رئيسيسياسة عربية

رفض اميركي، وتأييد فرنسي، لمبادرة عباس «انهاء الاحتلال»

بينما يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس حشد الدعم لمبادرته الخاصة بالملف الفلسطيني، والتي تقوم على اساس وضع برنامج زمني لانهاء الاحتلال، وقيام الدولة، تشير مصادر متابعة الى ان تلك المبادرة تحظى بدعم عربي مطلق. وان هناك محاولات لفتح بوابات التواصل بينها وبين المبادرة العربية للسلام، التي اطلقتها السعودية وتبنتها قمة بيروت العربية لتتحول الى مشروع عربي للسلام.

اللافت هنا ردود الفعل الدولية حول المبادرة. حيث تشير التقارير الى ان الولايات المتحدة رفضت مبادرة عباس. بينما ايدها الجانب الفرنسي، ووعد بدعمها من خلال مشروع قرار يتم تقديمه الى مجلس الامن الدولي.
فقد نقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن مصادر دبلوماسية القول إن الإدارة الأمريكية رفضت مبادرة الرئيس محمود عباس التي تتحدث عن تحديد سقوف زمنية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وقالت المصادر للوكالة إن مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامنثا باور أبلغت المجموعة العربية بأن بلادها «لا ترحب بالمبادرة». وتجري المجموعة العربية مشاورات حول المبادرة تمهيدا لصياغة مشروع قرار إلى مجلس الامن للتصويت عليه بعد الاستماع الى كل الدول قبل انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.
وأضافت المصادر أنه خلال عرض المبادرة على جزء من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وعلى رأسها الولايات المتحدة، فقد أبلغتنا «أنها ليست مع الفكرة»، وكذلك فإن بعض الأعضاء الدائمين مترددين بشأن المبادرة خصوصاً بعد رفض الإدارة الأميركية لها.
وتقوم خطة عباس على استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي خلال تسعة أشهر وإنجاز الانسحاب من الأراضي المحتلة ضمن فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات.

مشروع قرار
في الاثناء، اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب لقائه الرئيس محمود عباس في باريس، ان مشروع قرار حول حل القضية الفلسطينية سيتم طرحه في مجلس الامن الدولي. وقال هولاند للصحافيين بحضور عباس «سنقول بكل وضوح في قرار سيتم تقديمه الى مجلس الامن ما نتوقعه الان من العملية وما ينبغي ان يكون عليه حل النزاع». واضاف انه منذ وقت طويل جداً هناك مشاورات ومفاوضات وعمليات تعليق وتوقف وثمة فكرة انه لن يكون هناك ابداً حل ينهي النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي نعلم كل تفاصيله.
وذكر هولاند بانها المرة الثالثة التي تدمر فيها غزة، متابعاً سنقوم طبعاً بعملنا التضامني، ولكن ما علينا ان نسعى اليه هو اتفاق سلام دائم. وشدد على وجوب استئناف المفاوضات المتوقفة بين الجانبين.
من جهته، دعا الرئيس عباس كل الدول الى تحمل مسؤولياتها لوضع حد لنزاع مستمر منذ اكثر من 66 عاماً، مؤكداً ان صنع السلام سيمنح شرعية اكبر لمكافحة الارهاب في المنطقة. واعتبر عباس الذي يسعى الى حشد الدعم قبل اعلان مبادرة دبلوماسية فلسطينية جديدة في الامم المتحدة، ان فرنسا تستطيع الدفع في اتجاه تعبئة دولية من اجل تنفيذ المبادرة العربية، باعتبارها الوحيدة القادرة على انهاء الصراع الاسرائيلي – العربي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتضمن امن اسرائيل وتطبيع علاقتها مع 57 دولة عربية واسلامية.
وحظي الرئيس عباس اخيراً في القاهرة بدعم الجامعة العربية لخطته التي تطالب بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية خلال ثلاثة اعوام تمهيداً لقيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
ومن المقرر ان يمضي الرئيس الفلسطيني يومين في باريس قبل ان يتوجه الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ اعمالها في 24 الشهر الجاري، حيث سيلقي خطاباً.

مصر تنفي
على صعيد منفصل، نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية  المصرية صحة ما تردد عن اعتذار مصر عن استضافة لقاءات المصالحة الفلسطينية في القاهرة. وأكد المصدر في بيان صحفي للخارجية امس أن الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء في هذا الشأن عار تماماً من الصحة ولا أصل له، فضلاً عن أنه لا يتسق مع الدور المصري المعروف والمستمر إزاء القضية الفلسطينية.
وكان محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس أكد أن القاهرة اعتذرت بشكل رسمي عن استضافة لقاءات الحوار بين حركتي حماس وفتح، بحسب ما تم إبلاغ الحركة به عن طريق عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة بحركة فتح. وقال نزال انه تم الاتفاق المبدئي على أن تجرى لقاءات الحوار في قطاع غزة، بعد اعتذار القاهرة، دونما أن يحدد موعد  اللقاءات.
في سياق اخر، قال رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع أن الاسرى في سجون الاحتلال يتدارسون القيام بخطوات احتجاجية في وقت قريب رداً على العقوبات الجماعية والتعسفية بحقهم. وأوضح قراقع أن إدارة سجون الاحتلال ومنذ أكثر من شهرين شنت حملة مضايقات وعقوبات على الاسرى تتمثل بحرمان أسرى الجهاد وحماس والجبهة الشعبية من الزيارات، وإغلاق حسابات الكنتين لهم وإغلاق عدد كبير من المحطات الفضائية، إضافة إلى حملة مكثفة من الاقتحامات والتفتيشات الاستفزازية التي تقوم بها قوات خاصة تابعة لإدارة السجون. وأشار قراقع الى أن الاسرى يتشاورون في خطوة جماعية بوقف شامل للزيارات على ضوء سياسة التفرقة في الزيارات بين تنظيم وآخر تقوم به إدارة سجون الاحتلال.

الاسرى الفلسطينيون
بدوره، قال رياض الأشقر الناطق الاعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات بان الأسرى قد يتخذون قراراً بالامتناع عن الخروج إلى الزيارات بشكل جماعي احتجاجاً على منع أسرى حماس والجهاد الاسلامي من الزيارات منذ ما يزيد عن 3 أشهر متتالية. وأوضح الأشقر بان الأسرى يدرسون العديد من الخيارات التصعيدية لوقف سلسلة العقوبات التي فرضت عليهم فى الشهور الأخيرة وفى مقدمتها حرمان الأسرى من الزيارة. ولا يستبعد الأسرى ان يتفقوا على قرار بتعليق زيارات الأهل إلى اجل مسمى حتى يستجيب الاحتلال لمطالبهم باعاده الزيارة لكل الأسرى على اختلاف توجهاتهم السياسية.
في الاثناء، قالت مصادر عسكرية في سيناء ان قوات حرس الحدود المصرية قتلت فلسطينياً وضبطت اثنين اخرين خلال خروجهما من فتحة احد الانفاق. واوضحت المصادر العسكرية ان اجهزة الاستخبارات بسيناء طالبت قوات الجيش برفع حالة الطوارىء بطول منطقة الانفاق الحدودية بعد ورود معلومات عن اعتزام عناصر مسلحة التسلل الى سيناء عبر الانفاق. فيما لمح رجال الجيش المصري خروج 3 عناصر من فتحة احد الانفاق بمنطقة الجندي المجهول برفح المصرية وطالبتهم قوات الجيش بالاستسلام لكنهم رفضوا وحاولوا الهروب عبر فتحة النفق الى غزة مرة اخرى حيث فتحت عليهم القوات النار وضبطت اثنين منهم.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق