نسمة من عدد سكان اية دولة. وبعد ذلك قررت الحكومة السعودية اختصار هذا العدد بنسبة عشرين بالمائة، وبشكل مؤقت الى حين استكمال مشروع التوسعة الذي يضاعف قدرة الحرم الاستيعابية الى اضعاف عدة.
وبحسب تقارير غير رسمية يمكن ان تعيد الحكومة النظر في النسبة المقررة بما يصل الى الفي حاج لكل مليون نسمة. نظراً الى ضخامة مشروع التوسعة الذي يستمر سنوات عدة.
الآن، اعلنت ادارة مشروع التوسعة وقف العمل بالمشروع بهدف عدم مضايقة حجاج بيت الله الحرام. حيث بلغ عدد الحجاج لهذا الموسم ثلاثة ملايين حاج تقريباً.

جهوزية امنية
وكانت قيادة قوات أمن الحج في السعودية أعلنت جاهزيتها الكاملة وجاهزية خططها لمواجهة جميع المخاطر الأمنية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال الحج، مؤكدة «قدرتها على التدخل الفاعل للحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام».
وبشأن تنظيم الحشود القادمة للصلاة في المسجد الحرام، قالت إنه تم تخصيص أربعة مسارات لدخول الحجاج إلى المسجد ومسارات أخرى للخروج منه، إضافة إلى تنظيم الدخول والخروج لجسر الصفا لتلافي الازدحام.
وكانت السلطات السعودية قررت تخفيض عدد حجاج الداخل بنسبة 50% خلال موسمي الحج الماضي والحالي، وعدد حجاج الخارج بنسبة 20% من العدد الإجمالي لحجاج العام الماضي، بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي، وأعمال توسعة المطاف.
وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للاستفادة من المواقع التي تم إنجازها من مشروع توسعة المسجد الحرام والمطاف خلال موسم الحج الحالي تيسيرا على ضيوف الرحمن.

الحج مكان للخشوع
في الاثناء، أكد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن السديس أن الحج ليس مكاناً للمظاهرات أو المسيرات والتجمعات أو المناظرات أو المساجلات أو الجدال والملاسنات، بل هو ترتيل ودعاء وذكر ونداء وخشوع ورجاء وابتهال.
وقال خلال خطبة الجمعة بالمسجد الحرام إن النفوس تشتاق إلى الطمأنينة والسكينة في ظل ما يحدق بالأمة من فتن وتحديات، لافتاً إلى ما تحياه المملكة من أمن واطمئنان رغم ما يحدث حولها من احتراب وتطاحن واضطراب وعنف وإرهاب ووحشية وإبادة. وأشار السديس إلى أن من أهم المقاصد والغايات وأعظم الحكم والواجبات أن  يكون الحج منطلقا لتحقيق التوحيد الخالص لله وحده، لا مجال فيه للشعارات  الحزبية أو التجمعات الطائفية أو الاستقطابات السياسية.
وأضاف، آن لنا أن نأخذ من هذا التجمع الإسلامي الدروس والعبر في الوحدة والتضامن والبعد عن الفرقة والتعصب والتشاحن والتحزب وتجاهل الشائعات والتصدي للمقولات الكاذبات، لتكن الانطلاقة لحل مشكلات الأمة المتأزمة من هذا المكان المبارك، بعيداً عن الغلو والتشدد والإيذاء والمزاحمة والحقد والكراهية.
ودعا السديس القادة والعلماء إلى السعي لتحقيق هذه المنافع العظيمة، لا سيما في تحقيق كلمة التوحيد وتوحيد كلمة أبناء الأمة للانتصار لقضايا الأمة الإسلامية لا سيما قضية فلسطين والمسجد الأقصى وكذا بلاد الشام والرافدين وانتشالها من أوحال الظلم والفساد والإرهاب. وفي السياق، وقف المشرف العام على الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد العيسى على جاهزية مشاركة القطاعات التابعة للإدارة بالمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وجدة، واطلع على سير العمل وخطة تقديم الخدمات الطبية لرجال الأمن والمستجدات.

الخدمات الطبية
وفي هذا الصدد التقى الدكتور العيسى مع مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو، وقائد قوات أمن الحج اللواء عبد العزيز الصولي، واطلع على خطة إدارة الخدمات الطبية لموسم الحج هذا العام وتميزها بالشمولية والانتشار الجغرافي لمداخل الخدمة بواسطة تفعيل 20 برنامجاً صحياً. وأبدى المسؤولون بالقطاعات الأمنية رضاهم عن الخدمات الصحية التي يلقاها منسوبوهم.
كما زار المشرف العام على الخدمات الطبية بوزارة الداخلية مستشفى قوى الأمن بالعاصمة المقدسة، وتفقد سير العمل بأقسام الطوارىء والعناية المركزة وآلية مكافحة العدوى وتطبيق البروتوكولات الطبية الخاصة بأمراض الكورونا وإيبولا وسط مرافقة مدير المستشفى العقيد طبيب خالد حسن الزهراني.
وعلى هامش جولته تفقد العيسى إحدى العربات الطبية المتنقلة التابعة للطب الميداني المُستحدثة هذا العام بواقع عشر عربات تقدم الرعاية الصحية لرجال الأمن العاملين بالميدان في مواقعهم بالحرم ومنى وعرفات، إلى جانب التأكد من التجهيزات الموفرة للمنتدبين بالإدارة.
وألقى الدكتور العيسى كلمة شدد خلالها على توجيهات وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وحثّ العاملين على بذل أقصى جهودهم في سبيل تقديم الخدمة المناسبة والحرص على نجاح خطة عمل موسم الحج، تلاها جولة بمركز صحي قوى الأمن بمكة المكرمة والعيادات التابعة له والتي تضاعف عددها إلى عشر عيادات بعد استحداث عيادة الحرم المكي التي تقدم الخدمات على مدار الساعة. واختتم العيسى جولته التفقدية بزيارة مركز صحي قوى الأمن بالمدينة المنورة ومركز السجن وعيادة الحرم المدني.
التقارير التي ارسلتها البعثات الاعلامية المشاركة في تغطية الحج، تؤكد تميز الخدمات لهذا الموسم. وتشير الى ترتيبات هدفها توفير الاجواء الامنة لحجاج بيت الله الحرام. وكذلك توفير الخدمات الصحية اللازمة. اضافة الى ترتيبات تتعلق بالتنقل، وجعله ميسراً وسلساً.

مكة المكرمة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق