أبرز الأخبار

موجة نزوح كردية باتجاه تركيا: واوباما يوقع على قرار تسليح المعارضة السورية

في الوقت الذي تشير التقارير الى ان مناطق شمال شرق سوريا اصبحت شبه ساقطة بايدي مسلحي «تنظيم الدولة»، تتواصل المواجهات في اكثر من مكان على الارض السورية. وبحسب التقارير، لجأ حوالى 70 ألف كردي سوري خلال ايام إلى تركيا، هرباً من تقدم جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، في شمال شرق سوريا.

أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين. في بيان اصدرته ليل «السبت – الاحد»، أن «المفوضية العليا تعزز تحركها لمساندة الحكومة التركية في مساعدة حوالى 70 ألف سوري فروا إلى تركيا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة».
وتابع البيان أن الحكومة التركية والمفوضية العليا للاجئين يتحضران لاحتمال وصول مئات آلاف اللاجئين الإضافيين في الأيام المقبلة.
وفتحت تركيا حدودها الجمعة أمام اللاجئين السوريين الذين بدأوا يغادرون قطاع مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) التي يطوقها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.
وعين العرب ثالث مدينة كردية في سوريا بقيت نسبياً في منأى عن النزاع الدائر في سوريا وقد لجأ إليها حوالي مائتي ألف نازح سوري بحسب الأمم المتحدة.
لكن الزحف الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة والحصار الذي يفرضه هؤلاء المقاتلون على المدينة دفعا عدداً كبيراً من السكان خصوصاً من الأكراد للهرب.
وقال المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس في البيان «إن هذا التدفق الكثيف يؤكد ضرورة حشد المساعدة الدولية لدعم البلدان المجاورة» لسوريا.
وقد أرسلت المفوضية العليا للاجئين مساعدات منها حتى الآن 20 ألف غطاء و10 آلاف فراش و5 آلاف صفيحة محروقات وألفا خيمة بلاستيكية.

تسليح المعارضة
في الاثناء، وبينما يتجاوز الجدل مسالة الدور السوري في الحرب ضد تنظيم داعش، واصرار الولايات المتحدة على عدم التنسيق مع النظام السوري بهذا الخصوص، طفت على السطح مسألة تسليح المعارضة. وفي هذا السايق، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل انه وكبار القادة العسكريين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) صادقوا على خطة لضرب أهداف لتنظيم داعش الارهابي في سوريا.
وأضاف هيغل خلال شهادته امام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأميركي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اطلع خلال اجتماعة مع القادة العسكريين بالقيادة المركزية الأميركية على الخطط التي وافق عليها هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي. وأشار هيغل إلى أن الخطة تشمل ضربات انتقائية ضد أماكن يستغلها عناصر داعش كملاذ آمن في سوريا بما في ذلك مقار القيادة والقدرات اللوجيستية والبنية الأساسية الخاصة بالتنظيم، وقال أن الإجراءات الأميركية لن تتقيد بحدود جغرافية.
كما ووافق مجلس النواب الأميركي على تشريع طلبه الرئيس أوباما، لمنح إدارته حق تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، كجزء من حربها ضد داعش.
وجاء إقرار المجلس للتشريع بأغلبية 78 صوتاً في مقابل 22 صوتاً، وذلك بعد موافقة مجلس النواب على التشريع الأربعاء.
ويخول التشريع أوباما بشكل مؤقت، وحتى 11 كانون الثاني (يناير)، تدريب وتسليح المعارضة السورية. وبموجب القانون الأميركي، يذهب مشروع القانون إلى الرئيس الأميركي، ليصبح نافذا بعد توقيعه عليه. وبالفعل فقد وقعه الرئيس اوباما واصبح نافذاً.
وكان مجلس النواب، وافق، على طلب الإدارة الأميركية، إقرار خطة تشمل تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة.
وفي وقت لاحق، رحب أوباما بموافقة نواب مجلس الشيوخ من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، على خطة إدارته، واصفاً ذلك بأنه موقف أظهر للعالم أن الأميركيين موحدون في معركتهم.

من هي المعارضة؟
تفصيلاً، اشارت مصادر متابعة الى ان المعارضة السورية المعتدلة التي تعتزم واشنطن دعمها هي في الواقع مجموعة من الكتائب التي تعاني من سوء التجهيز، والتي اضعفتها المواجهات التي تخوضها على جبهتين ضد تنظيم داعش وقوات نظام بشار الاسد.
ولم تذكر الولايات المتحدة بالاسم التنظيمات التي تنوي مساعدتها لكنها – بحسب القراءات – خصوصاً وحدات منضوية تحت راية الجيش السوري الحر الذي كان اول تحالف لمسلحي المعارضة قاتل نظام الاسد قبل تفككه الى مجوعات مختلفة اسلامية وغير اسلامية.
واحدى ابرز المجموعات التي ستستفيد من المساعدة هي «جبهة ثوار سوريا» التحالف ذو التوجه العلماني الذي انشىء في 2013 رداً على انشاء الجبهة الاسلامية التي تمثل عدداً كبيراً من القوى الاسلامية، وتضم خصوصاً اكبر ثلاثة فصائل اسلامية تحارب في سوريا، وهي «لواء التوحيد» و«حركة احرار الشام السلفية» و«جيش الاسلام» ومجموعات اخرى.
وهناك مجموعة اخرى علمانية تدعمها واشنطن وتدعى «حركة حزم» تأسست في 2014 وتعد حوالي 15 الف مقاتل.
وتضاف اليها مجموعات صغيرة اخرى وكذلك هيئة اركان الجيش السوري الحر بقيادة العميد عبد الاله البشير. وهي تتبع المعارضة السورية المدعومة من الغرب لكنها ليست نافذة على الارض.
وتحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن عشرات الاف المقاتلين بينهم «علمانيون واسلاميون» يشكلون قوة شرعية ولهم ماض ثابت في محاربة داعش.
وغالبية هذه المجموعات متمركزة في شمال سوريا وخصوصاً في محافظتي حلب وادلب لكن بعضها يقاتل ايضاً في حماه ودرعا.
في الاثناء، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان السعودية وافقت على استقبال قوات معارضة سورية لتجهيزها وتدريبها.

رسالة دمشق
على نطاق العمليات العسكرية، سقطت طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية، فوق مدينة الرقة، معقل تنظيم «الدولة الاسلامية» في شمال سوريا، بعد ان تعرضت لاطلاق نار خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة. وهي المرة الاولى التي يسقط فيها التنظيم المتطرف طائرة تابعة للنظام منذ ان اعلن «الخلافة الاسلامية» في نهاية حزيران (يونيو) في الاراضي التي يسيطر عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها.
وسقطت الطائرة عند احد اطراف المدينة «فوق منزل، ما تسبب بمقتل واصابة عدد من المواطنين من عائلة واحدة».
من جهة ثانية، أشار تقرير صحفي إلى أن دمشق قالت في رسالتها التي وجهتها إلى واشنطن إن المعارضة «المعتدلة» التي وعدت واشنطن بمساعدتها وتدريبها لا تختلف عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإنها «باعت صحافيّين اثنين أبرياء لتنظيم «الدولة الإسلامية» ليقطع رأسيهما».
وقال تقرير لصحيفة «إنديبندنت» البريطانية إن الرئيس سيرفض هذا الطلب، ولكن ذلك يسبب له حرجاً، خصوصاً أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نبّه إلى أن قصف أي مواقع في سوريا، مثلما تخطط له واشنطن، سيكون «اعتداء على سيادتها». وذكر مراسل الصحيفة في منطقة الشرق الأوسط روبرت فيسك أن رسالة دمشق وجهها رئيس البرلمان السوري محمد جهاد اللحام إلى نظيره الأميركي جون بوينر، وإلى زعيمة الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، وفيها يدعو أعضاء الكونغرس للتعاون مع دمشق من أجل هزيمة الإرهابيين.
في الاثناء، ووسط تحضيرات متسارعة من التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش، أثارت مستشارة الرئيس بشار الأسد، بثينة شعبان حفيظة الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما حذرت عبر قناة «سي إن إن» من اختراق المجال الجوي السوري لضرب داعش، وقالت إن «دمشق قد تسقط الطائرات الأميركية، لأنها أتت من دون إذن واعتدت على سيادة سوريا»، على حد قولها. جواب الرئيس الأميركي باراك أوباما كان مباشراً من خلال ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز»، حيث رد على بثينة شعبان، وقال: «إذا فكر الأسد وأمر قواته بإطلاق النار على الطائرات الأميركية التي تدخل المجال الجوي السوري، فسندمر الدفاعات الجوية السورية عن آخرها، وسيكون هذا أسهل لقواتنا من ضرب مواقع داعش».

صواريخ ارض – جو
وفي سياق متصل، توقع الجنرال الأميركي السابق، بول إيتون توفر صواريخ أرض – جو بين أيدي تنظيم الدولة، مدللاً على ذلك بقدرة التنظيم على اسقاط طائرة سورية. واعتبر ان ذلك يشكل خطراً على الطائرات الاميركية. لكنه اضاف بان سلاح الجو الاميركي على علم بهذه المخاطر وكيفية إدارتها.
وفي سياق آخر، دارت اشتباكات في حيي الميدان والزاهرة القديمة أحد الأحياء التقليدية في العاصمة السورية دمشق بين قوات النظام ومقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل إلى المنطقة، تلا ذلك استنفار أمني وإغلاق شوارع المنطقتين.
وأفاد أهالي بأن الوضع استمر صباحاً متوتراً في الحي، في وقت منعت القوات الامنية دخول السيارات باتجاه شارع أبو الحبل، في حي الميدان الدمشقي الشهير كما منعت حافلات النقل من الدخول إلى حي نهر عيشة. وأوضح الأهالي أنهم سمعوا في ساعات الفجر الأولى أصوات اشتباكات، في محيط منطقة أبو حبل بالتزامن مع أصوات تكبير سمعت بين الحين والآخر واستنفار لحواجز المنطقة.
من جهتها، قالت وسائل إعلام موالية للنظام إن مجموعة مسلحة قامت بالتسلل إلى حي الزاهرة القديمة من جهة المخيم، وقامت قوات النظام ومسلحون موالون بالاشتباك والتعامل معها. ونشرت وسائل إعلام موالية صوراً لجثث مسلحين حاولوا التسلل إلى منطقة الزاهرة وتم التعامل معهم، حيث ظهر في الصورة ثلاث جثث ملفوفة مسجاة بأحد شوارع المنطقة. ولفت الأهالي إلى أن المدارس في المنطقة تم إغلاقها، وذلك حتى بعد توقف الاشتباكات وتقع هذه الأحياء المكتظة بالسكان في الجهة الجنوبية من دمشق.

تدمير جسر
وأوردت وسائل إعلام أن وحدة من القوات السورية الخاصة دمرت جسر السياسية فوق نهر الفرات الذي تستخدمه الدولة الاسلامية في نقل الإمدادات في شرق سوريا. وتشكل هذه العملية ضربة قوية للدولة الاسلامية في الجزء السوري الذي تحتله على الحدود مع العراق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن انفجاراً دمر الجسر في محافظة دير الزور وهو ذو أهمية حيوية للدولة الاسلامية كونه الطريق البري الوحيد بالنسبة اليها لنقل الإمدادات والانتقال إلى الأجزاء التي تسيطر عليها في المنطقة. وسيطرت الدولة الإسلامية على معظم محافظة دير الزور في تموز (يوليو) الماضي مع احتلال مقاتليها أراضي كانت تسيطر عليها مجموعات مسلحة منافسة مستخدمين أسلحة نقلوها من العراق. ولا تزال أجزاء من دير الزور – منها المطار – تحت سيطرة القوات الحكومية.
ونقلت التقارير عن مصادر قولها إن القوات السورية دمرت جسر السياسية بدير الزور في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة ووحدات الهندسة في الجيش، ما أدى إلى مقتل المسلحين المتواجدين عليه.

دمشق – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق